يرى بالفن جمالاً عاكساً للحقيقة، ومصوراً لها بوفاء ودقة، ومن خلال ألوانه وريشته نشر الجمال والفرح والسلام، فجسد لوحات مميزة، ونقل تجربته لتعليم الأطفال وتنمية قدراتهم الإبداعية.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 6 أيلول 2020 مع التشكيلي "رأفت الشبعاني" ليحدثنا عن تجربته الفنية، فقال: «الفن هو وسيلة للتصريح برأي أو إحساس أو التأسيس لرؤية أخرى للعالم، سواء كانت مستلهمة من أعمال الآخرين أو مبتكرة وجديدة، فهو موهبة ترافق الفنان منذ نعومة أظافره، وتكبر وتتطور مع تطور مراحل حياته متأثرة ومرتبطة بالبيئة المحيطة الثقافية والفكرية، فبالنسبة لي بدأت قصة شغفي بالرسم في الثالثة عشر من عمري، رسمت مدينة الياسمين لمن ينظر إليها من "قاسيون"، كما كان لأمي دوراً كبيراً في تعلقي بالفن والألوان، فقد كنت أراقب خيوطها الملونة عندما كانت تنسجها لتطرز لوحات فنية، وبعمر العشرين دخلت مركز "القدس" الثقافي، وتعلمت فيه كل أنواع الفنون التي صقلت موهبتي وطورتها، بالإضافة إلى العديد من الدورات لتنمية بعض الجوانب الفنية، فالفن بحر مليء باللآلئ يسعى الفنان جاهداً لاستخراجها وتجسيدها بطريقة مبتكرة ومميزة لتنشر الجمال والسلام والفرح والطمأنينة عبر ألوانها المبهجة».

الرسم هو أحد الفنون الراقية التي تساعد الأطفال على تنمية القدرات الإبداعية للأطفال، كونهم نواة هذا المجتمع، وعلينا جميعاً الاهتمام بهم في أوقات الحروب والأزمات، فانطلقت ببرنامج احترافي بمساعدة خبراء بعالم الطفل لإنشاء مدرسة إلكترونية لتعلم الطفل الرسم، وأقمت العديد من المعارض الخاصة بالأطفال بهدف رسم بسمة على وجوههم وإدخال السرور والفرحة لحياتهم

وعن أدواته تابع: «استعملت خامات وألوان متنوعة كالحبر الصيني والبوليستر رازين بأنواعه، وألوان المائي والأكريليك، وفي بعض الأحيان كنت أصنع ألواني بنفسي، فالقماش والألوان هما متنفسي في الحياة؛ وأجد فيهما راحتي النفسية التي من خلالها أجسد رؤيتي الفنية للأشياء التي حولي، وخصوصاً أنني أعيش مع اللوحة في خيالي قبل ولادتها، أضف إلى أن اللون بالنسبة لي أحد عناصر التصميم المهمة في اللوحة، وله دلالات نفسية كثيرة، فلكل لون تعبير معين ودلالة في لوحاتي، ويخضع للحالة المرسومة في الخيال مسبقاً. كما أن الفنان لابد أن يكون ملماً بمختلف أنواع المدارس الفنية ليجسد رؤيته وبصمته الخاصة به، فلكل فنان عقلية خاصة ورؤية وطريقة تعبير تحمل خصوصيته وخلفيته الثقافية والفكرية والبيئية، وتراكم تجاربه الحياتية، فالرسالة الحقيقية للفن والفنان هي نشر الحب والبهجة والسعادة والجمال بين البشر».

من أعماله بالبولستر

وعن ارتباط الفن بثقافة المجتمع قال: «لكل مجتمع حضارة وثقافة وتاريخ ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالفن، فالثقافة عامل مهم في تشكيل مواضيع الفن، وتنعكس بشكل إيجابي على الفن بأشكاله المختلفة من رسم ونحت وموسيقا وكتابة ومسرح وغيرها، ويمكن الحفاظ على تاريخ الفترات القديمة وثقافة المجتمعات وتوضيح اختلاف ثقافات المجتمعات من خلال تجسيدها بالأعمال الفنية، وهو لغة عالمية لها عمومية الفن وخصوصية البيئة، وهو صاحب الإنتاج الأكبر في الموروث الحضاري لكل المجتمعات».

وعن تجربته مع الأطفال قال: «الرسم هو أحد الفنون الراقية التي تساعد الأطفال على تنمية القدرات الإبداعية للأطفال، كونهم نواة هذا المجتمع، وعلينا جميعاً الاهتمام بهم في أوقات الحروب والأزمات، فانطلقت ببرنامج احترافي بمساعدة خبراء بعالم الطفل لإنشاء مدرسة إلكترونية لتعلم الطفل الرسم، وأقمت العديد من المعارض الخاصة بالأطفال بهدف رسم بسمة على وجوههم وإدخال السرور والفرحة لحياتهم».

من لوحاته الفنية

التشكيلي "عيد شاهين" عنه يقول: «التشكيلي "رأفت الشبعاني" فنان حساس ومرهف، أعماله منوعة، وفيها لمسات جمالية ساحرة، وألوانه تدل على ثقته العالية بفنه، فهو من الفنانين المميزين والكبار، يمتلك مسيرة فنية طويلة تجاوز الأربعين عاماً، يعمل بجد ونشاط، ورسم لنفسه خطاً فنياً خاصاً به، كما أنه يعتبر من القامات الفنية المرموقة، له بصمة مختلفة عن بقية الفنانين، فأعماله تشكل غنى للفن السوري، وتتميز بالألوان المبهرة والمدهشة وخاصة اللون الأزرق حيث يصنع منه عوالم تحاكي الإنسان وتنقله إلى فضاء من الفرح والطمأنينة. يضع إصبعه على حلول للكثير من الهموم التي يعيشها الإنسان السوري في ظل الأزمة التي تعرضنا لها، بالإضافة إلى أنه يعرف كيف يداعب الريشة ويجعل الألوان ترقص وتغني بين يديه».

الجدير بالذكر أن التشكيلي "رأفت حميد الشبعاني" مواليد "دمشق" عام 1974، وهو مدير مؤسسة "ندى" للفنون التشكيلية، ومدير نادي أطفال "الندى"، أقام العديد من المعارض الإلكترونية في زمن "الكورونا" على صفحة مؤسسة "ندى" للفنون التشكيلية منها: معرض مملكة "زنوبيا" بمشاركة 700 فنان من مختلف أنحاء الوطن العربي، ومعرض مملكة "أوغاريت" الالكتروني بمشاركة فنانين عرب وأجانب، ومعرض مملكة "إيبلا" للنحت والخزف، ومعرض "الأمل" للخط العربي، ومعرض للأطفال بمشاركة أكثر من ألف طفل سوري وعربي.

من رسوماته