تمسكت بشغفها وأرادت أن تحوله من فكرة إلى أعمال ملموسة تحاكي اهتمامات الجمهور السوري، فكان لها حضورها على خشبة المسرح، وفي السينما أيضاً.

مدونة وطن "eSyria" تواصلت بتاريخ 3 آذار 2019، مع المخرجة والمؤلفة "غفران ديروان"، لتحدثنا عن مشوارها الفني بالقول: «منذ صغر سنّي أحب السينما والمسرح، ففي المدرسة كانت هوايتي تأدية الأدوار في المناسبات والمسرحيات التي تقام خلال العام الدراسي، وفي دروس اللغة الإنكليزية كنا نستغل الحوارات الموجودة في الكتب لتأديتها كمشاهد درامية مع الطلبة، وعندما كبرت وضعت نصب عيني هدف القيام بمشروع له علاقة بالفن، وأول فكرة راودتني كانت كتابة قصة فيلم قصير، وحاولت أن أجمع الفريق لإنجازه، في البداية كان كل شيء على ما يرام، وفيما بعد اختل إتمامه لعدم التزام الفريق بذلك، وفي أثناء دراستي للغة الإنكليزية بجامعة "دمشق"، كان هناك مجموعة من الطلاب يقومون بتأدية مسرحيات باللغة الإنكليزية، فأعجبتني فكرة المسرح بهذه اللغة، وأخبرنا دكتوراً في الجامعة حينئذٍ أننا نستطيع أن نتقدم للتمثيل في مسرحيات جامعية، فتقدمت ونجحت وحصلت على هذه الفرصة التي كانت الأولى لي على خشبة المسرح، وأعدّها مهمة في حياتي؛ لكونها صقلت شغفي المسرحي، وكسرت حاجز الخجل من عيون الجمهور الذي يشاهدني، وبعد ذلك اتجهت إلى المركز الثقافي البريطاني، واتبعت دورة تتعلق بعلوم الدراما، وحصلت من خلالها على فرصة للعمل على مسرحية منحتني دوراً أكبر من كتابة "أجاثا كريستي"، وتتالت بعدها التجارب، لأقوم فيما بعد بمسرحية باللغة العربية مع جمعية "نحنا" الثقافية، باسم: "تحت جسر الثورة"، وعرضت على مسرح "الحمراء" في "دمشق" ضمن مهرجان الجمعية حينئذٍ.

ما يميز "غفران" طموحها وشغفها، واستثمارها لكل محطة نجاح في حياتها؛ وهذا ما جعلها تكون حاضرة في ميادين عديدة، كالإخراج، والتأليف، والمسرح، والترجمة، ولم تكتفِ فقط بالحضور، بل كانت حريصة على ترك بصمتها في أي محطة تعبر بها في حياتها المهنية، وفي السينما على وجه الخصوص كانت السورية التي حاكت أوجاع وطنها من خلال فيلمها "عشى ليلي"

أما بالنسبة للسينما، فقد عملت في البداية كمساعد "مونتير" مع مخرج فرنسي، وفيما بعد تعاونت في "سكريبت" مع مخرج إيراني، لأعمل فيما بعد بالإعداد، وشاركت في ورشة عمل كان نتاجها فيلمي الأول "عشى ليلي"، وعندما لاقى استحساناً من الجمهور، بدأ التشجيع بأن أشارك به في مهرجانات خارجية، وفكرته تتمحور حول الحرب السورية بأسلوب رمزي من خلال أيادٍ تتعارك على سفرة طعام، شاركت فيه بمهرجان "خطوات" في "اللاذقية"، وفي "لبنان، ومصر، والسودان، وألمانيا، وأميركا"، وهذا الفيلم أعدّه الخطوة التي قدمتني إلى الجمهور المتابع ووسائل الإعلام، وعندما ذهبت إلى "لبنان" من أجل الفيلم، شعرت بفرحة تمثيلي لبلدي "سورية" من خلال فيلم نال إعجاب الجمهور اللبناني».

"غفران ديروان" في المسرح

وتكمل: «توقفت لفترة عن النشاط في مجال الفن، واتجهت نحو الترجمة لكونها مجال دراستي الجامعية، لأعود فيما بعد من خلال فيلم "بالمناسبة"، وفكرته كيف تقيد المناسبة الأشخاص في حياتهم الاجتماعية وتجبرهم على ارتداء وجوه غير وجوههم ليتكيفوا مع الحياة. والفيلمان "عشى ليلي"، و"بالمناسبة"، اللذان ينتميان إلى فن السينما التجريبية أنجزا بإمكانات مادية ضعيفة؛ كنا نتعاون كفريق كامل لإنجازه النهائي، وكل منا أدى مهمته من مساعد المخرج إلى الفنيين وغيرهم، فالصعوبات كانت تكمن في عدم وجود شركة داعمة لهذه المشاريع، لكننا استطعنا إنجاز الأفلام بكل محبة وشغف؛ لكوننا نعشق ما نصنع، فداخل كل شخص بذرة موهبة يمكن أن تكون فنية أو فكرية تستلزم منا البحث عنها، وعند إيجادها علينا التمسك بها وتجاوز الصعوبات كلها، وللنجاح في هذه الحالة طعم مختلف، والشباب السوريون يمتلكون فكراً متقداً، وحتى لو نقصتنا الإمكانات، فنحن قادرون على الخروج من الألم إلى الحياة وصنع المستقبل المشرق».

"عماد الشامي" كاتب وصديق "غفران" ومطلع على أغلب نشاطاتها، عنها يقول: «ما يميز "غفران" طموحها وشغفها، واستثمارها لكل محطة نجاح في حياتها؛ وهذا ما جعلها تكون حاضرة في ميادين عديدة، كالإخراج، والتأليف، والمسرح، والترجمة، ولم تكتفِ فقط بالحضور، بل كانت حريصة على ترك بصمتها في أي محطة تعبر بها في حياتها المهنية، وفي السينما على وجه الخصوص كانت السورية التي حاكت أوجاع وطنها من خلال فيلمها "عشى ليلي"».

الملصقات الإعلانية لفيلمي "عشى ليلي" و"المناسبة"

يذكر، أن "غفران ديروان" من مواليد محافظة "دمشق" عام 1981، خريجة قسم الترجمة من كلية الآداب في جامعة "دمشق".

من التحضير لأحد الأعمال