بأسلوب خاص، واهتمام كبير بتفاصيل العمل الفني التراثي، استطاع الحرفي "ضياء الدين بركات" أن يرسم بأنامله الذهبية تحفاً فنية دمشقية، ليصل بحرفة الزخرفة الشرقية على الخشب إلى جميع أنحاء العالم.

مدونة وطن "eSyria" تواصلت معه عبر مواقع التواصل الاجتماعي بتاريخ 29 نيسان 2018، وعن دوافعه لتعلّم حرفة الزخرفة الشرقية يقول: «بدأت عملي في الديكورات الشرقية بعد حصولي على شهادة الثانوية العامة الفرع العلمي عام 1991، بعد خسارتي الفرصة لدراسة هندسة الديكور ودخول الجامعة، ومع أنني تفوقت في امتحان القبول بكلية الفنون الجميلة، إلا أنني رفضت لاحقاً، لاختيار عدد محدود من الطلاب، وكان ذلك دافعاً للانطلاق في حرفة الزخرفة الشرقية على الخشب، التي عوضت فيها كل أحلامي وطموحاتي في التصميم، وتنفيذ الديكورات الشرقية، وعند انخراطي بهذا المجال أدركت أنه من المهم رفده بعناصر شابة ذات حس فني، وحرصت على الدخول في عوالم هذه الحرفة الرائعة للمساهمة في الحفاظ عليها، فهي مهددة بالفناء نظراً لصعوبة مراحل عملها، وتعلم تقنياتها، وهذه أكثر الصعوبات التي تواجهنا كحرفيين، فالقليلون من الأشخاص يستطيعون تعلمها وإتقانها، والإبداع فيها للوصول إلى إنتاج قطعة فنية شرقية مميزة».

بدأت عملي في الديكورات الشرقية بعد حصولي على شهادة الثانوية العامة الفرع العلمي عام 1991، بعد خسارتي الفرصة لدراسة هندسة الديكور ودخول الجامعة، ومع أنني تفوقت في امتحان القبول بكلية الفنون الجميلة، إلا أنني رفضت لاحقاً، لاختيار عدد محدود من الطلاب، وكان ذلك دافعاً للانطلاق في حرفة الزخرفة الشرقية على الخشب، التي عوضت فيها كل أحلامي وطموحاتي في التصميم، وتنفيذ الديكورات الشرقية، وعند انخراطي بهذا المجال أدركت أنه من المهم رفده بعناصر شابة ذات حس فني، وحرصت على الدخول في عوالم هذه الحرفة الرائعة للمساهمة في الحفاظ عليها، فهي مهددة بالفناء نظراً لصعوبة مراحل عملها، وتعلم تقنياتها، وهذه أكثر الصعوبات التي تواجهنا كحرفيين، فالقليلون من الأشخاص يستطيعون تعلمها وإتقانها، والإبداع فيها للوصول إلى إنتاج قطعة فنية شرقية مميزة

وعن مراحل تنفيذ القطعة الفنية، يقول: «حرفة الزخرفة الشرقية على الخشب، والمسماة "العجمي"، التي تتضمن تطعيم الخشب بالذهب والفضة، تقوم على تحويل القطعة الخشبية بمهارة الحرفي من بسيطة إلى مذهلة، مروراً بمرحلة التأسيس للرسم النباتي النافر المؤلف من جبس وكبريتات الصوديوم، والغراء الحيواني، ويتم تشكيل الخلطة وفق تكنيك محدد، وبعد جفافها يتم انتقاء الألوان المميزة و"التذهيب"، وصولاً إلى تحديد الزخرفة بالأسود لإظهار البعد اللوني، وبعدها تتم عمليات التشطيب النهائي من تظليل الورود، وتحديد اللوحة باللون القرميدي المميز لحرفتنا، وبعد كل ذلك يتم تثبيت الألوان بالمواد اللازمة. أما بالنسبة للمواد، فقد طرأ تغير ملحوظ من حيث نوعية الألوان، ومن سبقنا من الحرفيين استعمل الألوان الترابية، أما في أيامنا، فقد تنوع استخدام الألوان، فمنهم من يستخدم الألوان الكيميائية، كالـ"بويا" المخففة بالنفط، أو "التنر"، ومنهم من لا يزال يعمل بالألوان المائية.

من أعماله

أما بالنسبة لأعمالي، فقد كانت جميعها مهمة بالنسبة لي، وأميزها تصميم ديكور فندق "الكارلتون" في "حلب"، لأنه كان ذا موقع رائع، يقابل قلعة "حلب"؛ وهو ما يتيح لعدد كبير من متذوقي هذا الفن بمشاهدة الديكورات التي صممتها ونفذتها، إلا أن الحرب لم تبق على شيء هناك، ولم يبق منه إلا الصور، كما حدث مع بعض الأعمال التي كنت أحضرها للدخول في بعض المعارض. أما بالنسبة لانتشار أعمالي الشرقية داخل البلد وخارجه، فتم عن طريق المعارف أو الزبائن، وكانت تسوق نفسها ولله الحمد في دول عدة، منها: "اليمن"، "ليبيا"، معظم دول "الخليج العربي"، "روسيا"، وبعض الدول الأوروبية، وهي أعمال خاصة بزبائني ومعروضة اليوم في منازل وقصور عديدة في جميع أنحاء العالم، وبعد أن ألقت الحرب بظلالها على عملي وعمل العديد من الحرفيين، فقد نفضت عن نفسي آثار غبارها، وبدأت تأسيس ورشتي من جديد، وأعمل على تحضير أعمال جديدة للمشاركة في المعارض والديكور».

من جهته شيخ كار حرفة الصدفيات "إياد مصمص"، يقول عنه: «يتميز الحرفي "ضياء الدين بركات" بلمسة إبداعية لا يملكها أحد ممن يتقنون حرفته، من حيث طريقة رسمه الناعم وانتقاء الألوان، وهو يجيد الرسم بجميع الألوان حتى المائية، إلى جانب موهبته بالرسم العادي؛ أي المجسمات والوجوه، وهذا يزيد من إتقان الحرفي وجمال عمله، وهو الوحيد الذي أدخل رسم "القيشاني" على الخشب، مع أنه يشتغل عادةً على السيراميك والفخار، وهذه نقطة تحسب له، كما يتمتع بحس رائع في تفاصيل عمله من بداياته وحتى مراحله الأخيرة، ولديه الكثير من الأعمال داخل البلد وخارجه، ومهنة العجمي موجودة في "دمشق" فقط، وهي مهنة دمشقية قديمة، ولها الكثير من العشاق في "أوروبا" و"الوطن العربي"، والحرفي "ضياء" من المتميزين بهذا المجال، وأعرفه منذ زمن طويل، وبرأيي علينا أن نحافظ على هذه المهنة، بأن يكون هناك حاضنات للحرفيين، ويتم تعليمها لأكبر عدد ممكن، لتحقيق انتشار أكبر لها، وأشكر موقعكم على الاهتمام بالحرف اليدوية التراثية، وأتمنى لـ"ضياء" كل التوفيق».

الاهتمام بالتفاصيل أثناء العمل

الجدير بالذكر، أن الحرفي "ضياء الدين بركات" من مواليد "دمشق"، "المهاجرين"، عام 1974.

سقف عجمي من تنفيذه