بشغفٍ كبيرٍ استطاعت توظيفَ موهبتها الفنية في تعلّم الحفر والطباعة، ساعيةً لخلق حالات جمالية من خلال فنّ الكتاب، لتأخذنا مع تصميمها وإخراجها لمجلات وقصص الأطفال إلى عوالم مملوءة بالدهشة والإبداع.

مدوّنةُ وطن "eSyria" التقتها في مكان عملها بمجلة "شامة" بتاريخ 4 آذار 2020 وعن موهبتها تقول: «لمست ميولي الفنية منذ الصغر وبدأت موهبتي تحظى بدعم والدي حتى تأكدت بأنني على الطريق الصحيح لأكمل دراستي في هذا المجال، فاخترت دراسة الفنون الجميلة، وقسم الحفر والطباعة بشكل خاص لما فيه من غنى بالآليات والطابعات اليدوية التي تتميز الكلية بوجودها، ولما يحتويه القسم من رؤيا تحاكي اهتماماتي، وتطورت موهبتي من خلال زياراتي شبه اليومية لمكتبة الجامعة ومكتبة "الأسد" والمكاتب العمومية في "دمشق" حيث أجد كتباً تساعدني في هذا المجال».

عملي الموجه للطفل متميز عن عملي الحر في التصميم الغرافيكي، حيث أعود لطفولتي وما يشدني كطفلة، وما هي اهتماماتي من حيث النقوش أو الأنماط المستخدمة والألوان وطريقة تصميم الصفحة، خصوصاً أنني أتعامل مع فئة عمرية تحتاج إلى الصورة أكثر من النصوص، وأهم معايير تصميم رسوم وقصص الأطفال هي البساطة، وعدم إدخال تفاصيل تشوش الطفل، وتضيع المعنى المقصود

وفيما يتعلق بمراحل عمل التصميم الغرافيكي تقول: «نبدأ بتصميم العمل بدراسة عامة لمفهومه، والشريحة الموجه لها، إضافةً إلى الألوان التي تخدم معناه، مثال: المنتجات الغذائية يدخل إليها الأصفر لأنه يعتبر فاتح شهية أو الأزرق لأنه يدل على نظافة وصحة المنتج، أما البرنامج الأمثل لرسم العلامة التجارية فهو "الستريتر" بحيث يعطي دقة عالية جداً فإذا احتجنا لطباعة شعار بحجم بناء كامل مثلاً لا يتم تشويهه، وعملت في شركة "ميديا" للدعاية والإعلان كمصممة غرافيك واكتسبت خبرة التعامل مع المطابع والزبائن، وكيفية اختيار العلامة التجارية المناسبة للمنتج، بحيث تعبر عنه أو عن اسمه أو اسم صاحبه، بحيث لا يكون له شبيه أو مستخدم من قبل».

مادة علوم "شامة" من إخراجها وتصميمها

وفيما يتعلق بعملها الموجه للطفل تقول: «حين بدأت العمل في مجلة "أسامة" عام 2011، وجدت نفسي في مجال الأطفال بما فيه من غنى وعفوية وتحدٍّ، وكان ذلك بالتزامن مع استلامي فرع "الزهرات" في "كشاف سورية" فعملت على تطوير نفسي بما يخدم عفوية الطفل واهتماماته، وعملت فيها لثلاثة أعوام مع رئيسة التحرير "رباب هلال" التي أكن لها كل التقدير لما أعطتني إياه من نصائح وإرشادات بلورت مفهوم أدب الطفل والعمل الموجه له، فكانت خبرتي غير متعلقة بمدة أو زمن».

وتتابع عن تجربتها الحالية: «في عام 2018 بدأت العمل في الإخراج الفني لمجلة "شامة" في "الهيئة العامة للكتاب"، مع رئيسة التحرير "أريج بوادقجي" المحفزة على الإبداع والعمل الدؤوب، والساعية دوماً لإيصال المجلة لكل طفل عربي، وعملي هو تطبيق رسوم الفنانين مع نصوص الكتاب، وإخراجها بطريقة فنية، واختيار موتيفات أو أنماط خاصة بكل عدد بالنسبة للقصص والسيناريوهات، أما صفحات العلوم والتسالي والنحت الورقي وغيرها، فأخرجها إخراجاً كاملاً من حيث تصميم الصفحة والرسوم الخاصة بها، وإعطائها الجو العام الخاص بموضوعها، وفيها كانت خبرتي أكبر والتقنيات التي بين أيدينا أسهل، إضافةً إلى أنني أميلُ أكثر للأعمار التي تتوجه لها وهي من أربع إلى ثماني سنوات».

مشروع تخرجها

وعن اختلاف عملها للأطفال عن التصاميم الأخرى تقول: «عملي الموجه للطفل متميز عن عملي الحر في التصميم الغرافيكي، حيث أعود لطفولتي وما يشدني كطفلة، وما هي اهتماماتي من حيث النقوش أو الأنماط المستخدمة والألوان وطريقة تصميم الصفحة، خصوصاً أنني أتعامل مع فئة عمرية تحتاج إلى الصورة أكثر من النصوص، وأهم معايير تصميم رسوم وقصص الأطفال هي البساطة، وعدم إدخال تفاصيل تشوش الطفل، وتضيع المعنى المقصود».

وفيما يتعلق بمشروع تخرجها "أطلس سورية" الموجه للأطفال تقول: «صممته بالاعتماد على طريقة "بوب أب" في فتح الصفحات لتسهيل إيصال المعلومة للطفل إضافةً إلى التشويق والمتعة، موضوعه أن ندخل من الكون إلى الكرة الأرضية ثم إلى القارات، ومن ثم إلى "سورية" واستعراض طبيعتها، آثارها، والصناعات التي تشتهر بها إضافةً إلى أزيائها، فاعتمدت على إيصال المعلومة بطريقة الصورة والحركة الممتعة مع وجود بسيط للنصوص، وكان ذلك في شهر تموز عام 2010».

أثناء العمل

وفيما يتعلق بالمعارض التي شاركت بها تقول: «أغلب المعارض كان نتاج لورشات عمل في كلية الفنون الجميلة، ومنها مشاركتي في معرض "المركز الثقافي الألماني" عام 2009، حيث عرض لكتابة مرسومة باليد بعد ورشة عمل مع ألمانيين، وآخر في "دار البعث" عام 2009، إضافةً إلى معارض في صالات كلية الفنون الجميلة، وباختصاصي في فن الكتاب كان التركيز في هذه المعارض على أشكال الكتب الفنية، وطرق فتحها، وإدخال الكولاج والتقنيات المختلفة في رسمها».

بدورها "أريج بوادقجي" كاتبة ورئيسة تحرير مجلة "شامة" تقول: «عرفت "هبة عازر" منذ سنتين تقريباً عندما تسلمت رئاسة تحرير المجلة، وكنت أبحث عن فنان مميز لإخراج المجلة كونها موجهة للشريحة العمرية الصغيرة التي تحتاج للاهتمام بالجانب البصري، وبتكوين هوية بصرية واضحة لها، وعندما تواصلت معها لمست فيها أخلاقاً عالية جداً وهي إنسانة متعاونة، استطاعت أن تظهر أنوثتها وأخلاقها في عملها الفني، والتزامها في العمل، تهتم بتفاصيل العمل، ولا تقبل أن يخرج إلا وهو على أتم وجه، متقبلة للرأي الآخر، ولأي فكرة لتطوير العمل، هي إنسانة راقية في التعامل وتلتزم بالمواعيد وهذا شيء أساسي لإخراج مجلة تعنى بالطفولة المبكرة، لنستطيع ملامسة روح الطفل، ولكي تتحد قيم الفنان والكاتب والمخرج التي تستطيع أن تدمج كل هذه القيم الفنية والأدبية والتربوية ضمن إطار فني تربوي مميز فيه حركة وقادر على جذب الطفل، عملها مسؤولية مهمة جداً، تحاول أن تعمل على كل مادة بحنان، وليس مجرد إضافةً الرسوم والنصوص، بل هناك محبة بإخراج المواد كما أنها تهتم بأدق التفاصيل».

يذكر أنّ "هبة عازر" من مواليد "دمشق"عام 1988، تتقن العمل على العديد من البرامج مثل الـ"فوتوشوب"، "أدوب فلاش"، "أدوب إلستريتر" وغيرها، إضافةً للإخراج الفني تعمل في رسم قصص الأطفال لعدة دور نشر سورية، وفي تصميم الهوية البصرية للعلامات التجارية والمطاعم بشكل حر.