عدم قدرته على امتلاك قطعة أرض لم يمنعه من ممارسة الزراعة في المدينة إلى جانب أنه ابن الريف الجميل، حيث زرع وبطريقة مبتكرة خضراوات متنوعة على سطح منزله، هو "دريد زينو".

مدونة وطن "eSyria" التقته بتاريخ 15 تشرين الثاني 2014، وعن تجربته في الزراعة المنزلية قال: «في الحقيقة أنا ابن ريف، وولعي بالزراعة يجري في دمي، لكن حياتنا في المدينة فرضت علينا الابتعاد عن الأرض والزراعة ومتعة الحصاد، فكنت أستغل زياراتي للقرية لأقضي كامل وقتي في البستان، أزرع وأقلم وأجني ما كنتُ قد زرعتهُ في الزيارات السابقة، في ظل هذه الأيام والظروف الصعبة، ومع الارتفاع الجنوني للأسعار بدأ السوري يفتش عن أية طريقة يستطيع بها التخفيف من مصاريفه، فتبادر لذهني الاستفادة من فكرة الزراعة في المنزل، وهي لا جرم ليست مبتكرة فقد تم استخدامها سابقاً في بلاد أخرى ومناطق أخرى وبتقنيات عالية، نحن هنا لا نملك هذه التقنيات فحاولت استغلال الفكرة وتنفيذها بأقل المصاريف، وهكذا بدأت جمع صناديق "الفلين" التي تستخدم لوضع الخضار، ومن ثم البدء بجمع التراب بـ"الكمشة" حتى أصبح لدي ما يكفي للبدء بالمشروع؛ وبتشجيع من عائلتي كلها وخصوصاً والدتي التي ورثت عنها حب الأرض والنباتات، والتي حتى الآن تعتني بنباتاتها وأزهارها، كما تعتني بنا تماماً نحن، هذا الأمر كان من أكبر المحفزات بالنسبة لي».

كانت تجربة جميلة جداً، وأحببت لو كنا نملك سطحاً أكبر ليكون المحصول أكبر بكثير، رغم أنه كان يتسبب لنا بمزيد من أعمال التنظيف بعد كل سقاية للمزروعات، لكنا كنا ننسى كل هذا التعب بعد أن يأتينا بالخضار طازجة صباح كل يوم جمعة

وعن تجربته يتابع القول: «كانت التجربة الأولى في صيف 2013 حيث قمت بزراعة البقدونس والنعناع والخيار وشتلتين بندورة و"عرقين" فاصولياء، تمت متابعة المزروعات يومياً من خلال الري والتعشيب، ووضع الأسمدة الطبيعية "روث البقر"، ومع بدء الحصول على المحصول كانت النتائج أكثر من مرضية كتجربة أولى، الأمر الذي دفعني ومع بدء الشتاء لتوسيع المساحة المزروعة في الصناديق على سطح المنزل ليصل العدد حتى 22 صندوقاً، والبدء بزراعة المزروعات الشتوية كالسبانخ والهندباء والخس والفجل، إضافة إلى البقدونس والنعناع، فكنت من المزارعين المثابرين إذ حصلت على محصول جيد جداً وكافٍ لإغنائي عن شراء هذه الخضراوات من الأسواق، ومع بداية صيف 2014 قمت بقلب التربة وتعريضها لأشعة الشمس ما يقارب الشهر، ثم قمت بتسميدها جيداً وبدأت زراعة الخضراوات الصيفية كالخيار والبندورة والفليفلة والفاصولياء كمزروعات أساسية، إضافة للبقدونس والنعناع، وكان محصولي ممتازاً للسنة الثانية على التوالي، حتى إن عدداً من الجيران والأصدقاء طلبوا المساعدة على تنفيذ المشروع في منازلهم، وفعلاً فقد نجح عند بعضهم وعند آخرين لم نستطع تنفيذه نظراً لأن سطوح منازلهم لا تتعرض للشمس التعرض الكافي لنمو المزروعات، وأنا من منبركم هذا أقول إنني جاهز لتقديم المساعدة والأفكار والحلول لمن يرغب في تنفيذ المشروع في منزله».

من النتاجات المنزلية.

وينهي حديثه بالقول: «يجاور منزلي وسط المدينة بستان يقوم أصحابه بالزراعة الدائمة فيه، أحلم يومياً بامتلاك ولو مساحة لا تتجاوز عشرة أمتار منه، لأصنع منها مزرعة يتحدث عنها جميع من في "دمشق"، لكنني أعي تماماً أنه ويوماً ما سأعود إلى قريتي وأرضي لأستقر فيها وأمارس هناك أكثر الأعمال تشريفاً للإنسان».

عن المشروع قالت زوجته السيدة "رنيم زينو": «لقد كانت التجربة بالنسبة لي مستهجنة قليلاً، فنحن في المنزل لم نعتد سقاية أكثر من أزهار ونباتات المنزل، لكن وبعد أن بدأنا نرى المحصول ونأكل منه تغيرت نظرتي للأمر فأصبحت من المشجعات عليه حتى إنني بت أطلب منه زراعة الأنواع التي أحبها كالباذنجان والبامياء، لكنه كان يقول إنها لن تنجح في صناديق "الفلين" لأنها تصبح كشجيرات، وتحتاج لعمق واسع في التربة لتمتد جذورها كما يجب، لكنني كنتُ سعيدة جداً لأنني استطعت صنع "المخلل" من إنتاجنا المنزلي».

من إنتاجه.

أما شقيقته "نهال زينو" فقالت: «كانت تجربة جميلة جداً، وأحببت لو كنا نملك سطحاً أكبر ليكون المحصول أكبر بكثير، رغم أنه كان يتسبب لنا بمزيد من أعمال التنظيف بعد كل سقاية للمزروعات، لكنا كنا ننسى كل هذا التعب بعد أن يأتينا بالخضار طازجة صباح كل يوم جمعة».

يذكر أن، "دريد زينو" من مواليد "سلمية"، 1978، متزوج وله طفلة، موظف وله اهتماماته بمجالي الإعلام والتصوير.

دريد زينو