دخل ميدان العمل في تعهدات البناء في عمرٍ مبكرٍ، فكان أصغر متعهد في "دمشق"، استطاع إثبات وجوده بشخصيته القوية وقدرته على إدارة المشاريع، وحقق طموحه في وقت قصير، صمم على المتابعة في هذا المجال ليأخذ مكانته بين رجال الأعمال.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 30 آب 2015، "همام موصللي" متعهد البناء الأصغر في "دمشق"، وعن هذه المهنة وكيف بدأ العمل بها يقول: «لقد أحببت هذه المهنة منذ صغري عندما كان والدي يصحبني معه إلى موقع البناء، فكنت أراه كيف يعمل ويشرف على الورشات التي تقوم بمهامها بكل دقة، وكل واحدة متخصصة بعمل معين، وما أن تنتهي ورشة لتدخل أخرى وتبدأ عملاً جديداً، ويصبح المكان كخلية النحل، ومنذ ذلك الوقت وأنا أحلم أن أعمل في هذه المهنة، وكان والدي الداعم الأكبر والمحفز لي.

مهنة التعهدات تحتاج إلى شخصية قوية وعلاقات اجتماعية كثيرة تسهم في النجاح، و"همام" يتمتع بهذه الصفات التي جعلت منه شخصاً ناجحاً وموضع ثقة، ومن خلال تعاملي معه أراه شخصاً يعتمد عليه بالعمل ويمتلك القدرة على الإدارة الجيدة، وهو دائم الحرص على تسليم العمل في الوقت المحدد، وله سمعته الطيبة بين الزبائن والمهندسين المتعاملين معه على الرغم من صغر سنّه

منذ ثلاثة أعوام بدأت بمشروع صغير على مستوى إكساء منزل، وكان المبلغ المالي صغيراً؛ حيث قمت بالاتفاق مع ورشات مخصصة للعمل عندي، والتسليم بوقت محدد، وتم إنجاز العمل بدقة وفي الوقت المناسب، وبعدها بدأت أتسلم تعهداً تلو الآخر واستمر عملي بالتقدم والتزايد».

موقع البناء

وعن خطوات العمل يقول: «عندما أتسلم موقع بناء، في البداية وبعد حفر الموقع المحدد للبناء يجب تحديد ميكانيك التربة، وقدرة التحمل، ثم الحصول على الترخيص بالبناء لتقوم الورشات بدق إطار خشبي يحدد طول وعرض البناء، ويبدأ "صبّ" القبو كبداية، ثم "الشروش" الداعمة للأعمدة "العضاضات"، وبعدها السقف، ويستمر العمل على هذه الوتيرة حتى إنهاء كامل البناء، ثم تدخل ورشات الطينة وورشات التمديدات الصحية ثم الكهربائية، ويحين بعدها تركيب "البياضات" الحمامات وإكسسواراتها، وفي النهاية لا يبقى إلا الدهان ليصبح البناء جاهزاً للتسليم، وهناك مدة زمنية للتسليم يتفق عليها منذ البدء».

ويتابع "همام": «واجهت صعوبات في بداية عملي في هذه المهنة كاستغراب المحيط ممن أتعامل معهم، لكون عمري صغيراً لكن جديتي بالعمل وشخصيتي القوية ووقوفي في موقع البناء وقسوتي على العمال عند اللزوم، كل هذا جعلني أكسب ودّ المهندسين وأصحاب المنازل وثقتهم، واعترفوا أن العمر ليس مقياساً للعمل، إضافة إلى علاقتي القوية مع أصحاب الورشات وخلق الثقة المتبادلة فيما بيننا، والسير على قواعد متفق عليها أهمها إنجاز العمل على أكمل وجه في الوقت المحدد، ومقابل الأجر المتفق عليه بالكامل.

محمد دحلة

الصعوبات الحالية التي أعاني منها هي كيفية تأمين المواد اللازمة لموقع البناء؛ التي تتطلب وقتاً وجهداً في نقلها، وهذا يختلف حسب المكان بين المدينة والريف، وحالياً أصبح عملي يأخذ كل وقتي، وأنا سعيد بذلك، وعندما أتسلم مشروعاً جديداً أكون في غاية الفرح وأسعى لإنهائه بوجه جيد لكي أحصل على النتيجة التي أتمناها، وأرى نفسي بالمستقبل القريب بين رجال الأعمال الذين لهم بصمتهم في المجتمع».

وفي لقاء مع "محمد دحلة" صاحب مركز توزيع مواد بناء ممن يتعامل معهم "موصللي"، وعن رأيه فيه يقول: «مهنة التعهدات تحتاج إلى شخصية قوية وعلاقات اجتماعية كثيرة تسهم في النجاح، و"همام" يتمتع بهذه الصفات التي جعلت منه شخصاً ناجحاً وموضع ثقة، ومن خلال تعاملي معه أراه شخصاً يعتمد عليه بالعمل ويمتلك القدرة على الإدارة الجيدة، وهو دائم الحرص على تسليم العمل في الوقت المحدد، وله سمعته الطيبة بين الزبائن والمهندسين المتعاملين معه على الرغم من صغر سنّه».

أحد المشاريع

يذكر أن "همام موصللي" من مواليد "القنوات" عام 1994، ويدرس حالياً في كلية التجارة والاقتصاد، جامعة "دمشق".