بعد انتشار مواقع التواصل الاجتماعي، تنوعت أهداف زائريها، فمنهم من اتخذها للتسلية والتواصل، ومنهم من سخرها لخدمته، فانتشرت صفحات خاصة بالتسوّق، تهدف إلى توفير الوقت والجهد والمال، وتؤمن سرعةً في الوصول إلى المستهلكين.

بتاريخ 23 كانون الثاني 2015، تواصلت مدونة وطن "eSyria" عبر مواقع التواصل الاجتماعي "Facebook" مع السيدة "رانيا مريح"، وهي من سكان حي "المزة"، لتحدثنا عن تجربتها في تأسيس مجموعة خاصة بها، متخصصة بالتسوق على عبر موقع التواصل آنف الذكر، تقول: «أنا أحب الموضة، وأحب كل شيء جديد، وباعتبار أن الأزياء هي مجال اهتمامي؛ قرّرت العمل في هذا المجال، عن طريق استيراد المناسب من الألبسة من لبنان والصين، والاستفادة من الإنترنت الذي أصبح أساسياً في معظم البيوت، فأنشأت مجموعة مخصصة لعرض بضاعتي التي تشمل جميع الأعمار ضمن العائلة الواحدة، وجميع الفئات الاجتماعية لكونها متفاوتة الأسعار، وحرصت دائماً على إرضاء الجميع، وتلبية كل الأذواق، فأقوم بتصوير قطعة من كل نموذج ومن كل الجهات، وأذكر القياسات والألوان لعرضها في المجموعة، وقد كانت السيدات الأكثر تفاعلاً مع مبادرات كهذه، فمن مسؤولياتهن التسوق لكل أفراد العائلة، وتراهن يخبرن صديقاتهن عن بضاعة ما أو عن تنزيلات مثلاً، علماً أن متابعات المجموعة لم يكنّ بعمرٍ محدّد، فالجميع يهتمّون بآخر إبداعات مصمّمي الأزياء، ويبحثون عن القطعة الجميلة والسعر المعقول».

تتلخص فائدتي بتبادل الخبرات، فمتابعو المجموعة لا ينتمون إلى فئة واحدة أو شريحة معينة أو عمر معين، لذا تكون الفائدة كثيفة رغم عشوائيتها، إلا أنها تبقى فكرة جديدة، توافر الوقت والجهد، عدا الربح المادي الناتج عن عمليات الشراء والبيع

وعن المردود المادي للمجموعة، وخدمة التوصيل للزبائن؛ أضافت "مريح": «استخدمت المجموعة لعرض القطعة عن قرب، وأذكر المقاسات المتوافرة منها، وحين تلقى إحدى القطع إعجاب الزائرين يتواصلون معي لبيعها، وأستفيد من هذه العملية في تكوين علاقات اجتماعية، والتعرف إلى أذواق زبائني لإحضار الأكثر ملاءمة لهم مستقبلاً، ويُسر زبائني بهذه الخدمة لكوني أوفّر عليهم العناء وتكاليف المواصلات، ويصبحن أكثر ثقة بشخصي، وبالمنتج الذي أبيعهم إياه، فالأكثر أهمية بالنسبة لي هو الاسم والسمعة الطيبة لدى الزبائن، وأحمد الله أنني تمكنت من تحقيق ذلك».

رانيا مريح

"محمود شيخ ابراهيم" متخصص بصيانة الكمبيوترات وأجهزة الاتصال الخلوي، أنشأ مجموعة تهتم بهذا الشأن، يستضيف فيها إعلانات أيضاً نظراً لرواجها الكبير، قال عن خطوته هذه: «هي خدمة إعلانية مجانية، فنحن نعرض الأجهزة الخلوية الجديدة والمستعملة وبسعرها الحقيقي، من دون جشع بعض أصحاب المحال الذين يأخذون الجهاز بأقل من سعره لبيعه للزبون بسعر أعلى، محققين الربح الزائد؛ فالمجموعة تعرض القطعة لبيعها بسعرها الحقيقي من دون سمسرة من البائع إلى الشاري».

وعن الفائدة التي يجنيها من المجموعة يتابع "شيخ ابراهيم": «تتلخص فائدتي بتبادل الخبرات، فمتابعو المجموعة لا ينتمون إلى فئة واحدة أو شريحة معينة أو عمر معين، لذا تكون الفائدة كثيفة رغم عشوائيتها، إلا أنها تبقى فكرة جديدة، توافر الوقت والجهد، عدا الربح المادي الناتج عن عمليات الشراء والبيع».

سوزان طبيخ

السيدة "سوزان طبيخ" ربّة منزل، قالت رأيها في الموضوع: «أقوم بمتابعة ما يعرض على المجموعات لمعرفة كلّ جديد من تصاميم وتنزيلات، مع أنني لا أشتري إلا من المجموعات التي أثق بها، لكون العلاقة الطيّبة التي تربطني مع صاحبة المجموعة تنعكس ثقةً على المنتج، فأنا لا أشتري من المنتجات المعروضة ضمن المجموعة فقط، بل أطلب إليها تصاميم أو قياسات أو ألواناً، ولا غنى عن الأسواق، لذلك لا أعتقد أن التسوّق عبر مجموعات Facebook بديل من الأسواق الموجودة؛ بل رديف لها، فإذا اعتبرنا المجموعات عبارةً عن أسواق إلكترونية؛ إلا أنها لا تلغي الأسواق التقليدية بل تتكامل معها».