اهتدت إلى عالم الفنّ التشكيليّ بموهبتها الكبيرة التي ظهرت منذ سنّ صغير، وهي صاحبة التجارب الفنية الجماعية والفرديّة العديدة التي تعود لمدارس تشكيلية متنوّعة بطريقتها المتناغمة، لتنشر موهبتها في كل مكان، وخاصّة بعدما صقلتها بالدراسة الأكاديميّة.

مدوّنةُ وطن "eSyria" التقت الفنانة "هناء العقلة" بتاريخ 4 كانون الأول 2019، فقالت عن بداية تجربتها: «في المرحلة الابتدائية أذكر تماماً اهتمام معلماتي بموهبتي الفنية، وتشجيعهم لي للمشاركة في المسابقات التي كانت تقام على مستوى المدرسة والمحافظة "دمشق" والقطر، حيث كنت دائماً مكرمةً كرائدة في مادة الرسم، فالرسم كان موهبتي التي تشغل الحيز الأكبر من اهتماماتي، وقد شاركت في مسابقة عن السلام في العاشرة من عمري تقريباً، وقد لفتت رسوماتي انتباه المشرف فشجّعني بقوله لي: (أنت فنّانة)، فكان أوّل من أنار لي طريق الفن. استمر شغفي في المرحلتين الإعدادية والثانوية كذلك، وبكل إصرار على التعمّق في عالم الفن، دخلت كليّة الفنون الجميلة - قسم الاتصالات البصريّة، وتخرجت عام 2013، إذ إنّني لم أخضع لدورات في الرسم واكتفيت بالتدريب المستمر والبحث وتغذية ذاكرتي البصرية بمتابعة فناني الداخل والخارج، فاشتركت بالكثير من المعارض الفنية ومنها معرض "الربيع" عاميّ 2013 و2016، المنظم من اتحاد الفنانين التشكيليين السوريين في مركز "ممتاز البحرة" للفنون، ومعرض "عين على سورية" مع تجمع "فناني فلسطين" عام 2014 في خان "أسعد باشا"، ومعرض خماسي بعنوان "زوايا" عام 2014 في صالة "الشعب"، ومعرض "يوم الأرض" عامي 2015 و2016، ومعرض "غبار" عام 2015 في المنتدى الثقافي "العراقي"، ومعرض "أمل في الألم" عام 2015 في دار "السلام"، ومعرض "اللوحة الصغيرة" عام 2016 في في "اللاذقية"، ومعرض "نسائيات مبدعة " عام 2016 في صالة "لؤي كيالي"، وغيرها الكثير، بالإضافة إلى معرضي الفردي الأول بعنوان "مرايا"».

بالنسبة للمواد المستخدمة في أعمالي، بداية كان يروق لي استخدام الألوان الزيتية، ثم انتقلت لألوان الأكرليك ثم دمجتهما معاً، ومع الزمن قمت بالبحث عن مواد وتقنيات جديدة تضيف لعملي الفني وتساعدني على تخديم فكرتي، فقمت بإدخال مواد عديدة منها الرمال والكولاج، ولا أميل لنمط محدّد في اتجاهات الرسم ومدارسه، لكن يغلب الحس التعبيري على لوحاتي مع بعض من الواقعية والسريالية

وعن الألوان والمواد المستخدمة، أضافت: «بالنسبة للمواد المستخدمة في أعمالي، بداية كان يروق لي استخدام الألوان الزيتية، ثم انتقلت لألوان الأكرليك ثم دمجتهما معاً، ومع الزمن قمت بالبحث عن مواد وتقنيات جديدة تضيف لعملي الفني وتساعدني على تخديم فكرتي، فقمت بإدخال مواد عديدة منها الرمال والكولاج، ولا أميل لنمط محدّد في اتجاهات الرسم ومدارسه، لكن يغلب الحس التعبيري على لوحاتي مع بعض من الواقعية والسريالية».

الفنانة "هناء العقلة" في معرضها الفردي بعنوان "مرايا"

عنها قال الفنان التشكيلي "عصام درويش": «"هناء" فنانة مجتهدة، وهي من القلة الجادة في المشهد التشكيلي الشاب في "سورية"، والتي أولت أحداث بلدها اهتماماً في لوحتها، وتأثرت بما يجري حولها من أحداث ولم تطمر رأسها بالرمال متناسية هول ما يجري بحجة المحافظة على الجماليات، وهو موقف يسجل لها، ويميّزها عملها الدؤوب والجاد، وتقديمها لنفسها من خلال فن راقٍ في ظل ظهور العديد من مشوّهي الفن في الساحة التشكيليّة. أما معارضها الجماعية فهي إضافة جيدة وفرصة للمقارنة والاستفادة من الحوار بشكل يؤثر إيجاباً في تحسين القدرات الفنية».

أماّ الفنّان التشكيلي "بشير بشير" فقال: «أقحمت الفنانة "هناء" نفسها في الوسط الفني التشكيلي بوقت قصير، وذلك لما تقدّمه للوحة الفنية من حيث الفكرة والموضوع والتكوين والتوازن اللوني بما ينسجم مع الواقع، فلديها نضج فكري فني مملوء بالحب لفنّها، إذ تميّزت بأسلوبها الخاص الذي ينم عن جرأة تامة في طرح المواضيع وتحويرها إلى أشكال تشبه الواقع لكن في طرح جديد ومتقن، كما ترتقي بتواضعها وإصرارها إلى تقديم الأفضل والأكثر تميّزاً».

الفنان التشكيلي "عصام درويش"

الجدير بالذكر أنّ الفنانة "هناء العقلة" من مواليد "دمشق" 1990.

إحدى لوحاتها - المدرسة السريالية