ورث حبّ الفن عن والده، وبرع في إتقان الحركات الراقصة وضبط الإيقاع، ليترجم أفكاره في حركات جسده، فلمع اسمه في ساحات الرقص محلياً وعربياً وعالمياً، ولم يتوقف حبه للرقص المسرحي على أدائه فقط بل بدأ بالتصميم والإخراج والتدريب.

مدوّنةُ وطن "eSyria" تواصلت مع الراقص المسرحي "جمال تركماني" بتاريخ 14 آب 2020 ليتحدث عن نشأته ودخوله عالم الفن، فقال: «ولدت في "دمشق" وسط أسرة محبة للفن، كان والدي الفنان الراحل "سليم تركماني" الداعم والمشجع لي، حصلت على شهادة في الإخراج السينمائي والمؤثرات البصرية من معهد "نيو هورايزون"، وبدأت مسيرتي الفنية عام 1998 من خلال العمل مع منظمات تهتم بالمسرح، ثم انتقلت للعمل مع جهات محترفة عام 2002، وكان أول أعمالي كممثل حركي في عرض للأطفال بعنوان "أنقذوا كوكبنا" للمخرج "فواز الجابر"، ثم دخلت عالم الرقص والمسرح الراقص عام 2003 عن طريق فرقة "رماد" للمصمم السوري الراحل "لاوند هاجو"، ورغم العقبات والانتقادات التي تعرضت لها من المجتمع وبعض الأصدقاء، لأن الرقص في ذلك الوقت لم يكن محبباً في مجتمعنا للذكور، إلا أنني تابعت وتحديت كل الظروف، فالرقص هو الشيء الوحيد الذي كنت أجد نفسي فيه وكان تعلقي به أكبر من كل شيء، إضافة لدعم عائلتي».

الرقص لغة ابتدعتها الروح وأتقنها الجسد ليعبر عما بدواخلنا، فعندما يكون الراقص ممتلئاً بالمشاعر والأحاسيس تكون قدرته على إيصال الرسالة أكبر بكثير من كونه فقط يرقص لمجرد الرقص

وعن العروض التي شارك فيها "تركماني" قال: «شاركت في عدة عروض وورشات عمل مع راقصين ومصممين عالميين، منهم: "ميري كرستين" في "فرنسا"، "فيغي دغوس" في هولندا"، "نوتا" في "الدنمارك"، "ليانا دودارفا" في "روسيا"، "انريكا بارباغالو" في "إيطاليا"، "ضياء الدين سامي" في "العراق"، "ناصر ابراهيم" في "سورية"، وغيرهم كثر، وقمت بتأسيس فرقة "ميرال" للمسرح الراقص مع "محمد طرابلسي"، وهو خريج ومحاضر في المعهد العالي للفنون المسرحية».

جمال تركماني مع المتدربات

وتابع: «أخرجت عدة أعمال داخل وخارج "سورية" منها: "خصوصية" عام 2011، "أنثى" عام 2012، "حساسية عالية" عام 2015، "رح نبقى" عام 2016، "أجزاء" و"تواصل" عام 2019 مع فرقة "ميرال".

وصممت عدة عروض مسرحية منها: "صمت الحواس" للمخرج "لاوند هاجو"، "صوت الماء وأكثر" للمخرج "فيغي دغوس"، "بيت بلا شرفات" للمخرج "هشام كفارنة"، "تقاسيم على درب الألم" للمخرج "زيناتي قدسية"، "ما تبقى" للمخرج "طلال لبابيدي"، "كيميا" للمخرج "عجاج سليم"، "حكاية رسالة" للمخرج "محمد شما"، "الأيقونة السورية" للمخرج "سامي نوفل" وغيرها الكثير.

من عرض "كيميا"

ولمسرح الطفل صممت "مملكة الحالم" للمخرج "طلال لبابيدي"، "مع الغيوم" للمخرج "سامر الزرقا"، "فلة والأقزام السبعة" للمخرج "محمد دباغ"، "الموجة وطائر النورس" للمخرجة "هدى الخطيب".

إضافة لمشاركاتي كراقص بعدة عروض مسرحية داخل وخارج البلد مع عدة فرق مسرحية كـ"رماد" للمسرح الراقص، فرقة "آرام"، "أورنينا"، "لوغراند كرو"، "رؤيا"، و"ميرال".

من افتتاح مهرجان المونودراما في دبي

وكانت لي عدة مشاركات في السينما منها "الترحال" للمخرج "ريمون بطرس"، "صعود المطر" للمخرج "عبد اللطيف عبد الحميد"، "ليلى والذئاب" للمخرج "محمد عبد العزيز"، و"ياسمين" للمخرج "وليد درويش"».

وأضاف: «شاركت في العديد من المهرجانات العربية والعالمية منها مهرجان "المسرح الوطني" في "قطر" عام 2007، مهرجان "المسرح التجريبي" في "القاهرة" عام 2008، مهرجان "الرقص المعاصر" في "هولندا" عام 2008، مهرجان "المونودراما" في "دبي" عام 2015، "كأس القدرة" للشيخ "محمد بن راشد" عام 2017، إضافة للكثير من العروض، وكانت آخر مشاركاتنا في مهرجان "الرقص المعاصر" في "الجزائر" عام 2019 بعرض "أجزاء" أداء فرقة "ميرال" للمسرح الراقص، وحصلنا على تكريم لجنة التحكيم لمهرجان "الرقص المعاصر" ضمن الكثير من العروض المشاركة لفرق عربية وعالمية، وأيضاً على جائزة تكريم لورشة العمل التي قمنا بها لطلاب المعهد العالي للباليه في "الجزائر"».

ولم يتوقف شغف "تركماني" هنا بل بدأ ينقل ما تعلمه لغيره من خلال تدريبه للياقة البدنية والمرونة والرقص للصغار والكبار في الكثير من الأماكن منها مشروع "بكرة إلنا"، "بروجيم"، "دار الفنون"، مدرسة "اللاييك" وغيرها الكثير.

وختم "جمال تركماني" رؤيته للرقص: «الرقص لغة ابتدعتها الروح وأتقنها الجسد ليعبر عما بدواخلنا، فعندما يكون الراقص ممتلئاً بالمشاعر والأحاسيس تكون قدرته على إيصال الرسالة أكبر بكثير من كونه فقط يرقص لمجرد الرقص».

مصمم الرقص "محمد طرابلسي" قال عنه: «"جمال تركماني" فنان متطور دائماً، محبٌّ للآخرين ومساعد لهم دون مقابل، ومتابع لعمله بشكل دقيق، عملنا سويةً في جميع أعمال فرقة "ميرال" للمسرح الراقص، والتي أقوم بإدارتها، وهي تجربة متطورة عن الفرق الأخرى من حيث أعمالها وطريقة تحضيرها حيث تقوم على روح الفريق من التصميم إلى الإخراج والتدريب، ولا تقتصر على شخص واحد، كانت لنا مشاركة بمهرجان الرقص المعاصر في "الجزائر"، وكرمنا كأفضل ثلاثة عروض بالمهرجان إضافة للكثير من الأعمال.

هو شخص متقبل للنقد البناء، يحبُّ الاطلاع على التجارب العربية والعالمية في مجال المسرح الراقص».

يذكر أنّ "جمال تركماني" من مواليد "الميدان" في "دمشق" عام 1987.