يلفت "جوان حسو" نظرَ المتلقي للمسرح وخاصةً الطفل، لأنّه يمتلك أسلوباً فريداً للإقناع على الرغم من صعوبة الشخصيات التي يؤديها، حيث يفضّل مسرح الطفل على أيّ عمل آخر، لأنّه يدرك أهميته وميزاته.

مدوّنةُ وطن "eSyria" التقت بتاريخ 26 كانون الثاني 2020 الفنان "جوان حسو" بمنزله في "جرمانا"، وتحدث عن البدايات قائلاً: «بدأ ولعي بالمسرح منذ الصغر، وأول عرض مسرحي شاركت به كان في المرحلة الابتدائية من خلال المسرح المدرسي، حينها شجعتني مدرّستي "شادية النبيشي"، ورأت في شخصيتي مشروع ممثل ناجح.

رأيته مؤخراً في تجربة درامية بعنوان "المرأة العنكبوت"، حيث بدا مهتماً بالتفاصيل، وحريصاً على أدائه وشكله أمام الكاميرا، غير ذلك فهو كريم جداً ومحب وقريب من القلب، وجعلنا نحب الحيوانات كالكلاب، حيث يهتم بهم في منزله

وبعد أن خضعت لبعض الدورات المخصصة للتمثيل، انتسبت لمعهد مسرحي خاص، وبدأت المرحلة الثانية في مسيرتي الفنية، حيث قدمت مع فرقة "اليمان" لمسرح الطفل بإشراف الفنان "زهير نعمو" عام 2008 أكثر من عرض منها "أبطال الديجتال"، "سلاحف النينجا"، "ساسوكي"، "الأصدقاء"، ومن أجمل وأصعب الشخصيات التي لعبتها في هذه العروض هي شخصية "الفهيمة الفهمانة" وهي دمية تحاكي المتلقي الطفل من وراء الستار، في عام 2009 شاركت بعرض مسرحي أيضاً للطفل بعنوان "السندباد" تأليف وإخراج "محمود عبد العزيز أحمد"، ومن ثم انتقلت إلى فرقة "أكرم عساف"، ومن خلالها شاركت بأعمال مسرحية في العديد من المدن السورية».

أثناء تصوير "المرأة العنكبوت"

رغم صعوبة العمل في المسرح الطفل، ولكن يبقى هاجس "جوان حسو" مستمراً مع هذه الفئة العمرية، وهنا يقول: «أرغب بالعمل دائماً في مسرح الطفل، وللآن عندما يأتيني نص جيد ومقبول لا أرفضه، طالما يعد مسرح الأطفال واحداً من الوسائل التربوية والتعليمية التي تسهم في تنمية الطفل، تنمية عقلية وفكرية واجتماعية ونفسية وعلمية ولغوية وجسمية، ويحمل منظومة من القيم التربوية والأخلاقية والتعليمية والنفسية، وطالما هو وسيلة هامة من وسائل تربية الطفل وتنمية شخصيته».

انتقل "حسو" فيما بعد إلى مسرح الكبار، وعمل مع وجوه فنية سورية معروفة، ويتابع القول: «انتسبت إلى جمعية "المسرح الحر" بإشراف الفنان الراحل "حسن دكاك"، وكان لي الشرف أن أشاركه بعض العروض، ولكن تبقى المحطة الأهم في حياتي هي عملي في فرقة الفنان الراحل الكبير "ناجي جبر" ولا سيّما في مسرحية بعنوان "ضيف خفيف لطيف"».

مع فرقة آشتي

أنهى "حسو" قبل فترة وجيزة تصوير ثلاثية درامية بعنوان "المرأة العنكبوت" من تأليف "عبد الرحمن تركماني"، وإخراج "محمد قسوم"، وعن دوره في المسلسل يقول: «العمل بشكل عام جريء جداً، ويطرح حالة اجتماعية ربما تطرقت إليها بعض الأعمال السابقة ولكن ليس بهذا الأسلوب وهذه الجرأة، أجسد فيه إلى جانب عدد من نجوم الدراما شخصية "وائل" الشاب الذي يعيش في كنف أمه، وزوجها، حيث لا عمل له ولا دراسة بل يأخذ مصروفه من والدته وهاجسه الوحيد هو الانتقام من زوج والدته ليقتله في نهاية الأمر».

"أمية ملص" ممثلة، قالت: «لفت نظري عندما حضرت إحدى فعاليات فرقة "آشتي" حضور "جوان" القوي على المسرح، وعندما ترك المسرح وأتى لالتقاط الصور معي بلهفة حينها عرفت حبه للفن والفنانين، وطاقته الإيجابية، ومن تلك اللحظة بدأت صداقتنا إلى اليوم هو شخص مثقف ولديه اطلاع واسع على الفن ومتابع له، وشخص يحب المسرح كثيراً».

مع الفنان غسان مسعود

وأضافت: «رأيته مؤخراً في تجربة درامية بعنوان "المرأة العنكبوت"، حيث بدا مهتماً بالتفاصيل، وحريصاً على أدائه وشكله أمام الكاميرا، غير ذلك فهو كريم جداً ومحب وقريب من القلب، وجعلنا نحب الحيوانات كالكلاب، حيث يهتم بهم في منزله».

"حسين العلي"، مهندس متابع للمسرح قال: «الفنان "جوان حسو" محبّ للأطفال، ولذلك استمر لفترة ليست بقصيرة بتقديم عروض المسرحية لهذه الفئة العمرية رغم صعوبة العمل في مسرح الطفل، حضرت بعضاً من عروضه، ورأيته متمكناً في أدواره ويستطيع جذب الطفل بأسلوبه الجميل وابتسامته الدائمة».

يشار إلى أنّ "جوان حسو" من مواليد "الدرباسية" التابعة لمحافظة الحسكة" عام 1985، وهو عضو في فرقة "آشتي" للتراث الكردي، كراقص في الصف الأول، وقدم معها العديد من العروض، مقيم في "دمشق".