مهنة مربحة للغاية، هكذا يقول عنها ممتهنوها، تتطلب ورقة وقلماً وإلماماً بالقوانين، يعمل بها الآلاف، وتمثل مصدر رزق عوائلهم، دخلت إليها التقانة حديثاً حيث أصبح بعض "العرضحالجية" أو كاتبي الاستدعاءات يستخدمون الكومبيوتر.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 15 كانون الأول 2014، "عمار خليلي" "عرضحالجي" يجلس أمام القصر العدلي؛ الذي تحدث قائلاً: «تتلخص مهمتنا في عرض الخدمات على مراجعي مؤسسات ودوائر الدولة، وكتابة العرائض للمواطن المراجع، وبطريقة نظامية، ملبية للغرض حتى تسير سيراً جيداً وتنال الموافقة من الدائرة الموجهة إليها، ولذلك كل ما نحتاجه مستلزمات بسيطة، الأهم هنا أن نكون على دراية بالقوانين والتعليمات الناظمة للمؤسسات التي نعمل بجانبها، وذلك كي نشرح ضمن المعروض طلب المراجع، والطلب نطلق عليه مسمى (استدعاء)، للحصول على رخصة تشييد منزل من البلدية مثلاً، أو طلب عقد قران أو طلاق أو نفقة لمطلقة، وغيرها فيما يخص مراجعي محاكم القصر العدلي، وفي هذا المجال نحن لا نكتب العريضة فقط، بل نساعد الشخص وندله على الطريق الذي سيسلكه لإنجاز معاملته، وخاصة أنها حالات إنسانية».

استخدام الكمبيوتر ضروري جداً فبعض دوائر الدولة تتطلب أن يقدم المراجع طلبه مكتوباً على الكمبيوتر، كما أن المعاملات الكبيرة التي تتطلب أوراقاً كثيرة ومتابعة لا يمكن التعامل معها إلا من خلاله

ويضيف: «نحتاج فقط لورق أبيض وقلم أزرق لكي نكمل مهمتنا، وأعمل في هذه المهنة منذ 10 سنوات، وهو عمل مربح للغاية إذا استطعت أن تكسب السمعة الجيدة من خلال صدقك مع المراجعين اللذين يرجعون إليك مراراً وتكراراً ويبعثون أقرباءهم وأصدقاءهم إليك كي تسهل عليهم عناء التعب والوقت، فأنا تنقلت من رصيف السجل العقاري، إلى القصر العدلي، إلى مجموعة من الدوائر الخدمية في العاصمة وهذا ما أكسبني مهارة كبيرة في التعامل مع مختلف المشكلات التي تصادف المراجعين لدوائر الدولة».

معقبي المعاملات في المرجة

بعض معقبي المعاملات يستخدمون التقنيات الحديثة كالكمبيوتر والطابعات، وتراهم في أكشاك صغيرة وفي كل مكان؛ وعن هذا يقول "محمد شادوري": «استخدام الكمبيوتر ضروري جداً فبعض دوائر الدولة تتطلب أن يقدم المراجع طلبه مكتوباً على الكمبيوتر، كما أن المعاملات الكبيرة التي تتطلب أوراقاً كثيرة ومتابعة لا يمكن التعامل معها إلا من خلاله».

ويضيف قائلاً: «يعمل في مهنتنا الآلاف لأنها تعود بوارد جيد من شأنه أن يدخل إليك حوالي 40 ألف ليرة سورية شهرياً، وليس لدينا ساعات محددة للدوام ويحق لنا العمل في جميع دوائر الدولة ما عدا القصر العدلي؛ لأن هناك مادة تمنع دخولنا بسبب تواجد محامين؛ فهم ذوو اختصاص، وفي ظل الوضع الحالي تأثر عملنا حوالي 50% وذلك بسبب وجود ضائقة اقتصادية يعيشها المواطن، وقد تطورت هذه المهنة كثيراً؛ فقد دخلها الكثيرون من الشباب حديثي التخرج والطامحين بالعمل، أضف إلى ذلك أنها تنتمي للجمعية الحرفية، ومنح العامل بها رخصة "معقب معاملات" بعد أن يتبع دورة متخصصة في مجال كتابة العرائض وتنظيمها، ويتم اختبار رسمي فيها، والدوائر المعنية لا تتعاون مع أي (معقب معاملات) ليس معه الرخصة، ومن لا يمتلكها سيضطر للعمل والتدرب لدى "عرضحالجي" لديه رخصة والعمل معه من أجل تعلم المهنة والتعرف بطرائق التعامل مع الناس، وهي مهنة جميلة واجتماعية وإنسانية، وقد دخلت هذه المهنة كي أساعد الناس لأنني عانيت كثيراً فيما سبق عند مراجعتي لبعض الدوائر التي لا يوجد أمامها مراجعون».

المراجعين يتهافتون على العرضحالجية في مراكزهم

ويتابع حديثه بالقول: «لمعقبي المعاملات نوعان: معقب مختص بالمعاملات الإدارية تتعلق بالنفوس والهجرة والجوازات والمحاكم، ومعقب مختص بالمعاملات العقارية كالطابو. ولا توجد لنا تسعيرة محددة من قبل النقابة وإنما نحصل على أتعابنا بحسب الاتفاق مع الزبون، ولكن بالنسبة لي أفضل معاملة الزواج لمردودها المالي إضافة إلى سهولة إجراءاتها، أما المعاملات الأكثر صعوبة فهي معاملة حصر الإرث لكثرة الأوراق المطلوبة والطوابع».