جمعهم حبُّ الموسيقا والرغبة بإضفاء جوّ من الفرح على الفعاليات الثقافية والفنية المتنوّعة، ليشكلوا كورال "ألحان" الذي يتراوح عدد أفراده من خمسة وعشرين إلى ثلاثين فرداً بقيادة الفنانة "رزان القدسي" ساعين لنشر الحبّ من خلال الموسيقا.

مدوّنةُ وطن "eSyria" تواصلت مع "رزان القدسي" قائدة ومؤسسة الفرقة بتاريخ 12 كانون الأول 2019 التي تقول: «في عام 2015 بدأ كورال "ألحان" مع بداية عملي في مركز "ممتاز البحرة" للفنون في منطقة "التجارة"، بدأنا بإمكانيات بسيطة وكنا نتدرب في المركز باستخدام آلتي الأورغ والعود، ثمّ انضمّ لنا عدة طلاب موهوبين من المركز قمت بتدريبهم على آلة العود بالإضافة إلى تعليم الصولفيج الأسبوعي لكلّ الطلاب العازفين والمغنين، ومع مرور الوقت انضم من أصدقائي للفرقة عازفو كمان وناي وإيقاع وهم محترفون يعزفون في عدة فرق لكن الجو العائلي والمحبة التي تربطنا جعلت من فرقتنا المحببة والمفضلة على قلوب كل منهم، حيث انضم لنا على التتالي عازف الإيقاع "علي يوسف"، والكمان "مأمون مرعشلي" والناي "جميل صبوح"، والرق الطالب "محمد علبي"، وهو بالأساس من المغنين في الفرقة وتحول إلى العزف، والطالبة "هيا المنجد" على العود، وتكاملت الآلات الموسيقية تباعاً في المركز وأهمها "البيانو" الذي أستخدمه بشكل رئيسي في تدريبات الصوت والغناء، حيث تلقينا كل الدعم من طاقم المركز منذ البدايات وحتى اليوم، كما أن بعض الطلاب الذين كانوا في مقتبل العمر عند بداية الفرقة أصبحوا اليوم طلاب جامعات، حيث تتنوع أعمار أفراد الفرقة بين 4 و40 عاماً».

كورال "ألحان" هو دائرة من الحب لأنه يضم أعماراً مختلفةً وثقافات مختلفةً وشهادات دراسيةً متنوعة، يجمعهم حب الموسيقا والحياة استطاعت مؤسسته أن تصنع الحب فيما بين أفراده، وهذا هو دور الفن أن يصنع حب، والهدف الأساسي من الفرقة هو التعبير عن الحب من خلال الموسيقا

وعن مشاركات ونشاطات الفرقة تقول: «لنا حضور دائم في كافة فعاليات المركز، معارض الرسم، النحت والتصوير، كما نشارك في افتتاحات الصالات الفنية الجديدة، والمعارض في المراكز الثقافية، ولنا العديد من المشاركات مع الجمعيات والمبادرات الإنسانية، منها حفل مقدم على مسرح وزارة الداخلية في مناسبة "يوم مكافحة المخدرات"، ومشاركة ضمن فعاليات وزارة السياحة في إنشاء "حاضنة تراثية للحرف اليدوية"، وافتتاحات معارض رابطة "الفنانين التشكيليين الفلسطينيين"، ومؤخراً مع جمعية "خريجي التجارة والاقتصاد" في الاحتفال باليوبيل الماسي لتأسيسها، كما ظهر العديد من أفراد الفرقة في مقابلات تلفزيونية على قناتي "سورية دراما" و"التربوية السورية"، إضافةً إلى مشاركتنا في معرض للمركز أقيم بالتعاون مع صالة "ألف نون" بعنوان "سورية والسلام" غنينا فيه أغاني المحبة والسلام والوطن وعرض في "بلجيكا" على شاشات مؤتمر خاص بالسلام، ونحاول ألا نتأخر عن الوجود في كل مكان مهما كان صغيراً فهو يجمعنا بمن يكملنا ونكملهم، فالموسيقا والفن التشكيلي توءمان تجمعهما روح الحب والإنسانية، ونحن نزرع الحبّ أينما وجدنا».

من معرض فني في صالة "الرواق"

وفيما يتعلق بهدف الكورال ونوعية الأغاني المقدمة تكمل قائلةً: «هدفنا إضفاء جو الفرح والمحبة في المكان الذي نوجد فيه، وهذه هي الغاية الأسمى من وجودنا، كما أهدف شخصياً إلى غايتين بعيدتي المدى، وهما جعل الموسيقا واللحن عنصراً أساسياً في الفعاليات الفنية والإنسانية لما تحدثه الموسيقا المرافقة من أثر كبير في إيصال الفكرة من هذه الفعالية الفنية عبر الأغاني المختارة سواء أكانت وطنية، طربية أم تراثية، والهدف الثاني وهو الأسمى أن أترك في ذاكرة اليافع أو الشاب بصمةً عبر اللحن والكلمة، البصمة الإنسانية والنفسية التي ترتقي به وبمشاعره مستقبلاً إلى مستويات إنسانية عالية، ولن ننسى الظروف المحيطة القاسية التي مرت بها نفوس شبابنا ويافعينا في الأعوام الماضية وما حملته من أسى حيث لا بدّ من وجود تيار معاكس يدفع بهم إلى الأمام، هؤلاء الموهوبون الذين نشؤوا في زمن الحرب و حتى العازفين المحترفين، شكلت التدريبات والبروفات أوقاتاً محببة لهم، لأن الحب والطفولة والموسيقا توليفة فريدة يجب أن تثمر».

من جهتها "هيا المنجد" (16 عاماً)، أحد أفراد الفرقة تقول: «انضممت للكورال عندما كنت في الثانية عشرة من العمر بالمصادفة عندما كنت أرسم في مركز "ممتاز البحرة"، سمعت عزف قائدة الفرقة "رزان" على العود، وانجذبت لعزفها الرائع، وعندها قررت تعلم العزف والدخول في مجال الموسيقا، وحالياً أعزف على آلة العود مع الفرقة، ومن خلال مشاركتي في الكورال استفدت كثيراً حيث تعلمت الغناء بالطريقة الصحيحة، وقراءة النوطة (الصولفيج) والعزف على آلة العود، لكن الأهم من كل ذلك أنني تعلمت المحبة والتعاون، والتعامل مع الجميع بحب، والتصرف مع بعضنا كعائلة هو أساس نجاح الفرقة، شاركت معهم بالكثير من الفعاليات المهمة منها حفلة خاصة بالفرقة في المركز الثقافي في "العدوي"، وأخرى في المركز الثقافي "أبو رمانة"، إضافةً إلى حفل في "التكية السليمانية"، وآخر في جمعية "خريجي التجارة والاقتصاد"، وغيرها الكثير، نحن لسنا كالفرق الأخرى لنا نكهتنا الخاصة وابتسامتنا الخاصة، لا نكتفي بما حققناه من مشاركات، و نطمح للمزيد».

الفنانة "رزان القدسي"

بدوره التشكيلي "معتز العمري" المتابع لنشاطات الفرقة منذ تأسيسها يقول: «الكورال الذي أسسته الفنانة "رزان القدسي" في المركز التربوي "ممتاز البحرة" والمكون من مجموعة من أطفال وطلاب المركز، الذين دربتهم بشكل جيد وقريب للأكاديمي من خلال الصولفيج والنوطة وتعدد الآلات الموسيقية المستخدمة كونت فرقةً جميلةً تميزت بحس طفولي نقي تشارك بتقديم الأغاني في المعارض الفنية لتشكل حالة جمالية تكمل الصورة بالمشاهدة للوحة والاستماع للموسيقا، وهذا شيء جميل بأن يكون هناك ربط بين الموسيقا والفن التشكيلي لأنهما مرتبطان فالأغاني تحفز الجمهور المتلقي وتخلق حالة من المتعة البصرية والسمعية، والفضل للفنانة "رزان" وجهودها المبذولة لتحقيق الجمال والحب وللفنان "موفق مخول" الداعم لهذا النشاط منذ بداياته».

الفنان "موفق مخول" مدير مركز "ممتاز البحرة" للفنون يقول: «كورال "ألحان" هو دائرة من الحب لأنه يضم أعماراً مختلفةً وثقافات مختلفةً وشهادات دراسيةً متنوعة، يجمعهم حب الموسيقا والحياة استطاعت مؤسسته أن تصنع الحب فيما بين أفراده، وهذا هو دور الفن أن يصنع حب، والهدف الأساسي من الفرقة هو التعبير عن الحب من خلال الموسيقا».

من فعالياتهم

يذكر أنّ "رزان القدسي" مؤسسة الكورال من مواليد "دمشق" عام 1974 حائزة على إجازة في الآداب قسم اللغة الإنكليزية ودبلوم تأهيل تربوي وخريجة معاهد "شبيبة الأسد" للفنون.