عشق الفن منذ نعومة أظفاره، فصنع عالمه الموسيقي والغنائي والتشكيلي عبر توليفة من الموشحات الأندلسية والتراثية الدمشقية الأصيلة، وعبّر من خلالها عن مكنوناته بالألحان الممزوجة بتفاصيل الحارات الدمشقية التي مزجها بريشته وألوانه.

مدونة وطن "eSyria" التقت الفنان الموسيقي "هيثم الحامض" بتاريخ 13 نيسان 2019، ليحدثنا عن مسيرته الفنية بالقول: «نشأت وترعرعت بين أحضان البيئة الدمشقية الغنية بمقومات الفن بكل تفاصيلها، فضمن حيّ "الشاغور" الدمشقي أبصرت عيناي النور عام 1959 ضمن أسرة محبة للفن، فوالدي كان يعزف على آلتي العود والكمان، إضافة إلى موهبة الخط العربي، ومن شدة حبي وتعلقي بوالدي تعلمت العزف على آلة العود وأتقنته بسنّ مبكرة، ففي المرحلة الابتدائية كنت التلميذ الوحيد الذي يتقن العزف على آلة موسيقية في تلك المرحلة، وكنت أشارك بالحفلات المدرسية، وأنتقل من مدرسة إلى أخرى بهدف العزف والغناء، كما شاركت لمدة ثلاث سنوات ببرنامج "نادي الأطفال" التلفزيوني للمذيعة "باسمة زنبقة"، وبرنامج "نادي الهواة" بقيادة الفنان "صبحي جارور". هذه التجارب أضافت إلى موهبتي الشيء الكثير وصقلتها، وفي المرحلة الإعدادية اتجهت إلى الرسم والخط العربي، وكان لوالدي أيضاً دور كبير بتعلمي الخط العربي، فقد علمني طريقة بري القصبة الخاصة بالكتابة، والمبادئ الأساسية لكتابة الخط العربي، فبدأت البحث عن أعمال الخطاطين كـ"ممدوح الشريف" و"محمد بدوي الديراني"، وكنت أجلس ساعات طويلة لأمتع نظري بسحر الحرف وليونته، وأراقب الخطاطين بكل شغف لأتعلم من فنهم الراقي، إلى درجة أنني بدأت تقليدهم، وبدأت رسم الحروف بطريقة بسيطة على أوراق دفاتر المدرسة. وفي أثناء الخدمة الإلزامية تعرفت إلى العديد من الفنانين التشكيليين والخطاطين، أمثال: "محمود شيخوني"، و"مصطفى علي"، وغيرهما، وقدموا الكثير من خبرتهم ومعرفتهم الفنية بأساليب الخط العربي وتقنياته، وأصول المدارس الفنية المتنوعة، فكنت ألتقط صوراً للحارات الدمشقية وشوارعها كافة، وأقوم برسمها بألوان الزيتي والمائي بهدف توثيقها بلوحات فنية تبعث التفاؤل والفرح وتجسد البيئة الدمشقية الأصيلة، ومن خلال أعمالي أسعى للوصول إلى تشكيلات فنية متنوعة تنتج عناصره الفنية التشكيلية من فن العمارة الدمشقية والزخارف القديمة، ومشاهد الحياة اليومية التي جسدتها بريشتي وألواني».

بدأ العمل مع الفنان "هيثم الحامض" بفرقة "الدراويش السورية" عام 2006، فهو فنان محترف بالعزف على آلتي العود والقانون، امتلك صوتاً جميلاً وعزفه ساحر، فقد أنشد العديد من الأغاني الدمشقية القديمة والتراثية من خلال نشاطات الفرقة في "دمشق"، و"الشارقة"، و"بيروت"

وعن الموسيقا تابع: «هي شفاء للنفس وغذاء للروح، وملهمة للفنان ومفككة للأحزان وباعثة للفرح، ولشدة حبي وشغفي بأنغامها وبحثي الدائم عن الجديد والمختلف، تعلمت العزف على آلة القانون، حيث تتلمذت على يد الموسيقي "ميشيل عوض"، ودرست القانون بأسلوب أكاديمي، وتعلمت الصولفيج، وبدأت أعزف العديد من الأغنيات عليها، وعلى الرغم من تعلمي العزف وإتقانه، إلا أن العود كان الآلة الأقرب إليّ، فهناك تناغم وانسجام بين أناملي وأوتاره، وتعرفت إلى عازف الإيقاع "محمد جمال السقا"، وألفنا فرقة "الدراويش السورية"، وكنت عازف القانون في الفرقة، حيث كنا نرتدي اللباس التقليدي للدراويش، ونقوم بعزف وتدوين نوتات الموشحات الدينية والأندلسية، إضافة إلى الأعمال الموسيقية التراثية الدمشقية والفنية الأصيلة من أغنيات وأيقونات دمشقية قديمة، مثل: "خالي يا خالي"، و"صلوا معانا"، وذلك بهدف إعادة إحياء التراث الثقافي والفني وإظهاره بالمظهر الحضاري الراقي، وحفظه من النسيان والضياع، وأقمنا العديد من الحفلات داخل "سورية" وخارجها، وسجلنا "ميلوية" وموشحات أندلسية بمحطة "نور الشام" لمدة ساعتين ونصف الساعة، بطريقة جماعية مزجت بين الموسيقا والإنشاد الجماعي، وتناغم الصوت مع الموسيقا لتجسيد التراث الدمشقي وإحياء الأغاني الدمشقية الأصيلة».

من لوحاته التشكيلية لمدخل قلعة دمشق

وحدثنا المنشد "مصطفى كريم" عن الموسيقي "هيثم الحامض" بالقول: «هو عازف ومغنٍّ محترف غير ممتهن للفن، أوقف فنه للهواية والاستجمام وتلطيف أجواء الصحبة والأصدقاء، اتصف بالتواضع والأدب وحسن الخلق. وهو من الفنانين الذين امتلكوا مواهب متنوعة بعدة تخصصات، فهو يعزف على آلتين: الأولى القانون، وتعدّ هذه الآلة رأس الآلات وتتوسط التخت الموسيقي لما لها من قيمة موسيقية، وقلما يغني مع هذه الآلة لأنها تحتاج إلى تركيز عالٍ. والآلة الثانية العود التي أتقن العزف عليها منذ الصغر؛ فقد امتلك موهبة العزف والغناء على آلتي القانون والعود، وكان يتمتع بدقة في الأداء ويتناغم معهما، وإن امتلك المؤدي والعازف هذا التناغم، فهو دليل على قمة التركيز والعطاء؛ وهذا ما وجدته ورأيته لدى الفنان والعازف "هيثم"، فهو مطرب يمتلك بجعبته مخزوناً ثقافياً وفنياً كبيراً، إضافة إلى أنه خطاط ورسام، وهناك مواهب أخرى وعطاءات قدمها بفنه على عدة صعد».

الفنان المنشد "عمر السروجي"، حدثنا عنه قائلاً: «بدأ العمل مع الفنان "هيثم الحامض" بفرقة "الدراويش السورية" عام 2006، فهو فنان محترف بالعزف على آلتي العود والقانون، امتلك صوتاً جميلاً وعزفه ساحر، فقد أنشد العديد من الأغاني الدمشقية القديمة والتراثية من خلال نشاطات الفرقة في "دمشق"، و"الشارقة"، و"بيروت"».

فرقة "الدراويش السورية"
أثناء تكريمه في إحدى مشاركاته الفنية