قدّمت "ميس خلوف" رؤيةً جديدةً في اختصاصها الفني فكرياً وبصرياً وثقافياً، أساسها العنفوان وروح الشباب، وكسرت قواعد الاحتكار لنحت الكتل الفنية بتوظيف الأدوات والتقنيات النحتية الحديثة أجمل توظيف، فكانت أعمالها مشابهةً لروحها ورسالتها.

مدوّنةُ وطن "eSyria" التقت الفنانة الشابة "ميس خلوف" بتاريخ 14 تشرين الأول 2020 فحدثتنا عن خطواتها الأولى، ودعم الأسرة، فقالت: «الفن هو طاقة لا تخلق من العدم ولا تفنى، وعليه كانت بدايتي مع الرسم بشكل خاص منذ الصغر، حيث كانت هناك طاقة تتفرغ من خلاله، فكنت طالبة شغوفة بحصص الرسم، وبعد الثانوية وبدعم وتوجيه الأسرة تقدمت لمفاضلة كلية الفنون الجميلة كمدخل لهذا العالم الواسع غير المحدود، للتعرف على مختلف مجالاته التي كانت غائبة عني وخاصة منها النحت، الذي بت متعلقة به بشكل كبير».

كي يتعرف الفنان أو يختار خطاً فنياً مهنياً مبنياً على رؤية فنية واضحة؛ يحتاج للوقت، وحجم هذا الوقت يختلف من فنان لآخر، وهنا لا أعدُّ نفسي قد تمكنت من رسم خطي الفني الواضح بعد، وأحتاج إلى مزيدٍ من الوقت

وأوضحت عن إمكانية بلوغها خطّ عملها المهني، ورؤيتها الفنية، فقالت: «كي يتعرف الفنان أو يختار خطاً فنياً مهنياً مبنياً على رؤية فنية واضحة؛ يحتاج للوقت، وحجم هذا الوقت يختلف من فنان لآخر، وهنا لا أعدُّ نفسي قد تمكنت من رسم خطي الفني الواضح بعد، وأحتاج إلى مزيدٍ من الوقت».

ميس خلوف

وعن تجربتها في مشروع "بكرى إلنا" الخاص بتنمية مواهب الأطفال وأهميته على الصعيدين المجتمعي والشخصي قالت: «أيّ تجربةٍ يُقدم عليها الفنان بشكل عام تضيف لحياته الفنية الكثير مهما كانت، وتجربتي في مشروع "بكرى إلنا" قدمت لي العديد من القيم المضافة، كوني أتعامل مع الأطفال واكتشف مواهبهم وأعمل على تنميتها، فالطفل من المكونات الأساسية في المجتمع، لذلك يجب أن نأخذ منه قبل أن نعطيه بكل شفافية وحب».

وبالنسبة لمشروعها النحتي بشكل عام والرسالة الراغبة بإيصالها من خلاله، تقول: «مشروعي النحتي لم يكتمل بعد، ومن الصعب تخصيص رسالتي الفنية بجانب معين، فأنا فنانة وجزء من المجتمع الكبير أساساً، ولكن رسالتي العامة تتلخص من خلال أعمالي بالمحبة والسلام.

خلال العمل

وبشكل عام لا أحب التعقيد في أعمالي النحتية، بل أسعى دائماً ليكون جزء من العمل مفهوماً وواضحاً، وفي جزء آخر أترك للمتلقي حرية التعبير والتوصيف ليشكل التأثير والتفاعل المطلوب مع هذا العمل، صحيح أن النحات يتعامل مع الكتل الصماء، ولكن هو من الداخل يرى بوضوح الشكل النهائي لهذه الكتل قبل إنجازها، ويلعب الدور الأساسي في ذلك الإحساس خلال التنفيذ، ولا يمكن إهمال شعور المتلقي بالحالة التي يرغب الفنان بإيصالها».

وتضيف حول المفاضلة بين اختيار الخامة النحتية لإظهار فكرة تجول في ذهنها أم لكل خامة فكرتها الخاصة التي لا تقبل التعدد في الأفكار، فتقول: «بشكل عام الخامة الفنية تطوعت لتخدم الفكرة التي يرغب بإظهارها الفنان، واختيار هذه الخامة يجب أن يكون جزءاً من العمل ذاته، فأي خامة أتعامل معها بخصائصها التي تتميز بها دون غيرها، وأرى الأقرب لي الخامة التي تخدم فكرتي وتساعدني على إيصال رسالتي من العمل، وعليه لا يوجد تفضيل بين مختلف الخامات الفنية والكتل النحتية».

وعن مشاركاتها قالت: «شاركت بتأسيس غاليري "بكرى إلنا"، وبتصميم كأس "الباسل" للفروسية دورة "الوفاء للباسل" من مادة البرونز، وكذلك بتنفيذ درع للسيد الرئيس في المؤتمر الرياضي العاشر، وبديكورات مهرجان "أيام دمشق السينمائية"، وكنت مشرفة على تجميل مدارس "قرى الأسد" الابتدائية والثانوية، ونفذت رسومات جدارية في نادي "سيف الشام" للفروسية، وشاركت بمعرض الورشات الشبابية بالمركز الوطني للفنون البصرية، وحالياً أكمل (ماجستير) بالمعهد العالي للتنمية الإدارية».

وفي لقاء مع الفنان التشكيلي "علاء محمد" قال: «"ميس" مشروع فنانة جميلة ونشيطة وحيوية و(معبأة) بالفن، تحمل خامة حساسة ومرهفة تجاه المنحوتة، وأعمالها تشابه شخصيتها، ففيها الكثير من الحركة، وقد التقيت بها في ملتقى "دلبة المشتى" بنسخته الثامنة، حيث قدمت عملاً نحتياً ذا بعد فكري وثقافي وبصري جيد، وقد أوحت فترة إنجازه الصغيرة بقدرتها على التصور الفني وعلاقة الجيل الشاب بالطرح الجديد دوماً، وبالروح والعنفوان والأفكار الجيدة والمعلومات البصرية، حيث طرحت رؤية جديدة ومميزة».

يشار إلى أنّ الفنانة "ميس خلوف" من مواليد مدينة "مصياف" قرية "دير ماما" عام 1992 وأنهت طفولتها في "طرطوس" ومقيمة في "دمشق" حالياً.