ولدت محبة الموسيقا في داخله منذ الصغر، ليكبر هذا الشغف ويتحول إلى موهبة، متبلوراً بخبرة واحتراف وعلاقة وطيدة مع آلة "الكونترباص".

مدونة وطن "eSyria" تواصلت بتاريخ 14 حزيران 2019، مع الفنان "باسم الجابر" ليحدثنا حول بداياته بالقول: «قرّر والدي أن يجلب لنا آلة "الأوكورديون" ذات الحجم الصغير إلى المنزل رغبةً منه في توجيهنا لتعلّم وحب الموسيقا، أغرمت بها وأردت تعلّم العزف عليها، فعزفت بعض الأغنيات المعروفة، ثم أخذت دروساً في تعلّم النوتة الموسيقية، وعندما أصبح عمري 20 سنة قررت أن أتابع دراستي الموسيقية في المعهد العالي في "دمشق"، وبعد زيارتي الأولى له علمت بأنه لا يوجد فيه اختصاص "أوكورديون"، فتوجهت إلى صف "الكونترباص" لأخذ فكرة عن هذه الآلة؛ حيث سحرني صوتها، فبدأت دراستها والمشوار الاحترافي فيها مع مجموعة من الأساتذة المختصين، وأثناء دراستي شاركت في العديد من ورشات العمل في "سورية" وخارجها كـ"إيطاليا" و"إسبانيا" وغيرهما من الدول مع نخبة من أهم عازفي "الكونترباص" في العالم، وهنا بدأ مستواي الفني يتطور تطوراً ملحوظاً بسبب الاحتكاك مع عدة مدارس أوروبية، ثم شاركت مع العديد من الأوركسترات السمفونية في "أوروبا" والوطن العربي، وبعد التخرّج في المعهد العالي عام 2007، قمت بتدريس آلة "الكونترباص"، وأصبحت العازف الأول لمجموعة عازفي هذه الآلة في الأوركسترا السمفونية الوطنية السورية. أما عن مشاركاتي في مجال الموسيقا العربية، فقد عزفت مع الفرقة الوطنية للموسيقا العربية في "دمشق"، والأوركسترا العربية اللبنانية وفرقة السيدة "فيروز"، والفنان "زياد الرحباني" وغيره، وفي عام 2012 انتقلت إلى "الأردن" بدعوة من المعهد الوطني للموسيقا في "عمان" لتدريس الآلة والعزف مع الأوركسترا الأردنية، وخلال تلك المرحلة شاركت مع مجموعة من العازفين الإيطاليين المحترفين بموسيقا الجاز بتسجيل ألبومات موسيقية حصل أحدها على جائزة واحد من أهم عشرة ألبومات لموسيقا الجاز في مهرجان عالمي في "إيطاليا"، وشاركنا بعدها بعدة مهرجانات في "إيطاليا" و"الأردن"، وفي سنة 2018 عدت إلى "سورية" وبدأت العزف مجدداً مع الأوركسترا السمفونية والأوركسترا الشرقية».

الفنان "باسم الجابر" محترف، كان لي شرف مشاركته في حفل أوركسترا "شام" الإيقاعية نظراً إلى مستواه الفني العالي، كما أنه يمتاز باجتهاده واستمراره بالتمارين المكثفة، وعنايته بالتفاصيل الموسيقية، واستثنائي في إبداعه بمختلف الأنماط الموسيقية؛ كالكلاسيكية، والجاز، والشرقية، وهو غيور على الموسيقا السورية، وحريص على تقديم الأفضل أينما وجد

ويكمل: «بخصوص الواقع الفني، فإن موضوع الأوركسترا السمفونية التي تعدّ الواجهة الحضارية لأي بلد لاحظت بعد عودتي إلى "سورية" بأن بعض الأكاديميين قد تركوا هذه الأوركسترا بسبب الشروط القاسية الموضوعة في عقودها، وأودّ أن أشير إلى ضرورة أخذ الاستشارات من الاختصاصيين قبل وضع أي صيغة للعقود؛ كي لا يكون القرار فردياً لأنه يدفع إلى سفر الأكاديميين إلى الخارج، أو اللجوء إلى المعاهد والمدارس الخاصة؛ وهو ما أدى إلى هبوط كبير في مستوى الأوركسترا؛ لذا يجب إعادة صياغة العقود، ورفع أجور العازفين ليتمكنوا من التفرّغ التام للعزف، وإيفادهم إلى الخارج لتحسين مستواهم الفني.

الفنان "باسم الجابر" برفقة "زياد الرحباني" في إحدى الحفلات

وبما يتعلق بموضوع الموسيقا والإعلام، فيجب توجيه البوصلة لنشر الموسيقا الجادة ذات القيمة الفنية العليا والتراثية الفلكلورية التي نعتزّ بها حتى لا تندثر وتستمر؛ لأنها جزء من تاريخنا والابتعاد عن أي مصالح في إظهار المغنّي أو العازف على الشاشة بانتقاء الجدير في هذا الظهور».

الموسيقي "علي أحمد" عنه يقول: «الفنان "باسم الجابر" محترف، كان لي شرف مشاركته في حفل أوركسترا "شام" الإيقاعية نظراً إلى مستواه الفني العالي، كما أنه يمتاز باجتهاده واستمراره بالتمارين المكثفة، وعنايته بالتفاصيل الموسيقية، واستثنائي في إبداعه بمختلف الأنماط الموسيقية؛ كالكلاسيكية، والجاز، والشرقية، وهو غيور على الموسيقا السورية، وحريص على تقديم الأفضل أينما وجد».

من حفل إيطاليا لمشروع ألبوم "الأمل"

يذكر، أن الفنان "باسم الجابر" من مواليد "دمشق"، عام 1979.

من مهرجانات "بعلبك" مع الأوركسترا اللبنانية للموسيقا الشرق عربية