كانت الريشة وأدوات النحت ترافقه منذ سنوات طفولته، ولم تفارقه حتى اللحظة، وبأدواته البسيطة أخذنا إلى عالم النحت من خلال منحوتاته التي حاكت الطبيعة وصفاتها.

مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 11 نيسان 2019، التقت النحات "منتجب يوسف" ليتحدث عن بداياته، فقال: «منذ سنوات طفولتي الأولى لم أذكر أنني بقيت من دون الرسم، وكان متاحاً لنا بسبب البيئة المحيطة؛ فمن الطبيعي أن نجرّب العمل بالصلصال لكونه متوفراً، ولأنني ابن بيئة ريفية من مكونات طبيعتها الحجارة والصخور والخشب، فقد بدأت التجارب على الخشب بأدوات بسيطة جداً.

حصلت على الجائزة الثانية للنحت في مهرجان الثقافة والفنون في "دمشق" عام 2004، وجائزة لجنة التحكيم في معرض الشباب السابع عام 2012

كان حبي للطبيعة بما تحتويه من ألوان وأشكال وتكوينات من حيوانات وحشرات ونباتات دور كبير في تطور الموهبة تطوراً كبيراً من خلال ملاحظة التفاصيل الدقيقة ومتابعتها، ومحاولة تقليدها ومحاكاتها.

من منحوتاته على الرمل

وفي مراحل لاحقة اعتمدت استحضار الحيوانات والحشرات بأسلوب خاص يظهر جمال تكوينها وحركاتها وشخصية كل منها، وطباعها التي تشبه إلى حد كبير طباع البشر وصفاتها، وتشترك معهم فيه، والتي طالما استخدمت منذ القدم للتعبير عن القوة والشجاعة والأصالة والغدر والوفاء، وتتعدد الصفات».

ويتابع عن دراسته: «كان نصيبي الطريق الأطول والأصعب باختيار معهد الفنون لدراسة النحت بدلاً من كلية الفنون الجميلة، وكان له الفضل بالتعرف إلى فن النحت وأدواته وخاماته ومدارس الفن واتجاهاته، والتجريب على معظم الخامات والمواد الطبيعية والصناعية المستخدمة فيه، فالنحت تجسيد لأفكار وخواطر تراود الفنان، فيستخدم أدواته ليعبر عنها، وتصبح واقعاً ملموساً أمامه».

النحت بواسطة الأسلاك

أما عن المعارض التي شارك بها، فيضيف: «منذ عام 2001، وحتى هذا التاريخ، كانت لي مشاركات عديدة في معارض متنوعة، بعضها في مجال النحت على الحجر، وبعضها في النحت على الخشب، والنحت على الرمل حتى بلغ عددها اثنين وعشرين معرضاً متنوعاً، وأذكر منها: "ملتقى مدينة المعارض"، و"ملتقى حمص، والزبداني، وجبلة"، وملتقى "أغافي" للنحت على الحجر، إضافة إلى "ملتقى إبداعات شبابية"، و"الشباب الأول للنحت على الخشب"، وصولاً إلى "ملتقى السلام والمحبة للنحت على الخشب"، و"الملتقى الاحترافي للنحت على الرمل" عام 2007.

معارض وملتقيات كثيرة كانت تضفي على مسيرتي مزيداً من النجاح والثقة، والتعرف أكثر إلى عالم الحجر والخشب».

في مشغله

وعن الجوائز التي حصل عليها، يتابع: «حصلت على الجائزة الثانية للنحت في مهرجان الثقافة والفنون في "دمشق" عام 2004، وجائزة لجنة التحكيم في معرض الشباب السابع عام 2012».

وعن أعماله حالياً، يقول: «أعمل مرمماً في المديرية العامة للآثار والمتاحف "المتحف الوطني" في "دمشق"، إضافة إلى متابعة العمل بالفن في مشغلي الخاص، والعمل في مجال تنفيذ الديكور في بعض الأعمال التلفزيونية والمسرحية».

الفنان "شادي موسى" عنه يقول: «"منتجب يوسف" فنان لديه ملكة فنية متميزة في مجال النحت، وهو يسعى دائماً إلى تطوير عمله الفني نحو الأفضل ليعطي صورة جمالية فنية متقنة، تجمعني مع "منتجب" صداقة جميلة أعتزّ بها لكونه بالدرجة الأولى إنساناً خلوقاً جداً، وفناناً متميزاً، ولفتني في شخصيته صبره وجلده، وهذا يظهر من خلال النظر إلى أعماله والتمعن بها، وأيضاً إصراره في وضع بصمته الخاصة على الساحة التشكيلية السورية».

يذكر، أن "منتجب يوسف" من مواليد محافظة "حماة" ناحية "عين الكروم" عام 1979، يقيم ويعمل في "دمشق".