من خضم الظروف القاسية خُلقت موهبته وشغفه بالموسيقا والفن، فدخل عالم الموسيقا وأبدع به، ثمّ خاض تجربةً فريدةً في مجال النحت، فحفر تاريخاً مميّزاً من الأعمال الفنيّة وشهادات التقدير الوطنيّة والدوليّة الي تشيد بحرفيّته العالية.

مدوّنةُ وطن "eSyria" التقت الفنّان النحات "خالد جازيّة" بتاريخ 10 تشرين الأول 2020 ليحدّثنا عن مسيرته ومنحوتاته، فقال: «نشأت في أحد المخيّمات الفلسطينيّة في "سورية"، بكنف أسرة بسيطة، ولكن رغم حالة الفقر المدقع والبساطة التي تعمّ أرجاء المخيّمات في تلك الفترة إلّا أنّه كانت هناك حالة من الحراك الفكري والثقافي، وكان لذلك تأثيره الكبير في محطّات مسيرتي الفنيّة، ومنذ طفولتي كنت مهتماً بالرسم والعزف، فكان أساتذتي يكلّفونني برسم بعض الرسومات التوضيحيّة الموجودة بالكتب المدرسيّة، كما كنت مهتماً بالموسيقا جداً، فبدأت بعد انتهائي من الثانويّة العامة بصقل موهبتي بالدراسة الأكاديميّة وتعمّقت بدراسة الموسيقا، فشكّلت فرقة موسيقيّة مع بعض الأصدقاء، وانتسبت إلى المعهد العالي للموسيقا، وبالوقت عينه بدأ عشقي للفن التشكيلي يزداد بسبب تواصلي مع الأصدقاء الفنّانين والتشكيليين، وعندما تعرّضت لإصابة بيدي ابتعدت عن العزف وركّزت على النحت، فانتسبت إلى معهد "الفنون التطبيقيّة" في "دمشق"، وبعد تخرّجي بدأ مشواري الحقيقي مع فن النحت في "الأكاديميّة الوطنيّة للفنون الجميلة" التي تخرّجت منها عام 1998، وخلال مسيرتي انتسبت لرابطة "فنّاني فلسطين"، كما أنّي عضو في مؤسّسة "دار العرب للثقافة والفنون"، وبدأت رحلتي العمليّة بهذا المجال منذ عام 2000 وحتى الآن».

الفنان "خالد" يمتلك كل مقوّمات الإبداع الحقيقي، وله من الخصوصيّة ما يجعلنا نحترمه ونسعد بأعماله، خاصّةً أنّه ترك بصمة مميّزة في عالم الفن والنحت، بالإضافة إلى أنّه كان موسيقي ماهر ومحترف، ما يجعل حواسه الفنيّة متّقدة بمزيج محرّض على الإبداع

وعن المعارض التي شارك بها قال: «شاركت بعدّة معارض منها معرض في المركز الثقافي في "مصياف" عام 2000، ومعرض بالمركز الثقافي في "حلب"، وفي "دمشق" معرض بصالة "ناجي العلي" للفنون التشكيليّة، ومعرض "عين على سورية" في "خان أسعد باشا"، ومن المعارض الخاصّة بالمناسبات الوطنيّة أذكر معرض بعنوان "تحيّة إلى تشرين" في صالة "الشعب"، ومعرض آخر بمناسبة إحياء ذكرى شهداء 29 أيّار في صالة "الشعب" للفنون التشكيليّة، ومعرض بمناسبة إحياء "يوم الأرض".

الفنانون "خالد جازية" و"معن محمود" و"عبير أحمد"

كما نلت شهادات شكر وتقدير عديدة، وأذكر منها تكريم إدارة المهرجانات الدوليّة لي بشهادة تقدير، وتكريم من مؤسّسة "دار العرب" للثقافة والفنون، ونلت درع "التميّز" من "الواحة الدوليّة" للفنون والآداب في "بغداد"، ووسام "العطاء" المقدّم من مؤسّسة "دار العرب" للثقافة والفنون، وشهادة شرف عليا من أكاديميّة "المجد" للعلوم والتنمية، وشهادات شكر وتقدير من "واحة حلب الشهباء" للفنون والآداب، وأيضاً من إدارة مجلّة "الوطن العربي الكبير"، كما نلت درع "المحبة والسلام" المقدّم من الاتّحاد الدولي للكتّاب العرب».

عنه قال النحّات الدكتور "معن محمود": «الفنان "خالد" يمتلك كل مقوّمات الإبداع الحقيقي، وله من الخصوصيّة ما يجعلنا نحترمه ونسعد بأعماله، خاصّةً أنّه ترك بصمة مميّزة في عالم الفن والنحت، بالإضافة إلى أنّه كان موسيقي ماهر ومحترف، ما يجعل حواسه الفنيّة متّقدة بمزيج محرّض على الإبداع».

الكاتب والشّاعر "وليد الدّبس"

أمّا الكاتب والشاعر "وليد الدبس" وهو من متابعي أعمال "خالد جازية" قال: «من خلال متابعتي للفنّان "خالد" وجدت أنّه واضح التعبير في أعماله، ورموزه التعبيريّة مقروئة من الناحية الوجدانيّة، وهذه ميزة نادرة بين الفنّانين على اختلاف مواهبهم وتنوّعاتها، كما أنّ لديه أعمال رائعة ومشاركات لمعارض في الجانب الوطني، وبرأيي أي عمل يتناول قضايا الوطن أو يخدم فكرة ما تفيد الوطن، فهو عمل مقدّس، وقد كان للنحّات "خالد" عدّة أعمال ومشاركات وطنيّة».

الجدير بالذكر أنّ الفنان "خالد جازية" من مواليد "دمشق" عام 1967.

إحدى منحوتاته عن معاناة الأسرى