بعشق كبير للموسيقا، ودراسة متعمقة لفنونها، استطاع عازف الفيولا "محمد زغلول" أن يشارك في العديد من المهرجانات المحلية والعربية والدولية، ويقف على أهم المسارح في العالم، ويعزف مع أشهر قادة الأوركسترا من عرب وعالميين، مسخراً حياته للموسيقا، ومثّل نموذجاً حقيقياً للإنسان المبدع بموهبته.

مدونة وطن "eSyria" تواصلت معه عبر مواقع التواصل الاجتماعي بتاريخ 18 آب 2018، وعن موهبته يقول: «بدأت دراسة الموسيقا في عام 1983 وكان عمري ثماني سنوات، اصطحبني والدي -رحمه الله- إلى المعهد "العربي للموسيقا"، معهد "صلحي الوادي" حالياً، ودخلنا إلى مكتب الأستاذ "صلحي الوادي"، ودار الحديث عن ضرورة تعليم الموسيقا للطفل، وتدعيم الموهبة، وتقدمت لامتحان القبول حينئذٍ، وكان رئيس اللجنة، وبدأت دراستي في المعهد، واخترت آلة الكمان التي كنت أحبها، والفضل يعود إلى والدي الذي كان المشجع الأول والسبب الرئيس لدخولي هذا المجال، إضافة إلى دعم والدتي، ودرست العزف على الكمان لمدة عشر سنوات، وأثناء دراستي شاركت في فرق "موسيقا الحجرة" بالمعهد، ودرست بعدها في المعهد "العالي للموسيقا"، وانتقلت للعزف على آلة الفيولا، وهي من عائلة الوتريات، لكنها تختلف من حيث الحجم؛ فهي أكبر من الكمان، وطبيعة صوتها مختلفة تسمى "الطبقة النسائية المنخفضة"، وتقرأ مفتاح "دو" إضافة إلى مفتاح "صول"، وكنت من المتفوقين في العزف على هذه الآلة خلال سنوات الدراسة الخمس، تتلمذنا على أيادي خبراء من "الاتحاد السوفييتي" سابقاً، وكنت من أول الأعضاء المؤسسين لـ"الفرقة السيمفونية الوطنية السورية" عام 1993، وشاركت في الحفل الأول الذي أقيم في "قصر الأمويين" للمؤتمرات، وفي أغلب نشاطات الفرقة على مستوى العالم والوطن العربي، كما أنني عضو مؤسس في "الفرقة الوطنية للموسيقا العربية"، ودخلت فرقة "زنوبيا" عام 1997 كعازف كمان، ثم أصبحت مديراً إدارياً فيها، وقمنا بحفلات داخل وخارج القطر بإشراف الأستاذ "حسين نازك" مدير الفرقة، ولأننا من الدفعات الأولى في المعهد، كان على عاتقنا حمل كبير لأنها مرحلة تأسيسية للمعهد، كنا ندرس ونتدرب ونعزف، ونشارك في الفرق والنشاطات والحفلات».

"محمد زغلول" من عازفي الفيولا الجيدين، له تاريخ طويل مع الفرق الموسيقية، مثل الفرقة "السيمفونية الوطنية"، والفرقة "الوطنية السورية للموسيقا العربية"، وهو شخص إداري بامتياز، لديه خبرة بإدارة الفرق، وهو الجندي المجهول في تنظيم كل الحفلات التي نقوم بها، وما يفعله في العمل الإداري يحتاج غيره إلى سنوات حتى يتقنه، كلنا نعتمد عليه في موضوع العازفين ومشاغلهم، ومكان جلوسهم على المسرح، وأمورهم المادية، ويبذل مجهوداً كبيراً جداً بهذا الخصوص، وأهنّئه على ما يملكه من ميزات

وعن مشاركاته يقول: «شاركت في العديد من المهرجانات المحلية والعربية والدولية، مثل: مهرجان "جنوه" عام 2004 في "إيطاليا"، ومهرجان الشباب العالمي في "ألمانيا"، ومهرجان الموسيقا العربية في "مصر"، و"أصيلة" في "المغرب"، ومهرجان الموسيقا في "إيران"، ومهرجان "بصرى" الدولي، و"فرح سورية"، وغيرها. ومن المشاركات التي تركت أثراً كبيراً في نفسي، تمثيلي لـ"سورية" ضمن "أوركسترا شباب البحر الأبيض المتوسط" عام 1998، وهي عبارة عن لجنة موسيقية من "فرنسا" تجول دول البحر المتوسط، ويتم قبول العازفين فيها بعد تقدمهم لامتحان في أوركسترا تجول عدة دول في الصيف، وقبلت مع خمسة عازفين من "سورية"، وكنت العازف الوحيد على آلة "الفيولا"، وشاركنا بحفلات عدة في الجنوب الفرنسي، و"المغرب"، و"القاهرة"، و"سورية"، وحصلت على عدة شهادات تقدير، منها تكريمي عام 2018 كعضو مؤسس بمناسبة مضي 25 سنة على تأسيس "الفرقة الوطنية السمفونية السورية"، وشهادات عدة أخرى، منها حصولي على كأس في "بيلاروسيا" للحضور المميز مع مدرسة الباليه، وشاركت بالعزف في العديد من المسارح والقاعات الموسيقية في العالم و"الولايات المتحدة الأميركية"، قاعة "رويس"، ومركز الفنون في "أورانج كاونتي" "لوس آنجلوس"، و"دار الأوبرا المصرية"، ومسرح "الرشيد" في "العراق"، وغيرها. شاركت الفرقة "السيمفونية الوطنية السورية" في حفلها مع مغني الأوبرا العالمي "بلاسيدو دومينغو"، في حفل "أبو ظبي" عام 2006، ومع المغني العالمي "روبيرتو ألانيا" عام 2009، وشارك في أول عمل أوبرالي للفرقة عام 1995 "دايدو وإينياس"».

تكريمه

وفيما يتعلق بأهمية الموسيقا يقول: «للموسيقا دور كبير في تنمية المجتمع، وهي اللغة الوحيدة التي لا تحتاج إلى مترجم، وتلامس القلب والعقل في الوقت نفسه، هي لغة الروح، وفي "سورية" تتطور الموسيقا باستمرار، ولا سيما في السنوات الأخيرة؛ حيث ازدادت النشاطات الموسيقية والإقبال على المعاهد الموسيقية، نتيجة الوعي لمواجهة الحرب الثقافية على "سورية"، التي يحاول من خلالها بعضهم طمس الهوية السورية، لكنهم لن ينجحوا لأن "سورية" بلد النوتة الموسيقية الأولى، والأبجدية الأولى، حيث قمنا بافتتاح 4 معاهد موسيقية في السنوات الأربع الماضية في محافظات "اللاذقية"، "حمص"، "حماة"، "طرطوس"، إلى جانب معاهد في "دمشق" و"السويداء" و"حلب"، وهذه المعاهد تعنى بالأطفال من سن 7 إلى 14 سنة، وهي رافد للحركة الموسيقية السورية، ولدينا خطة عمل في "مديرية المعاهد الموسيقية والباليه" من خلال إقامة ورشات عمل عديدة، ويهمنا بناء شخصية الطفل الموسيقية على المسرح، وتعريف المجتمع بالآلات الموسيقية بمختلف أنواعها من خلال إقامة حفلات عدة، يكسر فيها الطفل حاجز الخوف من الوقوف على المسرح، وكل طفل لديه موهبة معينة، ونعتمد في امتحان القبول على امتلاكه الأذن الموسيقية، ومن الضروري أن يعرف الأهل موهبة أطفالهم ويساعدوهم على تنميتها في كل المجالات».

من جهته المايسترو "عدنان فتح الله" قائد "الفرقة الوطنية للموسيقا العربية" ورئيس قسم الموسيقا العربية في "المعهد العالي للموسيقا"، يقول: «"محمد زغلول" من عازفي الفيولا الجيدين، له تاريخ طويل مع الفرق الموسيقية، مثل الفرقة "السيمفونية الوطنية"، والفرقة "الوطنية السورية للموسيقا العربية"، وهو شخص إداري بامتياز، لديه خبرة بإدارة الفرق، وهو الجندي المجهول في تنظيم كل الحفلات التي نقوم بها، وما يفعله في العمل الإداري يحتاج غيره إلى سنوات حتى يتقنه، كلنا نعتمد عليه في موضوع العازفين ومشاغلهم، ومكان جلوسهم على المسرح، وأمورهم المادية، ويبذل مجهوداً كبيراً جداً بهذا الخصوص، وأهنّئه على ما يملكه من ميزات».

درع تكريمي عام 2018

وفيما يتعلق بإشرافه على تعليم الموسيقا للأطفال، يكمل قائلاً: «لكونه مدير "مديرية المعاهد الموسيقية والباليه"، حقق العديد من الأعمال المهمة، منها موضوع تطوير المعاهد الموسيقية في المحافظات، الذي تابعه متابعة جيدة، إلى جانب سعيه الدائم لتقدم مديرية المعاهد بإشرافه مشاريع مهمة، كان آخرها حفل أوركسترا النفخيات المميز الذي أقيم بتاريخ 24 تموز 2018 في "دار الأوبرا"، وقريباً هناك حفلات، منها حفل لأوركسترا الأساتذة العاملين في المديرية. ومن الجانب الشخصي، فهو صديق مميز ووفي لأصدقائه، ولا يتردد في تقديم المساعدة لنجاح أي أحد من زملائه من دون أي مردود مادي».

الجدير بالذكر، أن الموسيقي وعازف "الفيولا" "محمد زغلول" من مواليد "دمشق" عام 1974، تخرّج في المعهد العالي للموسيقا عام 1997 بمعدل جيد جداً، وهو حالياً مدير "مديرية المعاهد الموسيقية والباليه"، وعضو في "نقابة الفنانين" في "الجمهورية العربية السورية"، وشغل منصب رئيس فرع "ريف دمشق" لـ"نقابة الفنانين" دورة 2010-2014، ومشرف تنظيمي على حفل تكريم شهداء الجيش العربي السوري، الذي أقيم عام 2013 في "دار الأوبرا"، وعضو مجلس "المعهد العالي للموسيقا"، رئيس قسم "الموسيقا العربية" عام 2013-2014، عمل مدرساً في العديد من المعاهد الموسيقية، وشارك مع "الفرقة السيمفونية الوطنية السورية" بالعزف مع قادة أوركسترا العرب والعالميين، منهم: "صلحي الوادي"، و"نوري الرحيباني"، و"رعد خلف"، و"وليد غلمية"، و"أحمد الصعيدي"، وغيرهم.

أثناء العزف