له الكثير من النشاطات في تعليم آخر ما توصل إليه من علوم "الصحة والتغذية واليوغا"، في "سورية" والمغترب، وقد توصل بعد سنوات من البحث لاختراع يستطيع كشف زيت الزيتون المغشوش.

مدونة وطن "eSyria" تواصلت بتاريخ 25 تشرين الثاني 2014، مع الدكتور "نبيل البطي" عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، الذي تحدث عن رحلته العملية داخل وخارج "سورية"، ويقول: «عرفت في بداياتي كأحد أفضل عازفي الغيتار الكلاسيكي في "سورية"، وقمت بنقل هذه المهارة إلى طلابي في "أميركا"، درست في كلية الزراعة بـ"دمشق"، ومن ثم ذهبت للاختصاص في "الولايات المتحدة" بمنحة علمية من قبل وزارة التعليم العالي ووكالة الإنماء الأميركية، وحصلت على شهادة الماجستير بعلوم الأغذية من جامعة "أيوا"، وشهادة الدكتوراه في علوم الأغذية والتكنولوجيا من جامعة "فيرجينيا" متعددة التقنيات الحكومية، بدأت الاهتمام بعلوم الجسم والعقل والصحة، فدرست "اليوغا" بجميع أنواعها وفن الدفاع عن النفس التايكواندو، وعدت إلى "دمشق" لأتسلم المهام التدريسية في قسم علوم الأغذية في كلية الزراعة في جامعة "دمشق"، وبقيت فيها عشرات السنين أمارس مهنة التدريس ونشاطات أخرى».

لم يعرض الجهاز على أي جهة خاصة، وعدم وجود الثقة بالآخر حجبت عني فكرة الاستثمار داخل "سورية" في الماضي، ولكن لا مانع لدي من استثماره في "سورية" كرد جميل للوطن الذي أوفدني للتخصص في "الولايات المتحدة"

ويضيف: «وقمت أيضاً بتدريس مناهج أخرى لطلاب الماجستير في ذات القسم، وكلفت بتحكيم طلاب الماجستير والدكتوراه في جامعة "دمشق" وجامعة "حلب"، عرفت بارتباطي المهم بقنوات التلفزيون السورية كالقناة الأولى الأرضية والفضائية و"الإخبارية" و"تلاقي"، إضافة لقناة "الأقصى" في "غزة" من خلال غرفة التبادل الإخباري في مبنى التلفزيون العربي السوري، هذا النشاط بدأ منذ لحظة عودتي من الاختصاص واستمر حتى لحظة مغادرتي إلى "الولايات المتحدة"، وكان هذا النشاط أعظمياً خلال شهر رمضان لإرشاد الناس بالتغذية الصحية من أجل صيام صحي، كما كان لي نشاطات فردية بما يخص تعليم آخر ما توصلت إليه من علوم الصحة و"اليوغا" و"التاي تشي" والتغذية، بفتح دورات جماعية في الجمعية "السورية للبيئة" في "دمشق"، التي نفذت في ملحق الحديقة البيئية بجانب "قلعة دمشق" العريقة، وحصلت عندها على تكريم من الجمعية "السورية للبيئة"».

الاختراع بعد تطبيقه

وعن أهم إنجازاته العلمية، يقول: «بعد جهد ووقت طويل بالبحث، عن طريقة لمراقبة صلاحية المواد الغذائية بتقنية جديدة، استطعت الحصول على براءة اختراع بعنوان: "جهاز كشف الغش في زيت الزيتون والحليب السائل بالاعتماد على قياس المقاومة الضوئية الليزرية"، حيث إن مراقبة صلاحية المواد الغذائية تتطلب تبسيط وتطوير علوم تحليلها، وذلك من خلال تحويل أدوات بسيطة متاحة في الأسواق المحلية لأجهزة فعالة ورخيصة الثمن تتوافر بسعر مقبول محلياً، بما يحقق قدراً من الرقابة للمستهلك، ويمكن اختصار الحديث عن الاختراع بأنه جهاز يعتمد على تحويل الأشعة المنبثقة من فلورة زيت الزيتون البكر إلى قراءة رقمية، فإذا كانت القراءة مرتفعة عن حد معين فتشير إلى نقاء زيت الزيتون البكر من أي زيت نباتي رخيص، أما القراءة الرقمية المنخفضة على الجهاز فتشير لوجود الغش في زيت الزيتون المقيس، وتستخدم أشعة الليزر في إحداث التحريض المطلوب لإجراء عملية القياس، حيث إن هذا الجهاز يقوم بقراءة سريعة للمعطيات بما لا يتجاوز بضع ثوان، في حين لا يتعرض الزيت المقيس لأي إتلاف ناتج عن عملية القياس».

ويتابع: «أهم ما يميز هذا الاختراع صغر حجمه حيث يمكن التنقل به بسهولة تامة، كما يمكن أن يعمل على البطارية أو التيار الكهربائي، وذلك بحسب الضرورة، كما أن رخص ثمنه يشجع على اقتنائه في معظم البيوت للحماية من أي عملية غش عند شراء زيت الزيتون البكر، وإن تصنيعه محلياً عملية ممكنة تماماً لكون العناصر والدارات المكونة للجهاز متوافرة في السوق المحلية لـ"دمشق"، حيث تم تصنيع الجهاز محلياً بتكلفة تعادل مئة دولار أي ما يقارب 20000 ل.س، ويمكن تخفيض التكلفة عند تأسيس ورشة تصنيع محلية».

وعن إمكانية الاستفادة من الجهاز يضيف: «إن إمكانية الاستفادة منه متاحة في حال وجود ممول لتصنيعه وتسويقه، كما يمكن تسويقه بنجاح من خلال جمعية "زيت الزيتون الدولية" ومقرها "إسبانيا"، ويمكن تسويقه أيضاً في القسم الجنوبي من "أوروبا" كما في "اليونان" و"إيطاليا" و"إسبانيا" إضافة "لتركيا"، وفي شمال "إفريقيا" مثل "تونس"، وأخيراً يمكن تسويقه محلياً للتجار والمعامل المستوردة لزيت الزيتون البكر لرخص ثمنه، كما يمكن بيعه للعائلات المستهلكة لتجنب شراء الزيت المغشوش بالزيوت النباتية كزيوت الصويا وبذور القطن والذرة واللفت، فأهم فائدة لهذا الجهاز عندما يصبح متوافراً بأسعار مقبولة في السوق المحلية هو منع ظاهرة الغش بهذه السلعة الغذائية المهمة؛ لأن الجهاز سيكون بالمرصاد ضد أي عملية غش تنفذ في السوق المحلية والعالمية، كما يمكن تطوير الجهاز بإضافة دارة جديدة مختلفة تعتمد على موجة ضوئية مختلفة تكشف وجود أي تأكسد وتزنخ في زيت الزيتون البكر الأصلي، وينفذ هذا التعديل بتكلفة بسيطة أيضاً، وهو جاهز ومجرب، وأعتقد أن الجهاز له إمكانية كشف الغش بالعصائر الطبيعية عند غشها بالماء».

ويضيف: «لم يعرض الجهاز على أي جهة خاصة، وعدم وجود الثقة بالآخر حجبت عني فكرة الاستثمار داخل "سورية" في الماضي، ولكن لا مانع لدي من استثماره في "سورية" كرد جميل للوطن الذي أوفدني للتخصص في "الولايات المتحدة"».

ويختم الدكتور "نبيل البطي" بالقول: «المواطن عندما يكون في وطنه يستهلك مزروعات ومنتجات وطنه، وهي تتصف بنفس الطاقة التي اعتادها، بينما يختلف الحال عندما يكون مصدر المواد المستهلكة من خارج الوطن، فعندئذ سيكون لها طاقة مختلفة عن الأرض التي يعيش عليها، ما يولد إحساساً عميقاً بالغربة يترجم ضعفاً بوشائج الارتباط بينهما.. ويمكن تصور النتائج الكارثية التي قد تنجم عن ذلك، ولا بد من أن فكرة الاختراعات ستستمر قريباً في مكان الإقامة الجديد في "الولايات المتحدة" حيث الفرص أفضل».

كما كان لنا لقاء مع أمين جمعية المخترعين "عصام حمدي"؛ حيث حدثنا عن الجهاز المخترع بالقول: «الجهاز الذي اخترعه الدكتور "نبيل البطي" جيد جداً، والتقنية المستخدمة فيه عالية، حيث يعتمد على التباين العام للانكسار من خلال اختلاف حزمة الليزر بين زيت الزيتون المغشوش وزيت الزيتون الأصلي، كما يمكن كشف الغش أيضاً في الحليب من خلال اختلاف نسبة الدسم، كما أنه قابل للتطبيق محلياً، وهذا النوع من الأجهزة يفيد كثيراً في حماية المستهلك والمواطن، والدكتور "البطي" رجل عصامي نشيط، علاقاته طيبة مع كل المحيطين به».

يذكر أن، الدكتور "نبيل البطي" من مواليد "دمشق" عام 1952، مقيم حالياً في "الولايات المتحدة الأميركية".