حصلت الدكتورة "باسمة الشيخ" على براءة ابتكار لطريقتها في استخدام بلازما الدم الغنية بعوامل النمو "PRGF" في تفعيل الزرعات السنية القصيرة عند مرضى التهاب النسج الداعمة المتقدم.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 7 كانون الأول 2014، الدكتورة "باسمة الشيخ" لتحدثنا عن تقنية البلازما الغنية بعوامل النمو؛ تقول: «هي أحدث تقنيات القرن الواحد والعشرين، وأعرفها بأنها هبة من الله سبحانه وتعالى موجودة في دمنا، تعطي بتطبيقها نتائج لا يمكن لأي علاج في العالم أن يضاهيها، قمت بإدخال هذه التقنية إلى "سورية" عام 2007، وأنجزت بحث الماجستير في جامعة "دمشق" عن استخدام طريقتي الخاصة في تفعيل الزرعات القصيرة والعظم فوقها بالبلازما الغنية بعوامل النمو، لأول مرة في تاريخ الزرع يزيد ارتفاع العظم فوق الزرعات، عند مرضى يصنفون ضمن "تحديات الزرع السني" بمعنى آخر حققنا زيادة في العظم، عند مرضى لديهم كل مؤهلات فشل الزرعة، مع انعدام الألم والانتفاخ التالي للزرع أو تقليله للحد الأدنى، وهذا كله يؤثر كثيراً في إقبال المرضى على عمليات الزرع السني».

هذه التقنية ثورة في عالم الطب، وإمكانية تطبيقها في العيادات ورخص تكلفتها المالية ونتائجها المميزة تجعل منها أهم تقنية طبية في السنوات العشر المنصرمة

وعن أهمية هذه التقنية للمجتمع ومن هم المستفيدون منها تقول "الشيخ": «يخص هذا الموضوع شريحة واسعة من المجتمع ممن لديهم ارتفاع محدود للعظم وهشاشة تالية لالتهابات متقدمة في النسج الداعمة للأسنان، وتزيد نسبتهم على 50% من الناس، يعاني هؤلاء المرضى من فقدان أسنان جزئي أو كامل، وعدم إمكانية وضع ترميم ثابت أو نقص في ثبات البدلات التي يضعونها في فمهم، وحتى الزرع عندهم عمره محدود.

الحاج عبد الحميد بعد تطبيق الزرعة

ومن المستفيدين بشدة من هذا الابتكار: مرضى السكري، المدخنين الشرهين، المرضى المتقدمين بالعمر، المرضى الذين يتعالجون بمميعات الدم».

وعند سؤالنا عن النتائج المحققة من التطبيق العملي لبراءة الابتكار، أردفت "الشيخ": «تم أخذ العديد من رسائل الماجستير والدكتوراه في جامعة "دمشق" عن "استخدام البلازما في الجراحات حول السنية"، كما تم إجراء دورات زرع على مستوى "سورية"، وقمت بتدريبهم على استخدام هذه التقنية في كلية طب الأسنان في جامعة "دمشق"، إضافةً إلى تدريب طلاب الماجستير على استخدام تقنية البلازما، والأهم بالنسبة لي هو تطبيق الابتكار على مئات المرضى في العيادة».

وثيقة إبداع

كما التقت مدونة وطن "eSyria" أحد المرضى الذين استفادوا من الابتكار؛ وهو "الحاج عبد الحميد" صاحب الأعوام الخمسة والسبعين؛ ليقول: «أنا رجل كبير بالسن فقدت كل أسناني بسبب التهاب متقدم في اللثة والعظم، وهذا ما جعل إمكانية الزرع بالنسبة لحالتي أمراً صعباً جداً، ولكن هذا الكلام في الماضي، أما بعد أن عرفت بوجود هذه التقنية توجهت إلى الدكتورة "باسمة " التي بدورها قامت بوضع زرعات قصيرة، مع التفعيل بالبلازما على كامل الفكين، ومنذ عام 2008 وحتى الآن ما زال العظم محافظاً على مستواه وزيادة في بعض المناطق وذلك وفقاً للصور الشعاعية».

أما المهندس "عبد المولى" الذي تم تطبيق تقنية بلازما الدم على ثلاث زرعات لديه، فقال: «راجعت العديد من العيادات، وأخبروني عن صعوبة نجاح الزرع لدي، لمحدودية العظم وهشاشته، بصراحة كنت خائفاً من الألم والورم التاليين للعمل الجراحي، ولكن دهشتي كانت كبيرة لأنني لم أضطر لاستخدام أية مسكنات بعد العمل الجراحي، وأن وذمة العمل الجراحي كانت بحدودها الدنيا، حيث لم أشعر بها، إضافةً إلى أن الشفاء أسرع بكثير مما توقعت، الآن مضت ست سنوات على الزرعات ولم أشعر بأي فارق عن الأسنان الطبيعية».

الدكتورة "باسمة الشيخ"

وأكد ذلك الدكتور "باسم الشيخ" وهو اختصاصي جراحة تجميلية، حيث قال: «إن شفاء النسج بعد الجراحة بتطبيق هذه التقنية كان سريعاً ومترافقاً بانعدام الألم، إضافةً إلى أن المنظر التجميلي للنسج أفضل بعدة مرات من الجراحات التقليدية».

أما طبيب الأسنان "رواد رجوح"، فقد عبر عن إعجابه بتقنية البلازما قائلاً: «هذه التقنية ثورة في عالم الطب، وإمكانية تطبيقها في العيادات ورخص تكلفتها المالية ونتائجها المميزة تجعل منها أهم تقنية طبية في السنوات العشر المنصرمة».

من الجدير بالذكر، أن الدكتورة "باسمة الشيخ" حاصلة على دبلوم دراسات عليا في أمراض اللثة وجراحتها، وماجستير بتقدير امتياز في أمراض النسج حول السنية، إضافةً إلى العديد من الجوائز وشهادات التقدير، وآخرها شهادة تقدير للمشاركة في مسابقة المجمع السوري للبحث السني "SSDR"، عام 2012.