تتنوع أشكالها وتختلف ألوانها لكن وظيفتها واحدة، صنفت من أكثر الملوثات للبيئة، لكن وبأدوات بسيطة وإحساس بالمسؤولية يمكن تحويلها لقطع نتباهى باقتنائها ضمن منازلنا من خلال تدويرها.

مدونة وطن "eSyria" زارت السيدة "أسيمة شلهوب" بتاريخ 5 كانون الأول 2014، وهي أول سيدة عملت في إعادة تدوير "أكياس النايلون" لتصنع منها الحقائب والتحف الفنية الصالحة لتزيين المنازل، وعن تجربتها هذه حدثتنا قائلة: «منذ البداية كنت من المهتمين بالبيئة، وكان أكثر ما يؤرقني التلوث الذي أراه يومياً من حولي كان لدي قناعة أن الحفاظ على البيئة مسؤولية الجميع، وكثيراً ما كان يزعجني منظر أكياس النايلون التي أراها حين أخرج إلى الشارع منتشرةً في الحدائق والطرقات وحول مستوعبات القمامة، وكنت أؤمن بأن ثمة حلّ؛ لكن يجب أن نعلم من أين نبدأ».

منذ البداية كنت من المهتمين بالبيئة، وكان أكثر ما يؤرقني التلوث الذي أراه يومياً من حولي كان لدي قناعة أن الحفاظ على البيئة مسؤولية الجميع، وكثيراً ما كان يزعجني منظر أكياس النايلون التي أراها حين أخرج إلى الشارع منتشرةً في الحدائق والطرقات وحول مستوعبات القمامة، وكنت أؤمن بأن ثمة حلّ؛ لكن يجب أن نعلم من أين نبدأ

وعن البداية تابعت قائلة: «بدأت الفكرة عندما كنت أتابع برنامجاً تلفزيونياً حول التلوث البيئي وكيف أن أكياس النايلون من أكثر مسبباته للتلوث نظراً لانتشارها الواسع في حياتنا، والمدة الزمنية التي تستغرقها لكي تتحلل، وآثارها الكبيرة التي تشمل الإنسان والحيوان والنبات، ومن هنا كانت البداية، وبما أنني أتقن عمل "الكروشيه" حاولت أن أطبق الفكرة باستخدام أكياس النايلون كمادة الأساسية، إذ أستخدم الأكياس التي تتكدس في المنزل بعد استخدامها، وحين لا تكفي أجد نفسي مضطرة لشراء أكياس جديدة، فأقوم بقصها على شكل شرائط طويلة تختلف ثخانتها بحسب المادة التي أنوي صنعها، إذ أقوم بصنع العديد من الأشكال والأحجام فأحيك منها حقائب للتسوق تكون قادرة على حمل أكثر من خمسين كيلو غراماً، وهنا أستخدم أنواعاً سميكة من البلاستيك المرن بعض الشيء، كما أستخدم نوعاً آخر شفافاً وملوناً لأصنع منه بعض القطع الصغيرة التي أقوم بوضعها كزينة على الحقائب والقبعات لتضفي بذلك جمالية مضاعفة».

بعض منتجاتها

أما عن الأهداف والخطط المستقبلية فأردفت قائلة: «منذ البداية كان الحفاظ على البيئة ونشر ثقافة إعادة التدوير هو المحور الأساسي الذي يدور حوله عملي، لذلك شاركت بأكثر من معرض وفعالية قامت بها وزارة البيئة ووزارة السياحة ضمن فعالية سوق "المنتجات الصديقة للبيئة"، ونلت التكريم من قبل وزيرة البيئة كما قامت قناة "نور الشام" السورية باستضافتي حول نفس الموضوع، كما أنني أنظر إلى العمل لاستثماره مادياً ليكون عوناً لي في تأمين حاجياتي اليومية ضمن الظروف التي نعيشها، وأنا أرى أن السوق المحلية واعدة، والمردود المادي المتوقع يعتمد على الحرفية والتصميم، كما أرغب بتعليمها للسيدات وخصوصاً ممن يشتكين من الفراغ وصعوبة تأمين متطلبات الحياة اليومية نتيجة الظروف الاستثنائية التي يمر بها البلد، وأنا أرى أن رسالتي لم تنتهِ بعد، فلدي الكثير والأجمل، وأعتبر نفسي في الخطوة الأولى ضمن مشوار طويل».

وعن التصاميم المستخدمة في تصنيع المواد الناتجة عن عملية إعادة التدوير التقينا الآنسة "علا المحايري" وهي التي تقوم برسم الأشكال والتصاميم التي تساعد بها السيدة "أسيمة" ليخرجا معاً بمنتج جذاب قادر على المنافسة واستقطاب الزبائن؛ تقول: «لقد اعتمدت على التنوع في وضع التصاميم لتناسب كل الفئات العمرية، وذلك بهدف نشرها أكثر بين الناس، وقد تنوعت المنتجات لتشمل أكثر من شكل، منها الحقائب التي تتفاوت في الحجم وتتنوع في الاستخدام، حيث تبدأ بحقائب للهاتف المحمول وأخرى للبحر، وكذلك حقائب للمدارس إلى أن تصل لحقائب قادرة على حمل أكثر من خمسين كيلو غراماً، ولنشر ثقافة "التدوير" قمنا بإدخالها ضمن مقتنياتنا اليومية من خلال علب المحارم، وساعات الحائط والأحذية، وعلب الضيافة المستخدمة في مناسباتنا، ومقلمات الأطفال في المدارس، وكل ذلك يتم من دون أي تكلفة مادية تذكر، فالعمل هنا يأخذ قيمته من خلال الفن الذي يعد أساساً للعمل، وقدرته على إيصال الرسالة المرجوة منه بنشر ثقافة "التدوير" وانعكاسها على البيئة».

مع زوجها وأحفادها

وعن الدور الذي تقوم به الجهات المعنية بالمساهمة في نشر التوعية بأهمية تدوير أكياس النايلون، ودعم المبادرة التي بدأت بها السيدة "شلهوب" لكونها الأولى من نوعها؛ التقينا الأستاذ "عبد الرؤوف عدَوان"؛ وهو عضو في "الجمعية السورية للبيئة"، حيث قال: «بداية لا يخفى على أحد التلوث الذي نعاني منه جميعاً، ونحن مؤمنون بأن الحل يكون بالتعاون مع الجميع، أفراداً ومنظمات، لذلك أرى أن العمل الذي قامت به السيدة "شلهوب" خطوة على طريق الألف ميل، ونحن نسعى بالتعاون معها لنشر عملها هذا، لما له من انعكاسات على المجتمع من الناحية الاجتماعية والمادية والنفسية، لذلك تمت دعوتها إلى عدة معارض نظمتها الجمعية، كما نطمح إلى زيادة التعاون فيما بيننا، فما زال التعاون دون المستوى المطلوب، ولذلك نحن نعمل بالتعاون مع الجهات المعنية للمساعدة في تقديم الدعم اللازم من حيث تأمين المكان والمادة الأولية، بالتزامن مع حملة إعلامية لنشر أهمية إعادة تدوير الأكياس البلاستيكية وإشراك النساء المتضررات نتيجة الأحداث التي اضطرتهم لفقدان مصادر رزقهم، لتكون هذه المبادرة عوناً لهن من الناحية المادية والاجتماعية، إنني أرى أن السوق المحلية تستوعب منتجات كهذه، وهو شيءٌ يبشر بمنتجات أخرى، لطالما بين السوريين أناس مبدعون وخلاقون».