يعدُّ "يوسف عبدو" من الفنانين الملتزمين بقضايا الناس وهمومهم اليومية، بقيّ ثابتاً على نهجه الملتزم وخياراته الفنية، فنسمع في أغانيه صوت "فلسطين"، سواء التي قدمها مع فرقة "حنين" أو التي قدّمها منفرداً، ليكون صوت الفقراء والمظلومين.

بدأت رحلته الفنية عام 1980 عبر أمسيات وطنية من خلال الفرق الموسيقية الفلسطينية الموجودة في مخيمات "دمشق"، وأيضاً فعاليات اتحاد "شبيبة الثورة" والنشاطات المدرسية، بعدها اتجهت نحو العزف على آلة الأوكروديون والآلات الإيقاعية، وأيضاً آلة العود بشكل فردي من دون معلم، حتى التحقت بنادي "الهواة" في الإذاعة السورية، حينها لم يكن يتجاوز الحادية عشرة من عمره، عن تلك المرحلة يقول لـ"مدوّنة وطن" «في النادي التقيت فنانين كبار أمثال "سمير حلمي"، "معن الدندشي"، "سهيل عرفة"، "إبراهيم جودت" و"نجيب السراج"، وجميعهم أعجبوا بصوتي وأسلوبي في الغناء والعزف، هذا الأمر شكّل لدي حافزاً لاختيار خط فني معين».

في النادي التقيت فنانين كبار أمثال "سمير حلمي"، "معن الدندشي"، "سهيل عرفة"، "إبراهيم جودت" و"نجيب السراج"، وجميعهم أعجبوا بصوتي وأسلوبي في الغناء والعزف، هذا الأمر شكّل لدي حافزاً لاختيار خط فني معين

اختار لنفسه الخط الغنائي الملتزم، وغنى من أجل وطنه "فلسطين" وجعله قضيته الأساسية في الفن، وهنا يقول: «أديت أول أغنية لي تحت عنوان "بلادي ما أحلاكي يا أم الدني" من كلمات الشاعر السوري الكبير "عيسى أيوب" وألحان الفنان "سمير حلمي" وتم تسجيلها من خلال نادي "الهواة" في الإذاعة السورية، ومن هنا بدأت رحلتي الفنية التي من خلالها أستطيع التعبير عن قضية "فلسطين" ومعاناة شعبها، ومن ثم التحقت بفرقتي "النضال" و"عسقلان" مغنياً رئيسياً بأعمال خاصة، وأغلب هذه الأغاني كتبت كلماتها ووضعت ألحانها».

مع دلال السلطي وعمر جمعة ومراسل مدونة وطن

وعن دراسته الموسيقية يردف قائلاً: «بدأت دراستي للموسيقا أوائل التسعينيات كطالب في المعهد العربي للموسيقا بـ"دمشق" معهد "صلحي الوادي" حالياً، وتعلمت فيه أصول العلوم الموسيقية، ومن ثم سافرت إلى "بيروت" لإتمام الدراسة، وانتسبت إلى المعهد العالي للموسيقا "الكونسرفاتوار"، غير أن الأوضاع السائدة حينها لم تتح لي إتمام السنة الأخيرة».

له تجربة مهمة في "مصر"، وعنها يتابع حديثه: «عام 2000 أعلنت "مصر" عن مسابقة لتلحين أغنية وطنية عن "مصر" على مستوى الوطن العربي، وتم اختياري من بين عشرات الملحنين من كل البلاد العربية ونلت جائزة اللحن الأجمل، وعلى إثرها تمت دعوتي إلى "القاهرة"، ومثلت أمام لجنة مؤلفة من كبار الموسيقيين وهم الدكتورة "رتيبة الحفني"، "حلمي بكر"، و"عمار الشريعي" وقدموا لي ثلاث قصائد لتلحينها ونالت قبول واستحسان اللجنة، وتم قبولي على إثرها في الإذاعة المصرية الثانية كملحن، حيث مكثت هناك مدة عامين، وعدت إلى مسقط رأسي "دمشق"، وفور عودتي بدأت نشاطي الفني وشاركت مع عدد من الفرق الغنائية، وأسست فرقة "حنين" التي كتبت ولحنت لها أكثر من ثمانين عملاً، حيث انتشرت الفرقة ولاقت أعمالها مكانة وحاضنة جماهيرية فلسطينية وعربية كبيرة».

عبدو أيام فرقة حنين

الكاتبة "دلال السلطي"، طبيبة ومتابعة لمسيرة "عبدو" الفنية، قالت: «"يوسف عبدو" فنان ملتزم وأصيل، أغانيه تجسد الوطن والتمسك بتراب "فلسطين" والحنين الدائم لها، وأيضاً يهتم بالتراث، ومن أغانيه الجميلة "فلسطيني أي فلسطيني"، "عايد"، و"يما ازرعيني أمل"، قدّم كثيراً للأغنية الملتزمة والوجدانية، وللأسف لم يأخذ حقه إعلامياً، ورغم ذلك مستمر بعطائه ويشارك الكثير من الأنشطة».

يشار إلى أنّ "يوسف عبدو" من مواليد "دمشق" عام 1970 وهو من الفلسطينيين الذين سكنوا "سورية" ولا يزال يغني عن العودة و"القدس"، كما غنى لـ"الجولان" المحتل، عضو نقابة الفنانين السوريين، واتحاد المؤلفين والملحنين العرب، والمنتدى العربي للموسيقا، وملتقى العود العالمي"وتر"، وإلى اليوم ملحن في إذاعة "مصر"، وعضو في رابطة "شعراء الأغنية"، قدم لإذاعة "دمشق" عشرات الأعمال، وكتب ولحن الكثير من الأعمال لفرق محلية وعربية، وشارك في عدة مهرجانات محلية وعربية ودولية.

أثناء تكريمه في إحدى المحافل

يذكر أن لقاء المغني "يوسف عبدو" تم بتاريخ 13 تشرين الأول 2020 في منزله بـ"جرمانا".