فنُّ التمثيل كان حلم "صفاء رقماني" الذي حققته بإرادة وتصميم، وتجاوزت كل العقبات لتصل إلى حلمها، حيث جمعت بين الجمال والموهبة لتتألق بإطلالتها المميزة في الدراما، وتعود بقوة لتثبت جدارتها على خشبة المسرح.

مدوّنةُ وطن "eSyria" التقت الفنانة "صفاء رقماني" بتاريخ 25 تموز 2020 لتتحدث عن نشأتها ودخولها عالم الفن، فقالت: «ولدت وسط عائلة متواضعة بسيطة زرعت بداخلي البساطة والمحبة والطيبة، وكانت السند لي ولإخوتي لنصل لأهدافنا ونحقق طموحاتنا، تخرجت من معهد السكرتارية عام 1999، ولكن حلم الطفولة وحبي للتمثيل دفعني لأدخل عالم الفن عام 2000 بتشجيع ودعم من والدي الذي ساندني في قراري، وعندما لم أتمكن من دخول المعهد العالي للفنون المسرحية، قدمت لنقابة الفنانين فبدأت كعضو متدرب ومن ثم عضو محترف».

كانت لي عدة مشاركات خارج "سورية" منها: مسلسل "رصاصة رحمة" مع المخرج "منير الزعبي" عام 2010 في "الكويت"، "أوراق الوراق" في "ليبيا"، وشاركت بعمل فنتازيا "العدول"، إضافة لمشاركتي بأعمال بدوية في بداية مسيرتي عام 2001 في "الأردن"

وعن الأعمال الفنية التي شاركت فيها قالت: «كانت بدايتي بأدوار بطولة في مسلسل "سفر" للمخرج "حاتم علي"، و"ثلوج الصيف" مع "محمد فردوس أتاسي"، و"الأرواح المهاجرة" مع "شوقي المهاجري"، ومن ثم شاركت بسلسلة "مرايا" مع الفنان "ياسر العظمة" وغيرها الكثير من المشاركات، وعملت في الدوبلاج الذي أحب العمل به لأنه صعب، وأنا أعشق التحدي فلا تستهويني الأدوار السهلة، فقد تمكنت من خلاله من تطوير شخصيتي وزادت ثقتي بنفسي، وكان أهم أعمالي فيه "حب في مهب الريح"، أما في الإذاعة فكان أهم وأفضل ما قدمته هو "حكم العدالة" مع "محمد العنقاء"، إضافة لمشاركتي في فيلم تلفزيوني "ما بين حب وحب" مع "كفاح الخوص"».

من مسرحية "حفلة على الخازوق"

وأضافت "رقماني": «كانت لي عدة مشاركات خارج "سورية" منها: مسلسل "رصاصة رحمة" مع المخرج "منير الزعبي" عام 2010 في "الكويت"، "أوراق الوراق" في "ليبيا"، وشاركت بعمل فنتازيا "العدول"، إضافة لمشاركتي بأعمال بدوية في بداية مسيرتي عام 2001 في "الأردن"».

وبعد مسيرة فنية حافلة من الأعمال والمشاركات كان لـ"صفاء رقماني" ظهور قليل في الدراما بالآونة الأخيرة، تحدثت عن ذلك بالقول: «السبب هو عدم الاتفاق المادي في الأعمال التي قدمت لي، لأنني أسير على مبدأ خاص بي، ولا أتقاضى أجراً لا يوازي تعبي وجهدي، فقد عملت لسنوات في تأسيس اسمي وشخصيتي، فلا ألهث وراء الأدوار ولا أركض بحثاً عن فرصة عمل، لذلك عندما أجد الشيء الذي يناسبني وبشكل منطقي أكون موجودة، إضافة لذلك عندما تزوجت من المصور "راغب عزام"، وأنجبت طفلتي عام 2016 لم أعد حرة كما في السابق، لأنني أعطي الأولوية لطفلتي فهي المشروع الأهم والحلم الذي تحقق، حتى لو كان على حساب نفسي وعملي، ولكن لا يعني ذلك أنني سأترك عملي بل كنت أنتظر لتكبر ويخف ارتباطها الشديد بي، لأعود للعمل مفعمة بالشوق والحب».

من مسرحية "بيت الشغف"

رغم غيابها عن الدراما بدأت "رقماني" بالتألق والإبداع في المسرح حيث كانت عودتها إلى التمثيل قوية من خلاله، وقالت في ذلك: «عندما قيل عن المسرح أنه صعب، وأنه "أبو الفنون" لم يكن عن عبث، خشبة المسرح تكشف حقيقة الممثل وصدق أدائه، فهو لا يحتمل الكذب والخطأ فيه لا يغتفر، فيه شيء خاص يأسرك بكل دور، وكان حلم الطفولة منذ بداية مسيرتي، فكنت قبل دخولي للفن أذهب لمسرح "الحمراء" لأحضر بروفات مسرحية "هاملت"، ومن هنا عشقت كل تفاصيل المسرح وأرضه المغبرة والخشب العتيق، ولكن لم تسنح لي الفرصة لأقف على خشبته في ذلك الحين، ولكن بعد عدة سنوات من مشاركاتي الفنية في الدراما أتت فرصة العودة لتفاصيل المسرح من قبل المخرج "زيناتي قدسية" في مسرحية "حفلة على الخازوق" عام 2018 بشخصية محورية عنت لي الكثير، هذه التجربة كانت مفتاح الدعم والقوة والتشجيع للاستمرار، بعدها قدمت لي الكثير من العروض، ولكن لم تستهوني، إلى أن قدم لي المخرج "هشام كفارنة" شخصية في مسرحية "بيت الشغف" عام 2020، كان الدور صعباً وجميلاً أحببته وعشت تفاصيله، وقدمته بجهد وتعب وضمير وحب شديد، وأعدُّ العمل هو الإنجاز الكبير بالنسبة لي حتى الآن».

"هشام كفارنة" مخرج وممثل ومؤلف مسرحي قال: «"صفاء رقماني" من الشخصيات الفنية التي تقدم أداء لائقاً وحيوياً يعبر عما تمتلكه من موهبة ومقدرات وأدوات فنية، تتمتع بحضور مميز حظي بالاهتمام واستحوذ إعجاب كل مشاهديها، إضافة لسلوكها الفني الخلاق والتزامها بكل الدقائق المرتبطة بالعمل، وشغفها بأداء المهام كافة.

في جلسة تصوير

أدت الدور الذي أسند إليها في مسرحية "بيت الشغف" ببراعة وإتقان، وتألقت في إجادتها وتجويدها لتفاصيل الشخصية، وسخرت طاقاتها لتقمصها والتوحد معها، حيث كانت تبدي استعداداً وسعياً ودأباً ومطواعية لأصعب المهام التي تطلب إليها دون تردد أو مماطلة، فكانت النتيجة هذا الألق الذي ظهر جلياً على امتداد العروض الخمسة عشر على خشبة مسرح "الحمراء" التي ستظل خطوات "صفاء" ونبضاتها ودموعها وآهاتها وضحكاتها في الذاكرة طويلاً».

يذكر أنّ "صفاء رقماني" من مواليد "ليبيا" عام 1987، وتنحدر من "مشتى الحلو" في محافظة "طرطوس"، ومقيمة حالياً في "دمشق".