تدر هذه الصناعة على العاملين بها دخلاً جيداً يصل إلى 60 ألف ليرة سورية شهرياً، وتنتشر ورشاتها في "دمشق"؛ حيث اشتهر حرفيوها بابتكار أشكال فنية تتزين بها القصور، ولا تزال الثريات المعلقة في قصر "العظم" شاهداً على ذلك.

شوارع العاصمة "النصر، باب الجابية"، هي الأبرز والأشهر في هذه الصناعة من خلال ما تبرزه صالات بيعها من معروضات، وحول هذا التقت مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 30 كانون الأول 2014، "محمد شكري" الذي قال: «اشتهر الدمشقيون منذ مئات السنين بمهاراتهم العالية وتفننهم بتصنيع الثريات، حيث كانوا يصنعونها يدوياً

اشتهر الدمشقيون منذ مئات السنين بمهاراتهم العالية وتفننهم بتصنيع الثريات، حيث كانوا يصنعونها يدوياً ؛ فيمتزج فيها قماش "الدامسكو" مع النحاس بشكل أنيق وجميل، وكانت تصنع بأشكال متعددة

؛ فيمتزج فيها قماش "الدامسكو" مع النحاس بشكل أنيق وجميل، وكانت تصنع بأشكال متعددة».

الثريات الدمشقية النحاسية

ويضيف: «ورثت هذه المهنة عن والدي، فصناعة الثريات انطلقت منذ زمن بعيد، وتطورت بعد دخول الكهرباء إلى "دمشق"، فالكثيرون يشترون الثريات القديمة لكونها تقدم طرازاً شرقياً وزخارف مميزة ولوجود خصوصية دمشقية للثريات وبوجه خاص الفنون الشرقية التي حافظ عليها حرفيو "دمشق"، مع تواجد لمحات فنية تعكس مهارة الحرفي السوري، سابقاً كانت الثريات تعتمد على النحاس فقط، فقام الدمشقيون بتطويرها من خلال إضافة الفضة والبرونز والذهب إليها، ولم يقتصر الأمر على ذلك فقط بل أدخلنا ألواناً جديدة لم تكن معروفة سابقاً، والدق على الثريات اليدوية أغلب الأحيان ينبع من خيال الحرفي المختص، حيث لا يوجد طراز يشبه الآخر، ومعظم الورشات تحاول ابتكار "موديلات" من إبداع عامليها، وبوجه عام الثريات تقسم لأربعة أنواع، وهي: النوع السكب، والأكواع وفيها إضاءة وكريستال، والثالث عبارة عن "الكلوبات" التي يدخل فيها الزجاج، والرابع هو "الحب" الناعم، أما الأقطار فتتنوع حسب المكان، فهناك أقطار من 30سم وتدور حتى يصير قطرها عشرة أمتار، وهذه خاصة بدور العبادة والصالات الكبيرة، وأكبر ثريا صنعت في "دمشق" ضمت 200 مصباح وبعدة طبقات، وكانت لمسجد دمشقي».

ويتابع حديثه بالقول: «أقدم الثريات في "دمشق" هي تلك التي ما زالت معلقة في قصر "العظم" وبعض البيوت الدمشقية القديمة التي تدل على عراقة الصناعة الدمشقية. وتقسم الثريات إلى نوعين القديمة والحديثة، وما يميز أحد النوعين عن الآخر؛ أن القديمة تعتمد بوجه أساسي على النحاس والقماش والخشب والخرز، أما الثريات الحديثة فقد أصبح الحديد والألمنيوم والزجاج المصنع يدوياً بأشكاله وألوانه أساس صناعتها، ودخل الكريستال أيضاً الذي تم تطويره، وتتنتشر هذه الثريات الحديثة في دور العبادة، لكونها أماكن واسعة».

الثريات الزجاجية

ويقول "هشام سلامة" أحد مقتني الثريات: «كانت الثريات الدمشقية قديماً من مميزات البيت في "سورية" ككل و"دمشق" بالخصوص، واليوم عادت لتتربع على عرش الموضة في البيوت بسبب تميزها بالزخارف التي يبدع فيها حرفيو "دمشق"، وحجمها الكبير أضاف إليها تميزاً رائعاً، فأنا أقتني ثلاث ثريات في منزلي وكل من يدخل إلى منزلي ينبهر بها».

وحول ورشات صيانة الثريات في العاصمة يقول "بدر طباع"، صاحب ورشة: «تنتشر ورشات التصنيع بكثرة في العاصمة، وهناك أيضاً معامل كبيرة، ويعمل في هذه الورشات الكثيرون؛ لأنها تدر أرباحاً عالية لمن يعمل بها؛ فالعامل يستطيع أن يعمل اليوم بأكمله إن أحب وهذا ما يزيد من أجره؛ حيث كل ورشة تعطي عامليها على القطعة التي يصنعونها فيصل أجر العامل الشهري بين 34 ألف إلى 60 ألف ليرة سورية، حسب خبرته وعمره واجتهاده، كذلك انتشرت حالياً ورشات خاصة بصيانة الثريات وغسيلها؛ ومعظم العاملين فيها من الشباب».