احترفت الرسم على الزجاج فأبدعت بالنقوش والزخارف الأصيلة، لتكون نماذج من التراث الدمشقي الأصيل الذي تتوارثه الأجيال.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 23 كانون الأول 2014، الحرفية "ميسون كركوكلي" ضمن مرسمها، فحدثتنا عن أصول مهنتها قائلة: ‹‹هذه المهنة متوارثة منذ 400 سنة، وهي من المهن الدمشقية العريقة التي تتميز بأشكالها الجذابة وألوانها البديعة، فأنا تعلمت على يد شيخ الكار؛ الراحل "محمود القزاز"؛ الذي مكنني من احترافها وامتلاك الريشة والألوان، وللرسم على الزجاج جماليته وخصوصيته، فنحن نقوم بتزيين هذا الزجاج بالرسوم الجميلة النباتية منها والنافرة وأغلب الأحيان تكون مزيجاً من الألوان الفاتحة التي تملك معاني وأصالة تدل على عراقة لن تغيب، ونحن نستخدم ألواناً خاصة ثابتة لا "تحل"، وكذلك نضع لها مواد مثبتة وكذلك بودرة خاصة هي بودرة الذهب أو الفضة التي تعطي للزجاج جمالية خاصة››.

وتضيف: ‹‹أعمل في هذه المهنة منذ مدة طويلة في سوق الحرف اليدوية، وكنت أعيش خارج البلاد وكنت أقوم بالعمل على تقديمها للجالية العربية وتعريف الغرب بها وبتراثنا الأصيل، وقد كانت هواية رائعة بالنسبة لي، إلا أنها غدت الآن مصدراً للرزق أعتمد عليه، وهذا العمل خاص بالنسبة لي، وتعد هذه المهنة مكلفة وتحتاج لدعم كبير من الجهات المختصة، وأنا أعمل على ألا تندثر هذه المهنة من خلال تدريب الجيل الجديد وتعريفه بها، لأني أراها من أعرق الحرف التي لا يخلو بيت دمشقي منها، والتي تقدم ثقافة جميلة لا تغيب››.

ميسون ضمن إحدى مشاركاتها

"محمود قوطرش" أحد محبي هذا الفن قال: ‹‹من خلال اطلاعي على ما تصنعه الفنانة "كركوكلي" لاحظت أنها تمتلك أدوات هذا الفن الراقي، حيث تستطيع اختيار التصميم المناسب بما يتلائم مع مقاس القطعة الزجاجية، وتضع الرسم بألوان مناسبة ومتناسقة، ومعظم الأحيان تختار الأرضية اللونية المعتمة لتظهر الألوان الأخرى المستخدمة، وبخطوط بهية منها مستقيمة ومتعرجة ومنحنية وأحياناً منكسرة، وهو ما يعطي للوحة أو القطعة رونقها ويجذب المتلقي رغماً عنه، وتلفت النظر بسرعة فائقة››.

وأضاف: ‹‹كل من يتابع الرسم على الزجاج يعرف جيداً أن التعامل مع الزجاج له مجال واسع، فالزجاج الخام له شكله الجميل والجذاب، وهو مريح للنظر، وعندما يخط عليه الفنان بصمته بالتلوين والرسم يعطي رونقاً أكثر، ولا سيما أن أداءه صعب جداً ويحتاج إلى خبرة وتمكن من الأدوات الفنية، والفنانة "ميسون كركوكلي" تمتلك كل هذه الأشياء وخاصة أنها تتبع الأسلوب العصري المميز، وأشكرها لأنها تعيد إحياء هذا الفن الجميل الذي يكاد يندثر››.

مصنوعات يدوية

الجدير بالذكر أن "ميسون كركوكلي" خريجة معهد الفنون النسوية، وعملت ضمن الهلال الأحمر عدة سنوات، ولها عدة مشاركات في فعاليات متنوعة.