يعدّ الموسيقي "طارق حاتم" من أميز عازفي آلة "الفلوت"؛ لامتلاكه المهارة وخفة الأنامل؛ وهذا أهلّه ليكون عازفاً أساسياً في "السيمفونية الوطنية السورية".

مدونة وطن "eSyria" التقته بتاريخ 4 نيسان 2016، بالمعهد العالي للموسيقا في "ساحة الأمويين"، وعن علاقته مع الموسيقا قال: «بدأت دراسة الموسيقا وأنا في الرابعة عشرة من عمري بمعهد صلحي الوادي، وكان لأسرتي الدور الأكبر في تشجيعي لأنها أسرة متذوقة للموسيقا الراقية الجميلة. في معهد صلحي الوادي تتلمذت على يد الخبير الروسي "أناتولي سيرغيف"، ونتيجة تميزي الواضح خلال مدة وجيزة حصلت على الدعم الكبير من الأستاذ "صلحي الوادي"؛ إذ أشرف على سير دراستي الموسيقية مع أستاذي "سيرغيف"، وكان بالنسبة لي الأب الروحي بكل ما تحمل هذه الكلمة من معنى، وفي عام 2001 انتسبت إلى المعهد العالي للموسيقا، وتخرجت عام 2005 بتقدير جيد جداً، ثم حصلت على منحة دراسية من وزارة التعليم العالي لمتابعة دراستي العليا في معهد "كارل ماريا فون فير" بمدينة "درسدن" بألمانيا، ونلت شهادة الدبلوم بتقدير جيد جداً بإشراف البروفسور العالمي "إيكارت هاوبت"؛ وهو من أشهر عازفي الفلوت في ألمانيا والعالم، ثم حصلت على المنحة الدراسية الأولى من أصل منحتين مقدمتين من الحكومة الألمانية للطلبة المتفوقين بعد أن اجتزت مسابقة على مستوى عالٍ من الحرفية بالعزف تقدم لها عدد كبير من الطلبة، بعدها تابعت الدراسة وحصلت على شهادة الماجستير بتقدير جيد جداً بألمانيا، وخلال الدراسة قدمت العديد من الحفلات الموسيقية المنفردة بعدة مدن، حيث شاركت مع أوركسترا "شتاتس كابيله" العريقة في درسدن، وعزفت منفرداً مع أوركسترا "لونن برغ"، وأوركسترا "كارل ماريا فون فير"».

الموهبة هي حجر الأساس للموسيقا، لكنها تحتاج إلى الدراسة الأكاديمية لتبرز أكثر، لأن الموسيقا هي قدرة من قدرات الله وليست صنعة تعّلم

وعن اختياره لآلة الفلوت يضيف: «منذ الصغر أعجبت بآلة "الفلوت"؛ لأنني رأيت فيها صفة لونية خاصة بها، وللحفاظ على هذه الخصوصية أقوم بتقديم حفلات خاصة لتعريف الجمهور بطبيعة هذه الآلة وخصوصيتها تقنياً».

خلال مشاركته بإحدى حفلات الأوركسترا الوطنية

ويضيف عن أهم نشاطاته الموسيقية: «خلال مدة الدراسة شاركت بالعديد من الحفلات كعازف منفرد وعازف مع الأوركسترا الوطنية بقيادة "صلحي الوادي، نوري رحيباني، ميساك باغبودريان"، داخل القطر وخارجه "ألمانيا، تركيا، العراق، الكويت، الجزائر، لبنان"، وقدمت عام 2009 مع أستاذي الكبير "هاوبت" حفلاً موسيقياً بقيادة المايسترو "الرحيباني" وبمشاركة الفرقة الوطنية تلبية لدعوة رسمية وجهت من وزارة الثقافة إلى البرفسور "هاوبت والرحيباني" بدار الأوبرا».

وعن تكريمه قال: «فزت بمسابقة العزف الفردي التي نظّمها المعهد في أيار 2003، وتم التكريم ضمن حفل موسيقي بقصر العظم من قبل وزارة الثقافة، وفي عام 2004 عزفت منفرداً مع الأوركسترا الوطنية بقيادة المايسترو "نوري رحيباني" في دار الأوبرا بـ"دمشق"».

عزف منفرد

أما عن أهمية الدراسة في الخارج فيقول: «تعرفت إلى ثقافة جديدة وعالم جديد بكل شيء، ومنهج وأسلوب موسيقي راقٍ وعالي المستوى من خلال دراسة الموسوعة الفنية الأوروبية والتدريبات العملية المثمرة، إذ تطور أدائي في العزف، وتميزت بطريقة تعبير ذاتية وشخصية متفردة خلال مدة زمنية قصيرة».

ويتابع: «إضافة إلى كوني العازف الأول على آلة الفلوت في الأوركسترا الوطنية السورية، حالياً أدرّس بكلية التربية الموسيقية بجامعة البعث، وفي المعهد العالي للموسيقا، ومعهد صلحي الوادي، تربطني بطلابي علاقة مميزة جداً يسودها الحب والتعاون والتفاهم والاحترام المتبادل، وأعمل دائماً على إعطائهم كل ما اكتسبته من علم وخبرة موسيقية داخل القطر وخارجه بأسلوب أكاديمي مدروس».

الموسيقي ميساك باغبودريان

ويعبر عن رأيه بتعليم الموسيقا للأطفال: «هو متعة كبيرة بالنسبة لي، وهو من الأشياء الصعبة لحاجة المدرّس إلى طريقة بسيطة وسلسة وممتعة لتوصيل الفكرة إلى الأطفال، والأهم من ذلك أن يكون هناك رغبة قوية وحب كبير من الأستاذ لتعليم الأطفال، تجعلهم متحمسين وسعيدين بمتابعة تعليمهم الموسيقي».

ويعرف الموسيقا قائلاً: «إنها فنّ يستمتع به معظم الناس، إذ تغمرهم عند سماعها مشاعر مختلفة، قد تشعرهم بالحزن أو السعادة، بالخوف أو الأمل، وهي مادة تستطيع اجتياز كل الحواجز اللغوية والثقافية بسهولة كبيرة، ولهذا فهي وسيلة لتقارب الشعوب، وأختصر القول: إنها لغة الله على الأرض، لغة المحبة، لغة الخير، ولغة كل شيء جميل على الأرض».

وعن دور الموهبة للموسيقية يقول: «الموهبة هي حجر الأساس للموسيقا، لكنها تحتاج إلى الدراسة الأكاديمية لتبرز أكثر، لأن الموسيقا هي قدرة من قدرات الله وليست صنعة تعّلم».

ويضيف عما وصلت إليه الموسيقا السورية: «كلنا نعلم أنه عثر في أماكن عديدة من "سورية" على أدلة تؤكد عمق اهتمام الإنسان السوري بالغناء والموسيقا منذ أكثر من أربعة آلاف سنة، أما عن موسيقانا اليوم، فعندنا أنماط عديدة ومختلفة، لكل منطقة موسيقاها الخاصة بها، لأن الموسيقا تنبع من البيئة وأسلوب الحياة الذي نعيشه، وعندنا العديد من الفرق الموسيقية المتميزة، ونأمل بإظهار هوية الموسيقا السورية بصورة أفضل، وذلك عن طريق وضع مناهج لتدريسها وتطويرها بما يليق بها».

عنه قال الموسيقي "ميساك باغبودريان": «هو من الشباب الموهوبين بالمعهد العالي للموسيقا، سافر وأكمل دراسته عن آلة "الفلوت"، وعاد ليدرّس بالمعهد، شخص جدّي بعمله، أراه متميزاً بطريقة أدائه وإنسانيته، وشخصيته اللطيفة الهادئة، هو قائد مجموعة متميزة، يتمتع بصوت قوي على الآلة، لديه طاقة وتقنية عالية تجعلانه قادراً على تأدية المقاطع الصعبة».

بدوره قال الموسيقي "حسام بريمو": «التحق بالصف الأول للصولفيج منتصف العام الدراسي، وتخرج في الصف الثاني للصولفيج نهاية العام الدراسي نفسه؛ أي إنه أنهى أول سنتين بنصف عام، أبدى طالبي وزميلي "طارق" موهبة متميزة منذ اللحظة الأولى، واستمر حاملاً لواءين بميزان الفنان "الموهبة والأخلاق"، صارعازفاً وأستاذاً، يسعدني وجوده في المشهد الموسيقي السوري».

يذكر أن الموسيقي "طارق حاتم" من مواليد "دمشق"، 18 حزيران 1982.