تعددت أشكالها وألوانها، وأبدعت فيها يد الفنان الدمشقي فحولتها إلى تحف يحتفظ بها الناس، فمنها ما هو خاص للمواليد ومنها نماذج أخرى لحفلات الخطبة والأعراس والأعياد.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 3 شباط 2015، "محمد هيثم سليق" - صاحب محل لبيع الحلويات، فقال: «يحرص أبناء المجتمع السوري على الاحتفال بأية مناسبة اجتماعية تمر بها الأسرة كالخطبة والأعراس، واستقبال المولود، واستقبال الحجاج، وأعياد الميلاد، وعيد الفطر وعيد الأضحى، وغيرها الكثير، وتوجد لكل مناسبة مظاهر احتفالية خاصة يجري خلالها توزيع أنواع من الحلويات تكون عادةً محلية الصنع؛ كـ"الراحة والشوكولاته والملبس" وغيرها، حيث توضع في صرر وعلب وتحضر بشكل فني أنيق يتلاءم والمناسبة السعيدة».

ومن هنا افتتحت ورشات خاصة بإنتاج وتصنيع هذه العلب التي تفنن بها الدمشقيون وتميزوا عن غيرهم بأشكالها العصرية والجميلة التي تلبي كل الأذواق

ويضيف: «ومن هنا افتتحت ورشات خاصة بإنتاج وتصنيع هذه العلب التي تفنن بها الدمشقيون وتميزوا عن غيرهم بأشكالها العصرية والجميلة التي تلبي كل الأذواق».

محمد هيثم سليق

وفي سياق متصل يقول "مهند شالاتي" صانع علب ضيافة في "دمشق": «أعمل في هذه المهنة منذ عشر سنوات، وهي فن بكل ما تحمله الكلمة من معنى، فنحن نصنع علباً خاصة بكل مناسبة، ومن المعروف أن لكل منها علبها الخاصة بها، فلعيد الميلاد نصمم سلالاً كبيرة أو شكل "بابا نويل" ونستخدم في أغلب الأحيان اللون الأحمر، ولمناسبة الولادات نصمم علباً من الكرتون أو المعدن أو الكريستال على شكل عربات، حيث توضع فيها نماذج تتناسب وجنس المولود، ذكراً كان أم أنثى، أو توأماً، ونضع اسم المولود على العلب، وعادة تكون لها ألوانها الخاصة أيضاً، فعلب التوأم تكون باللون الأزرق أو الأصفر أو باللونين معاً، فيما اللون الزهري للمولودة الأنثى، والأزرق السماوي للذكر، وهي تقدم للمهنئين بالولادات، وتوضع هذه العلب في سلال الضيافة ذات التصاميم المختلفة أيضاً، ومنها المتحركة والثابتة، حيث يكثر الطلب على المتحركة منها لأنها تتحرك تلقائياً حيث يكون في كل قسم منها نوع من الضيافة، كالشوكولا و"الملبس والراحة والنوغا" وغيرها، وتوضع على طاولة وسط صالون الاستقبال، حيث يقوم الضيف بتناول ضيافته وحده».

ويضيف: «تتميز العاصمة "دمشق" بتصاميم علب الضيافة للأفراح منذ عشرات السنين، حيث إن لعلبة الضيافة الشامية ميزة كبيرة بسبب تصاميمها الرائعة يحتفظ بها الناس لسنوات وسنوات لأنها تعد تحفة فنية، ويقوم الكثيرون منهم بوضعها في منازلهم، وتتميز بألوانها الذهبية والفضية وتأتي على أشكال متعددة، ومنها: العروسان أو على شكل خواتم كبيرة، أو على شكل عربة يسوقها حصان، وعادة تكون من الزجاج أو الخشب، وتحتوي على نوع ضيافة خاص، منها: "المن والسلوى، والراحة، واللوزينا، والشوكولا، والملبس"».

علبة ضيافة للمولود الجديد

ويتابع حديثه قائلاً: «لدينا الكثير من نماذج العلب، ونستخدم فيها الخشب الذي تضاف إليه لمسة من الموزاييك أو الحفر؛ حيث إن أغلب طالبي هذه العلب يرغبون بكتابة أسمائهم عليها، وكل علبة تربط بشريط له رمزيته أيضاً من ناحية اللون، فمنهم من يطلب أن يكون اللون هو لون فستان العروس كالأبيض، وتختلف بشكل بسيط علب أفراح الخطبة عن العرس من ناحية الألوان والإكسسوارات التي نضعها على العلب، فعلب الخطبة نضع خاتمين عليها مصنعين من الكريستال يلصقان على غلاف العلبة أو على الوردة التي تزين سطح العلبة، كذلك هناك علب خاصة بمناسبة الحج والعمرة، وهي توزع بمناسبة عودة الحاج من مناسك الحج، وتكون العلبة مصنعة من الخشب وحفرت عليها صورة الكعبة المشرفة مع اسم الحاج».

ويختتم حديثه قائلاً: «في "دمشق" العديد من الورشات التي تصنع علب الضيافة، ولكن عددها بدأ يتناقص منذ السنة الماضية بسبب الوضع الراهن؛ حيث إن عدد الأفراح قليل، والكثيرون عزفوا عن علب الضيافة واستبدلوها بالحلويات العربية للتكلفة المادية، فالعامل في هذه المهنة اليوم لا يستطيع إكمال الشهر أو إعانة أهله أو عائلته إلا إذا كان لديه عمل آخر؛ لأن مرابحها قليلة والطلب عليها قليل؛ فدخل العامل بهذه المهنة قد يصل إلى 22 ألف ليرة سورية».