سلاله هي الأفضل من الناحية الصحية والجمالية -يقول صانعوه- والأدوات التي تصنع منه أخف وأكثر عملية وأرخص ثمناً، يمكن استخدامها لباقات الزهور، أو تزيين واجهات المحلات، وهو المنافس الأقوى للبلاستيك غير الصحي.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 24 أيلول 2014، "أحمد فوزي معتوق" أحد حرفيي صناعة الخيزران، الذي قال: «بدأت بصناعة الكراسي وتوارثتها الأجيال، وكنا في السابق نستفيد من قشر الخيزران فقط في لف زوايا الأسرة والكراسي أو الأرائك، ونحن الآن نستفيد من قشور الخيزران بشكل كامل، ولا سيما خيزران "المانو" (قلب الخيزران) المقشور، إضافة إلى قشر الخيزران لأنه مادة نباتية، وقد ساعدتنا في الشد واللف؛ حيث ابتكرنا صناديق وسلات تصلح للاستخدام في كل بيت ولعدة أغراض».

بدأت بصناعة الكراسي وتوارثتها الأجيال، وكنا في السابق نستفيد من قشر الخيزران فقط في لف زوايا الأسرة والكراسي أو الأرائك، ونحن الآن نستفيد من قشور الخيزران بشكل كامل، ولا سيما خيزران "المانو" (قلب الخيزران) المقشور، إضافة إلى قشر الخيزران لأنه مادة نباتية، وقد ساعدتنا في الشد واللف؛ حيث ابتكرنا صناديق وسلات تصلح للاستخدام في كل بيت ولعدة أغراض

ويضيف: «صناعة الخيزران ليس لها حدود، وكان الحرفيون قديماً يستخدمون قشر الخيزران لأغراض الزينة والشد والتثبيت، ولكنهم اليوم يستفيدون من قشر الخيزران بشكل كامل، وتتنوع أشكال واستعمالات الخيزران؛ فهنالك "الصناديق الصغيرة" التي تصلح أن تكون صندوقاً للمجوهرات خاصاً بالسيدات لكونه يتميز بجمالية خاصة، وهناك صناديق أخرى بأحجام كبيرة؛ يمكن استعمالها لأغراض شتى لأنها تتميز بمتانة الصنع وأناقة المظهر، كما نبيع السلال المصنوعة من القصب، والمكانس من القش، وأطباق القش، والمناخل، وغيرها من الأدوات الريفية».

أشكال الصناديق

ويتابع حديثه بالقول: «لاقت صناعة الخيزران رواجاً كبيراً، حيث إن قشر الخيزران يمتاز بالطراوة ويقاوم عوامل الطقس، وهذا ما يجذب الزبائن لأن صناديق قشر الخيزران يمكن اصطحابها في الرحلات الصيفية، فهي تتحمل عوامل الطقس، ويتسابق اليوم الدمشقيون لإبراز مهاراتهم في تزيين واجهات محالهم بأروع منتجاتهم اليدوية، حيث تعددت أشكال صناديق الخيزران وتنوعت استعمالاتها، وعلى الرغم من قلة العاملين في هذه الحرفة إلا أنها تلقى رواجاً كبيراً، فالكثيرون يجدونها تمزج بين الحاضر والماضي، قطعة تراثية تحمل معهم في أبرز المناسبات وجميع الأفراح، وتتخطى أرباح هذه الحرفة عتبة 40 بالمئة من عملنا بشكل عام، حيث إن العامل فيها يستطيع أن يعيش هو وعائلته بشكل مقبول، وتدر هذه الحرفة للعامل -على سبيل المثال- نحو "35" ألف ليرة سورية بشكل وسطي، وزبائنها هم من بعض الفلاحين من ريف المدينة، وبعض الزبائن من أهل المدينة، وفي المناسبات يأتينا بائعو محلات الورد ومن بعض الفنادق يشترون السلال ليضعوا فيها الضيافات وباقات الورد، وغالباً ما تحتل المفروشات المصنوعة من خشب "الخيزران" مكانة مميزة في عالم الأثاث، وتمتاز بالطابع الفريد الذي يكون قادراً على الدمج بين التراث والحداثة معاً، ويبقى المنافس القوي للسلال هو البلاستيك بكل أنواعه؛ فقد صنعت منه السلال وأدوات كثيرة، وهي أرخص وموجودة عند الطلب، وخفيفة الحمل، وعملية أكثر». ‏

الباحث التاريخي "محمد رمضان" يقول: «صناعة السلال قديمة جداً وتعود إلى عصور سابقة خلت، ورافقت نشأة العديد من الحضارات المندثرة في المنطقة، وكانت تستخدم السلال سابقاً كعبوات للتين والعنب، وهي الأفضل من الناحية الصحية والجمالية، ولكن حالياً قل استخدامها بعد دخول البلاستيك والفلين عالم المنافسة من حيث التكلفة والسرعة، ويوجد سلال خاصة للزهر والريحان، وكذلك أكاليل من القصب تستخدم لتحضير أكاليل من الزهر للأعراس، وغيرها من المناسبات. ومن الأنواع الأخرى "الشاكية"؛ وهي سلة كبيرة مفتوحة بشكل واسع من الأعلى وارتفاعها قليل نسبياً، كانت تستخدم قديماً لحفظ المأكولات كالحليب والبرغل والمتبل، وغيرها من المواد، وذلك قبل أن يعرف أجدادنا "البرادات والفريزارات"».

سلال الخيزران