استطاع بأدائه الواضح أن يكوّن لنفسه صورة متميزة في أذهان الناس، محاولاً تقديم رسالته الفنية من خلال أعماله بكل شفافية وشغف.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 15 أيار 2017، الممثل "لجين اسماعيل" ليبدأ حديثه بالقول: «تخرجت في المعهد العالي للفنون المسرحية، وبدأت نشاطي الفعلي في مجال التمثيل بفيلم "وعد شرف" للمخرج "باسل الخطيب"، وفي الدراما في مسلسل "دامسكو"، وكان ذلك خلال دراستي في المعهد، وأول تجربة احترافية لي بعد التخرج كانت في مسلسل "زوال"، ومن خلال تجاربي الأولى البسيطة في المسرح والدراما والسينما، أستطيع القول إنني استمتعت بكل تفاصيل تلك التجارب المتنوعة، وأدركت أن لكل باب من هذه الأبواب خصوصيته ومتعته المنفردة، لكن للمسرح دائماً وقعه الخاص؛ وذلك لكون الممثل يتمكن من التماس ردود أفعال الحضور المباشر، ناهيك عن كونه بحدّ ذاته اتصال مباشر بين الممثلين والحضور، فيستطيع الممثل تكوين فكرة عن أدائه حتى قبل نهاية العرض والنزول عن خشبة المسرح، وهذا ما يجعلني أشعر بأن مسرحية "اختطاف" وهي من إخراج الفنان "أيمن زيدان"، تجربة مميزة وغير اعتيادية بالنسبة لي، عرضت المسرحية أولاً في مسرح "الحمرا" في "دمشق"، وكان ليوم الافتتاح رهبته الخاصة، والأمر الذي جعلنا سعداء التوافد الكبير لجمهور المسرح لحضورها، الأمر الذي أحاطنا بالحب والمعنويات العالية لتقديم أفضل ما عندنا، وقد عملنا لمدة تقارب الشهرين ونصف الشهر لإيجاد الصيغة المناسبة التي تليق برقي المسرح وطرحها أمام الحضور كمادة مسرحية، وقد كان دوري في "اختطاف" يتمحور في شخصيتين، هما: "العامل أنطونيو"، ورجل الاقتصاد الأول في إيطاليا "السيد آجيلي".

"لجين" ممثل متميز، أثبت موهبته بكل جدارة من خلال الأدوار المختلفة التي جسدها، وعفويته الفطرية ووضوحه في الأداء أحد أسباب نجاحه، فهو يقنع المشاهد بالدور من خلال أدواته البسيطة حتى تخاله موقفاً حقيقياً، وليس تمثيلاً، وهنا تكمن براعة الممثل حين يتحد مع دوره، حتى يصبح جزءاً لا يتجزأ من الشخصية الافتراضية فتربطه بها روابط وثيقة ينتج عنها بالنهاية مشهداً صادقاً تماماً، وأتمنى له دوام التألق والنجاح

عرضت المسرحية بعد انتهاء عروض دمشق في "حمص" و"طرطوس" و"اللاذقية"، والمشهد ذاته تكرر في هذه المحافظات، فحماس الناس لحضور المسرحية عزّز مفهوم المسرح الراقي الذي يحاكي كل أفراد المجتمع ببساطته وصدق رسالته، وقبل "اختطاف" كان لي تجربة مسرحية أخرى هي "زواج فيجارو".

لجين في إحدى المسرحيات

وفي السينما، تجربتي في فيلم "رد القضاء" من إخراج "نجدة أنزور"، لم تكن محطة عابرة في حياتي، لكونها جعلتني أقترب من جمهور السينما أكثر، وكانت أول دور أساسي لي في عالمها بعد فيلم "حرائق" للمخرج "محمد عبدالعزيز"، وميزة هذا العمل أنه يتصف بالجدية بكل تفاصيله، ويحاكي الحالة السورية بكل إنسانية، ليسرد بذلك الفيلم قصصاً مرّ بها حامية "سجن حلب المركزي"، مسلطاً الضوء على تفاصيل حياتهم في ظل الحصار.

يتابع "اسماعيل": «أقوم حالياً بتصوير مشاهدي في فيلم "مسافرو الحرب" من إخراج "جود سعيد"، كما جسدت شخصيتين في فيلم "ماورد" من إخراج "أحمد ابراهيم أحمد"، المتوقع عرضه قريباً في دور السينما السورية».

أسرة مسرحية اختطاف

المخرج "أحمد ابراهيم أحمد" قال عنه: «"لجين" ممثل متميز، أثبت موهبته بكل جدارة من خلال الأدوار المختلفة التي جسدها، وعفويته الفطرية ووضوحه في الأداء أحد أسباب نجاحه، فهو يقنع المشاهد بالدور من خلال أدواته البسيطة حتى تخاله موقفاً حقيقياً، وليس تمثيلاً، وهنا تكمن براعة الممثل حين يتحد مع دوره، حتى يصبح جزءاً لا يتجزأ من الشخصية الافتراضية فتربطه بها روابط وثيقة ينتج عنها بالنهاية مشهداً صادقاً تماماً، وأتمنى له دوام التألق والنجاح».

الممثلة "لوريس قزق" التي بدورها تشاركت بطولة مسرحية "اختطاف" مع "لجين"، عنه قالت: «"اختطاف" كانت العمل الأول الذي يجمعني بـ"لجين"، هذه التجربة المسرحية جعلتني ألاحظ كم هو ممثل ملتزم بكل معنى الكلمة، هو يدرك تماماً الهدف من كل مشهد وكل حركة على المسرح، إضافة إلى كونه متعاوناً جداً في العمل، في كواليس كل عرض من عروض المسرحية سواء في "دمشق" أو في باقي المحافظات كنا نتناقش بأدق تفاصيل العمل، ونقترح وجهات نظرنا بكل رحابة، طيب ومتواضع يحاول دائماً إيجاد الحلول لتفادي المشكلات والحفاظ على الجو الهادئ والمرح بين زملائه، أتمنى له مشواراً فنياً غنياً بالنجاحات؛ لأن استثنائية شخصيته تستحق ذلك».

المخرج أحمد إبراهيم أحمد

يذكر أنّ "لجين" من مواليد "دمشق" عام 1987، خريج المعهد العالي للفنون المسرحية، عام 2015.