بدأت موهبتها منذ الصغر، طوّرتها بالدراسة الأكاديمية، والتدريب على أيدي خبراء في الموسيقا، وبالحبّ والاهتمام استطاعت نقلها لطلابها، حيث جمعت في عزفها بين التكنيك العالي ورهافة الإحساس، وتألقت في العديد من الحفلات الموسيقية.

مدوّنةُ وطن "eSyria" تواصلت مع الموسيقية وعازفة البيانو "لين جناد" بتاريخ 5 تموز 2020 لتتحدث عن موهبتها فقالت: «بدأت موهبتي تظهر منذ عمر صغير جداً بسبب وجود آلة البيانو في بيتنا، وبدأت دراسة الموسيقا منذ عمر خمس سنوات عند عدة مدرسين، ودخلت معهد "صلحي الوادي"، وتخرجت منه، ثم تابعت دراستي في "المعهد العالي للموسيقا"».

بدأت موهبتي تظهر منذ عمر صغير جداً بسبب وجود آلة البيانو في بيتنا، وبدأت دراسة الموسيقا منذ عمر خمس سنوات عند عدة مدرسين، ودخلت معهد "صلحي الوادي"، وتخرجت منه، ثم تابعت دراستي في "المعهد العالي للموسيقا"

وعن عملها في تعليم الموسيقا تتابع: «العازف المحترف يستطيع تعليم الموسيقا بشكل أكيد، ولكن ليس بالضرورة أن يكون معلماً جيداً فالموضوع برأيي يحتاج لمهارات أخرى كالقدرة على إيصال المعلومة للطالب، والتواصل بشكل جيد مع مختلف شخصياتهم، والقدرة على المزج بين إعطاء المعلومة والمحافظة على حالة المتعة عند الطالب، فالموسيقا تحتاج للصبر والمثابرة بشكل كبير، ونحن نتحدث عن ساعات وساعات من التمرين وسنوات من الدراسة قبل أن يستطيع الطالب إنجاز قطعة موسيقية بمستوى متوسط الصعوبة».

إجازة في الموسيقا

وفيما يتعلق بعلاقتها مع الطلاب تقول: «بدأت التدريس منذ كنت طالبة في المعهد العالي للموسيقا عام 2007، ومنذ بداية تعاملي مع طلابي الأطفال -الذين أصبحوا شباباً- كنت قريبة جداً منهم وأحرص على أن تكون العلاقة بيننا قوية، أردتهم أن يحترموني كمعلمة، لكن المحبة المتبادلة ضرورية جداً ليكون لديهم دافع للتطور أكثر، فالحب أداة أهم من الخوف للتطور الموسيقي، وأن تحب معلمك وتراه مثلاً أعلى هو دافع كبير لأي موسيقي مبتدئ، وكان هذا مبدئي في التعليم وما زال».

وعن نوع الموسيقا التي تفضل عزفها تقول: «أحب عزف الموسيقا الكلاسيكية بحكم دراستي الأكاديمية الكلاسيكية، أحب كثيراً موسيقا "رخمانينوف" و"ليست"، لكن تجذبني كثيراً الموسيقا التي تعدُّ نوعاً من الدمج بين الأنواع والأنماط الموسيقية المختلفة، وهي شيء أبحث عنه وأعمل عليه مؤخراً، وهناك كثير من الأسماء المبدعة محلياً في كتابة الموسيقا منهم الموسيقيان "رعد خلف"، "إياد ريماوي"، وعالمياً أحبّ السهل الممتنع الذي حققه "ياني"، و"هانس زيمر"».

إجازة في الآداب

وفيما يتعلق بمشاركاتها، تقول: «شاركت بعدة حفلات فردية وجماعية في مكتبة "الأسد"، "الأرت هاوس" و"دار الأوبرا"، ولا أستطيع حصر الأعوام لأنها كثيرة، لكن بدأت المشاركة بالحفلات منذ عام 2008، كما كنت عازفة البيانو الرئيسية لأوركسترا "ماري" منذ إعادة انطلاقة حفلاتها في عام 2014، وقدمت معها الكثير من البرامج، وأحبها إلى قلبي برنامج "حضارات قديمة"، وبرنامج "coffee"، وأهم ما عزفته معهم قطعة "القصر القديم" "old palace" التي كانت مكتوبة لآلة بيانو منفردة بمرافقة الأوركسترا».

وفيما يتعلق بتأسيسها مبادرة فردية للعزف، أضافت: «بدأت مبادرة البث المباشر من منزلي أثناء الحجر الصحي في شهر آذار 2020 عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لأنني أحسست أنه من واجبي رد بعض الجميل للأشخاص الذين يتابعونني، وللمجتمع بشكل عام أثناء ذلك الوقت الصعب على جميع الأصعدة، إيماناً مني بأن الموسيقا تستطيع أن تحقق سعادة وتعطي طاقة إيجابية ولو كانت مؤقتة، وأظن أن لها تأثيراً مهماً وكبيراً خصوصاً في اللحظات الصعبة التي يمر بها أي مجتمع ابتداء من فترة الحرب التي عشناها في "سورية" وانتهاء بفترة الحجر الصحي العالمي.

من إحدى الحفلات

تضمنت فقرات البث المباشر عزف مقطوعات اخترتها لمؤلفين عالميين كمحاولة للترفيه عن الناس، وكان هناك العديد من المقطوعات التي عزفتها بناءً على طلب خاص من بعض المتابعين رغبة مني بنشر بعض الفرح لكسر حالة الملل واليأس التي عشناها جميعاً أثناء الحجر».

من جهتها طالبتها "سالي أيوب" تقول: «تعلمني الموسيقا منذ سبع سنوات وحتى الآن، تقوم بتحضيري لامتحان القبول "للمعهد العالي للموسيقا"، تتميز أنها تعطي من قلبها ولا تبخل على الطلاب بأي معلومة يمكن أن تحسن أسلوبهم في العزف خارج نطاق القراءة العادية للنوطة، دائماً تتابع الطلاب، لا تتغيب عن درس إلا فيما ندر وتقوم بتعويض الدروس الفائتة، شخصيتها رائعة جداً وقوية، عندما يعجبها أداء الطالب تمدحه، وتشجعه ليصبح أفضل، وعندما لا نكون متمكنين من النوطة تعاملنا بجدية وشدة حتى نعزف بشكل أفضل».

"روجيه اللحام" طالبها منذ خمس سنوات يقول: «عازفة غنية موسيقياً، موسوعة مطلعة على العديد من القطع الموسيقية عامةً، وأخرى خاصة بالبيانو، تستطيع معالجة مشاكل العازفين، لا تفرق في المعاملة بين الطالب المبتدأ والمحترف، تنقل لهما الخبرة نفسها التي استطاعت تحصيلها من خبراء في الموسيقا، تستطيع تطوير العازف بسرعة، يتميز أسلوبها بالتعامل مع الطالب على مبدأ العزف الصحيح، وعلاقته بالبيانو، وكيف يكون هناك ترابط معه، وحركاته أثناء العزف، وكيف يصبح هو والآلة شخصاً واحداً، كانت تطلب منا حضور حفلاتها، وملاحظة عدة نقاط أثناء العرض، تعلمت منها الكثير، تعطي أضعاف ما يقدمه الطالب من الحماس والعطاء، تهتم جداً بطلابها، كانت تخصص لي دروساً إضافية أثناء دراستي في المعهد، وأفتخر أنها معلمتي».

بدوره "محمد نامق" موسيقي ومدرس في "المعهد العالي للموسيقا" يقول: «"لين" زميلتي وصديقتي منذ عام 2004 منذ بدأنا دراستنا في المعهد، كانت خلال فترة الدراسة مجتهدة جداً، تطمح للكمال وتلعب دور الداعم النفسي لمعظم أصدقائها من خلال حثهم على الدراسة، التمرين، البحث والاجتهاد، بذلك كانت دائماً من الطلاب الأوائل بالدفعة على مستوى المواد النظرية وبمادة الاختصاص (البيانو)..

تمتلك القدرة على الجمع بين التكنيك العالي بالعزف ورهافة الإحساس، قدمت إضافة مهمة بمشاركتها كعازفة بيانو في أوركسترا "ماري" وأوركسترا "أورفيوس". وفيما يتعلق بها كمدرسة لآلة البيانو، أثبتت جدارةً كبيرةً من خلال رفدها للمعهد بطلاب متميزين جداً قادرين على خوض مسابقات العزف المنفرد داخل وخارج القطر، ونتيجة ذلك شغلت منصب رئيس قسم البيانو بمعهد "صلحي الوادي" من عام 2014 حتى 2019، انعكس تنظيمها ونجاحها الفني والإداري بشكل كبير على القسم خلال فترة إدارتها له، شخصيتها مبنية على الاجتهاد، التميز، والعطاء».

يذكر أنّ "لين جناد" من مواليد "دمشق" عام 1985، حائزة على شهادة في الموسيقا اختصاص بيانو من "المعهد العالي للموسيقا" بدرجة امتياز، وإجازة في اللغة الفرنسية من جامعة "دمشق" عام 2009، تعمل حالياً مدرسة في "المعهد العالي للموسيقا"، وفي معهد "صلحي الوادي" للموسيقا.