تنتشر صناعة الجلد في أكثر من منطقة في "سورية"، لكونها المادة الأوليّة وأساس الصّناعات الأخرى المعتمدة عليها والمتكاملة معها؛ كصناعة "السّتَر" والمفروشات والحقائب والأحذية وغيرها؛ وتنوّع الجلود أنتج تنوّعاً في الصّناعات.

لأن الجلد يعد المادة الأوّليّة التي تدخل في عدد كبير من الصّناعات، فقد حظي باهتمام كبير وصناعته تعد رائجة دوماً، بتاريخ 18 نيسان 2015، مدوّنة وطن "eSyria" التقت السيد "خالد الحمصي"، الذي يعمل في المسلخ، وأخبرنا عن أوّل مراحل تجهيز الجلود قائلاً: «كل الحيوانات التي تذبح في المسلخ يمكن الاستفادة من جلودها في الصّناعات المختلفة، ولا يعد الذبح شرطاً للاستفادة من الجلد، فالمهم هو أن يصل الجلد مباشرة إلى معمل الدّباغة لكيلا يفسد، ويمكن الاحتفاظ به مدة من الزمن قد تصل إلى خمسة عشر يوماً، وذلك بوضع الملح على الجهة الداخلية منه، ثم يطوى حتى إرساله إلى معمل الدّباغة».

تعد الأحذية المصنوعة من الجلد الطبيعي صحيّة ومريحة ومفضّلة عن تلك المصنوعة من الصناعي، ويستخدم الجلد الصناعي في صناعة الأحذية النسائية لكونه يمتص الدرجات اللونية أكثر من الطبيعي

وحدثنا السيد "محمد دركزلّي" الملقب بـ"أبو رسلان" دبّاغ، وصاحب محل لبيع الجلد الطبيعي، عن أهمية صناعة الدباغة قائلاً: «اهتم الدّمشقيون بهذه الصّناعة منذ القديم وتميّزوا بها وأتقنوها؛ فهي مهنة أساسية تعتمد عليها عدّة مهن أخرى، لذلك فإن إتقانها وجودة صناعتها خطوة لنجاح المهن المعتمدة عليها والمتكاملة معها؛ و قد بدأت العمل بهذه المهنة منذ حوالي ثمانية وخمسين عاماً، حيث كان والدي يصطحبني معه إلى معمل الدّباغة لمساعدته، ولكي أتقن أسرار هذه المهنة وأتعلمها منذ الصّغر لكونها مهنة متوارثة في العائلة».

محمد دركزلي

وعن أنواع الجلود واستخدام كل منها أضاف قائلاً: «سماكة الجلد ودرجة ليونته هي التي تحدد نوعيّة الصناعة المناسبة له، فالجلد البقري يناسب نعل الحذاء، بينما جلد الماعز لوجه الحذاء، وجلد الغنم للبطانة و"الستر"، والجلد المستعمل للأحذية النسائية أكثر ليونة من المستعمل للأحذية الرجالية، بينما الجلد الذي تصنع منه "السُتَر" يكون بنفس السّماكة للرجال والنساء».

وعن المراحل التصنيع قال: «عندما يأتي الجلد من "المسلخ" إلى معمل الدّباغة، نقوم بتنظيفه ودباغته وتأهيله للعمليات الصّناعية المختلفة، وبعدها يصبح جاهزاً لشرائه من قبل تجّار الجلد الجاهز، وبيعه لأصحاب الورشات، لتبدأ كل منها مرحلة التّصنيع».

محمد دعفيس

ومن تلك الورشات التي تشتري الجلد لتصنيعه ورشة لصناعة الأحذية الرجالية؛ التي شرح لنا صاحبها "محمد دعفيس" الملقب بـ"أبو عبد الله" مراحل التّصنيع لديه قائلاً: «"النمرة" أولى مراحل العمل؛ وهي تفصيل الجلد حسب المقاس، ثم تأتي بعدها مرحلة "تجميع القطع وخياطتها"، تليها مرحلة "الشد على القالب"، ويترك الجلد لبعض الوقت، وبعدها يأتي دور "وضع النعل"، وآخر المراحل "الأمبلاج"؛ أي تنظيف وتغليف القطعة ووضعها في علب كرتون».

وعن الفرق بين الجلد الطبيعي والصناعي قال السيد "محمد الصبّاغ" صاحب محل لبيع الأحذية: «تعد الأحذية المصنوعة من الجلد الطبيعي صحيّة ومريحة ومفضّلة عن تلك المصنوعة من الصناعي، ويستخدم الجلد الصناعي في صناعة الأحذية النسائية لكونه يمتص الدرجات اللونية أكثر من الطبيعي».

أحذية من الجلد الطبيعي