أحبّت "رنا جمول" الفن حتى تمكّن من كل جوارحها، فعمل على تحويل طريق حياتها ليكون كل مستقبلها، كان لها الحظ الجميل لتبدأ أول أعمالها الفنية فور تخرّجها مع فيلم "رسائل شفهية" للمبدع "عبد اللطيف عبد الحميد".

بتاريخ 17 أيلول 2017، التقت مدونة وطن "eSyria" الممثلة "رنا جمول"، وتحدثت لنا عن قصتها مع الفن، وتقول: «تجسدت معالم الفن لديّ في أيام الطّفولة والدّراسة بإطار الرّغبة القوية في قصّ الحكايات والرّوايات للأصدقاء والأقارب، وفي بعض الأحيان لم أمنع نفسي من الاستعانة بما عرفناه من هذه القصص لأضيف إليها ما أحببت أن يكون فيها، ولم أتوقف هنا، بل كنت أقوم بتشخيص قصصي هذه بما هي عليه مرة وبما أضفته إليها مرة أخرى أمام الأهل والأصدقاء وفي حفلات المدرسة، كانت هذه الموهبة لدي كما الجمر تحت الرّماد، وكأنها تنتظر نسمات تحرضها على التوقد والتّوهج، فكان لأصدقائي في المعهد العالي للفنون المسرحيّة، قسم التّمثيل هذا الدّور، فدفعوا بي لأخذ مكان في هذا المعهد، حيث التحقت به لدراسة فن التّمثيل، علماً أنني كنت طالبة في السنة الرّابعة من الأدب الفرنسي».

تحقق الفنانة "رنا" حالة من التكامل الفني للعمل بامتياز، فهي تحترم الفن والفنانين والعاملين بهذا المجال، وتهتم بفنها بكل تفاصيله، فتجدها تعمل على بناء كل شخصياتها، وتتابع مجمل نمنماتها من كل جوانبها، وتناقشها مع المخرج لتصل معه إلى العمل الجميل والمميز، فهي الفنانة الحاضرة بموهبة قوية، وتستحق الفرصة الأكبر لتحقق لها الحضور الأوسع على صعيد الدراما التلفزيونيّة

تتابع عن أعمالها الفنية بالقول: «وفي عام 1991 بدأت انطلاقتي بفرصة ممتازة بالتمثيل في السينما، وبعدها التّلفزيون والمسرح، كما كانت لي تجربة العمل في الدّوبلاج، حيث أرى فيه نوعاً آخر من الدراما، ولي بهذا الإطار مجموعة كبيرة ومتنوعة من الأعمال، وأحبُها لدي تلك التي كانت للأطفال على الرغم من حساسيتها العالية، فهي تحمل جوانب فنيّة وأخلاقيّة وتربويّة، وتتطلب جهداً مضاعفاً عن الأعمال الوثائقيّة أو أعمال الدّراما بسبب حساسية ودقة اختيار الكلمات الموجهة إلى الطفل، وما تتطلبه من البساطة والسهولة في الفهم والبعد عن التّعقيد، لتتلاءم مع صدق وبراءة هذا العالم وخصوصيته، فكانت لي المشاركة في فيلم "سندريلا"، والكثير من المسلسلات، منها: "عهد الأصدقاء"، و"أبطال الدّيجتال"، و"داي الشّجاع"».

على خشبة المسرح

الفنان المسرحي "غسان الدّبس" تكلم عن الفنانة "رنا جمّول" مستحضراً شريط معرفتهما من البداية، فقال: «بالخروج من إطار كل المسيمات أقول عرفت "رنا" الجميلة أيام الدّارسة في المعهد العالي للفنون المسرحيّة، وتعمّقت هذه المعرفة وارتسمت لها خطوط تلونت على خشبة المسرح بلوحات مسرحية تبدأ بها الفنانة "رنا" من لحظات ما قبل البروفة مع فنجان القهوة حيث تعودنا، ليكون الفرح حاضراً لديها تنشره بيننا حالة جميلة، وتتلاشى معه كل الضّغوط التي تفرضها طبيعة عملنا، فتكون الطاقة الإيجابيّة الخلاقة ويتحقق معها الانسجام التّصاعدي الواجب حضوره بين الممثلين على خشبة المسرح وأثناء العرض أمام الجمهور، وتخلق بذلك حالة التفاهم وتبدد من خلاله أي فرصة ممكنة من نسيان أو هفوة وما إلى ذلك، فتمتصها ليكون الموقف الآني الجميل للعرض».

يتابع الفنان "غسان" حديثه بصفته مخرجاً مسرحياً، ويقول: «تحقق الفنانة "رنا" حالة من التكامل الفني للعمل بامتياز، فهي تحترم الفن والفنانين والعاملين بهذا المجال، وتهتم بفنها بكل تفاصيله، فتجدها تعمل على بناء كل شخصياتها، وتتابع مجمل نمنماتها من كل جوانبها، وتناقشها مع المخرج لتصل معه إلى العمل الجميل والمميز، فهي الفنانة الحاضرة بموهبة قوية، وتستحق الفرصة الأكبر لتحقق لها الحضور الأوسع على صعيد الدراما التلفزيونيّة».

الحضور المميز يخلق الفرح المميز

تنوعت أعمال الفنانة "رنا جمول" المولودة في مدينة "طرطوس" عام 1974، ولها في السينما فيلم "آه يا بحر" و"صعود المطر"، وفي الدراما لها الكثير، نذكر منها: مسلسل "دمشق يا بسمة حزن"، و"عصي الدّمع"، و"على حاف الهاوية"، وللتاريخي حصة، فكانت أدوارها في: "الزير سالم"، و"صقر قريش"، و"ربيع قرطبة".

الفنان غسان الدّبس