نشأ "زهير قنوع" في وسط ثقافي، وكبر على حبّ الفن، حيث انحدر من عائلة فنيّة عريقة، وعمل ككاتب ومخرج ومنتج للعديد من الأعمال الدراميّة والسينمائيّة والمسرحيّة والأغاني المصوّرة أيضاً، ونال العديد من الجوائز على مستوى "سورية" والوطن العربي.
مدوّنةُ وطن "eSyria" التقت المخرج والكاتب "زهير قنوع" بتاريخ 13 تشرين الثاني 2020 ليحدّثنا عن مسيرته في المجال الفنّي، فقال: «نشأت في بيئة غنيّة بالأدب والشعر والفن، فوالدي الشاعر والكاتب الراحل "أحمد قنوع" الذي يعدُّ عرّاب عائلة "قنوع" الفنيّة، وعمّي المخرج "مروان قنوع"، فتأثّرت بذلك وأحببت كلّاً من الفن والأدب معاً، وكنت مقرّباً من والدي إذ كبرت في كواليس مسارح "دمشق"، ومنزلنا كان يغصّ بالفنّانين والموسيقيّين، فوجدت نفسي أكتب الشعر حين كان عمري خمسة عشر عاماً، ثمّ ألّفت عشرات القصائد بالعاميّة والفصحى، لم تنشر لكنّي أستخدم بعضها في العديد من المسرحيّات والمسلسلات والأغنيات، ثمّ بدأت التمثيل في المسرح الشبيبي، وأتممت دراستي بشكلٍ طبيعي، إذ درست إدارة الأعمال في جامعة "دمشق" ضمن المعهد المتوسّط التجاري، وتخرّجت عام 1993، ثمّ انتسبت لنقابة الفنّانين عام 2006 بصفة مساعد مخرج، وحصلت بعدها على صفة المخرج التلفزيوني، وبالنسبة لأعمالي المسرحيّة قدّمت في البداية عدّة مسرحيّات مع فرقة "رابطة الأمويّين"، وفرقة فرع "دمشق" مثل "الإمبراطور"، "فيلم قصير"، "كاليجولا"، "جلجامش"، "المفاجأة"، و"الحلبة"، أمّا في المسرح القومي، فقدّمت "حلّاق بغداد"، و"احتمالات"، وعيّنت مديراً لمسرح معرض "دمشق" الدولي عام 2001، وكنت مديراً للمهرجانات الفنيّة الدوليّة، حيث أنتجت للمسرح الخاص ضمن تجمّع "أوركيديا" المسرحي مسرحيّات مثل "كاريكاتور" و"شويّة حكي"، ثمّ أسّست تجمّع "ساما" المسرحي مع المنتج الراحل "أديب خير"، ومن أهم المسرحيّات "الرجل المتفجّر" إخراج "باسم ياخور"، التي استقدمت كبار المسرحيّين السوريّين والعرب للعمل فيها، مثل "توفيق الجبالي" و"نائلة الأطرش"، والكثير من الفرق الموسيقيّة الشبابيّة ضمن مواسم عروض مسرح "ساما"، وفي عام 2020 كتبتُ وأخرجتُ مسرحيّة "أدرينالين"».
عملت مع المخرج والفنّان "زهير"، وكان التعامل معه مريح ومرن جداً، كما يهتم بأسلوب الممثّلين في العمل، وعندما ينصح يكون نقاشه مبني على مرجعيّة معرفيّة وثقافيّة، ويدعم الممثّلين الجدد والوجوه الشابّة، ويقدمّ لهم الكثير من خبرته ووقته لدعمهم
وعن أعماله الأخرى في الإخراج والكتابة والإنتاج، قال: «عملت كمساعد مخرج في العديد من الأعمال الدراميّة، ومنها أذكر مسلسل "ردم الأساطير"، "صقر قريش"، "مرايا 2003"، و"التغريبة الفلسطينيّة"، وقد خضت التجربة الإخراجيّة أيضاً وقدّمت "وشاء الهوى"، "الهاربة"، "طيّارة ورق"، "أبو جانتي"، "يوميّات مدير عام 2"، "سيت كاز"، "العشق المجنون"، "شهر زمان"، "دنيا 2015"، "أدهم بيك"، "أوّل نظرة"، "كوما"، و"أثر الفراشة"، وأخرجت العديد من الأغاني المصوّرة منها "بالي معاك" للمغنيّة "لينا شماميان"، و"جمال الرّوح" للمغنّي "أنس صباح فخري"، وقدّمت ككاتب الكثير من النصوص منها "الباب الحديد"؛ وهو فيلم روائي قصير، ومن المسلسلات "أهل الغرام" بمشاركة الكاتبة "لبنى حداد"، و"طوق الياسمين"، "سيت كاز" "العشق المجنون"، "شهر زمان"، و"دنيا 2015" بمشاركة الكاتبة "أمل عرفة"، و"سايكو" أيضاً بمشاركة الكاتبة "أمل عرفة"، كما كتبت كلمات العديد من شارات المسلسلات أهمّها "وشاء الهوى"، "على قيد الحياة" و"العشق المجنون"، وعملت منتجاً منفّذاً في مسلسل و"شاء الهوى"، كما أدير شركة "رايا" للإنتاج الفنّي، وأسّست شركة "مداد" للإنتاج الفنّي، وأسست معهد "مداد" التابع للشركة؛ وهو معهد متخصص بتدريس الفنون الدراميّة التلفزيونيّة، وأسّست شركة "AAP" للإنتاج الفني في "لبنان".
وبالنسبة للجوائز والترشيحات أذكر جائزة أفضل ديكور وجائزة أفضل تصوير وإضاءة لمسلسل "طيّارة ورق" في مهرجان "القاهرة" للإعلام عام 2018، وجائزة "أدونيا" لمسلسل "أبو جانتي" كأفضل عمل جماهيري في "سورية" عام 2010».
الفنّانة "شكران مرتجى" قالت عنه: «تربطني صداقة قديمة بالفنان "زهير قنوع"، ومن الواضح جليّاً أنّه شغوف بعمله جداً، ومرن بشكل كبير، وقد كان أول عمل جمعني به "وشاء الهوى" فأعجبت بنظرته الفنيّة والإخراجيّة لتميّزها، وهو موهوب على كافّة الأصعدة الفنيّة من كتابة إلى إخراج، وأيضاً في كل من المسرح والدراما والسينما».
أمّا الفنانة "ريام كفارنة" فقالت: «عملت مع المخرج والفنّان "زهير"، وكان التعامل معه مريح ومرن جداً، كما يهتم بأسلوب الممثّلين في العمل، وعندما ينصح يكون نقاشه مبني على مرجعيّة معرفيّة وثقافيّة، ويدعم الممثّلين الجدد والوجوه الشابّة، ويقدمّ لهم الكثير من خبرته ووقته لدعمهم».
الجدير بالذكر أنّ "زهير قنوع" من مواليد "دمشق" عام 1974.
