تطورت المعالجة الفيزيائية والتأهيل الطبي في السنوات الأخيرة تطوراً ملموساً، وأصبحت تحتل مكاناً مرموقاً من بين العلوم الطبية، ولا سيما بعد أن اتسعت في مجالاتها الطبية كالمعالجة المائية والكهربائية والشعاعية وغيرها.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 6 آذار 2015، الدكتور "رسلان مسعود" الذي حدثنا عن المعالجة الفيزيائية وأهميتها، فقال: «تعد المعالجة الفيزيائية فرعاً من فروع الطب الرياضي؛ الذي يعد من أهم الفروع الطبية الحديثة التي دخلت أسرة الطب بعد الحرب العالمية الثانية، حيث تهدف المعالجة الفيزيائية إلى معرفة الإصابة وتقديم الدعم الآني للحد من الوزمات وحالات النزيف، وتخفيف الألم عن المريض باستخدام الكمادات الحارة والباردة والأربطة والجبائر، وتقديم الدعم العلاجي وتسريع الشفاء والعودة إلى الحالة الطبيعية بعد الإصابة الرئيسية ومنع وقوع الإصابات والحد منها في استخدام طرائق العلاج الوقائي.

في وقتنا الحاضر أصبح الإقبال على المعالجة الفيزيائية كبيراً جداً، لكن ضمن الأصول التي وضعتها وزارة الصحة بألا يتجاوز المعالج حدوده في تشخيص أي مرض

ويستخدم في المعالجة الفيزيائية وسائل طبيعية من تدليك (يدوي، آلي، مائي)، وتمرينات علاجية، وعلاج كهربائي وشعاعي، وآخر بالإبر الصينية، كما نستخدم الروافع في الشد والتمديد، ونستثمر الطاقات العلاجية المناخية مثل: "الشمس، البحر، الغابة، الطبيعة"».

الدكتور رسلان مسعود

وحول كيفية وضع الخطة العلاجية تابع الدكتور "مسعود" القول: «في البداية يجب تشخيص الإصابة بدقة؛ وذلك يمثل 50 بالمئة من العلاج، ثم يبدأ العمل على تهيئة العضو المراد علاجه بواسطة التسخين "العلاج الحراري"، وذلك بعد 3 أيام من الإصابة، وتهيئته عن طريق التدليك اليدوي أو التنبيه الكهربائي لتحسين الدورة الدموية، وإعطاء مرونة للعضو المراد علاجه مع الاهتمام بالجهاز التنفسي لزيادة الكفاءة الرئوية والعمل على تخفيض حدود الألم، ومن الإصابات الشائعة إصابات العمود الفقري، تشوهات العنق منها الانحراف إلى اليمين أو اليسار أو العنق القصير، الحدب "الظهر المستديرة"، استدارة الكعبين إلى الداخل أو الخارج، تشوهات العمود القطني "البزخ والجنف"؛ والبزخ هو زيادة في تقعر القطن، إضافة إلى تسطح القدمين، تقعر القدمين، تقوس الساقين، وتتم معالجة هذه التشوهات عن طريق الوسائل العلاجية الطبيعية وخاصة التمارين العلاجية للوصول إلى الحافز للسلامة العضلية للحس الذي تمنحه الثقة بالنفس والراحة التامة للأعضاء الداخلية لتعمل على ما يرام».

ويتابع بالقول: «في وقتنا الحاضر أصبح الإقبال على المعالجة الفيزيائية كبيراً جداً، لكن ضمن الأصول التي وضعتها وزارة الصحة بألا يتجاوز المعالج حدوده في تشخيص أي مرض».

عبد المجيد

كما التقينا "عبد المجيد عزاوي" والد الطفل "عبد المهيمن"؛ الذي حدثنا عن إصابته والتطور الذي وصل إليه بفضل العلاج الفيزيائي، فقال: «ولد "عبد المهيمن" عام 2004، وكان يعاني من خلع في عظام الحوض والركبة، وقد كان الأمل ضعيفاً في أن يستطيع السير على قدميه، فأجري له عمل جراحي؛ تلته مرحلة العلاج الفيزيائي، وفي عام 2007 تمكن من الوقوف على قدميه بعد 6 أشهر من العلاج الفيزيائي، وخطا خطواته الأولى، حيث كانت تتم معالجته فيزيائياً يومياً، أما حالياً يعالج مرتين في الأسبوع فقط؛ نظراً للتحسن الذي وصل إليه بفضل العلاج الفيزيائي».

كذلك التقينا "غادة غراوي" التي حدثتنا عن تجربتها بالقول: «لقد عانيت من آلام في الركبتين لفترة 4 سنوات، منها سنة كنت لا أستطيع فيها الوقوف على قدمي مطلقاً، وقد استخدمت كافة الوسائل العلاجية لكن من دون جدوى، إلى أن بدأت المعالجة الفيزيائية وخلال 7 جلسات تحسنت تحسناً ملحوظاً واستطعت المشي.

عبد المهيمن أثناء معالجته

كما التقينا "دانيا سهل" المصابة بضمور في العضلات منذ 22 سنة فقالت: «في عمر 3 سنوات ارتفعت حرارتي فجأة، وتطور الأمر لأصاب بهبوط في القدم، وفي عمر 32 سنة صرت أعاني من ألم في عضلات القدمين وتبين أن هناك ضموراً في العضلات، فذهبت إلى عدة أطباء لأجد أن الحل الوحيد هو إجراء العلاج الفيزيائي، وبعد 3 جلسات أصبحت أشعر بتحسن كبير، وبزغ أمل جديد في إمكانية العودة إلى الحالة الطبيعية، وكان استمرار العلاج سبباً في عودتي إلى ما كنت عليه بنسبة تفوق 70%، والعمل ما زال مستمراً إلى أن تعود الأمور كما كانت».