يقدم الموسيقي "بشر عيسى" مشروعاً غنائياً جديداً، يعتمد فيه النموذج الجماعي الكلاسيكي العالمي، ليعلب دوراً في النهضة الموسيقية من خلال موسيقاه للنهوض بالمجتمع.

وقد أوضح ذلك لمدونة وطن "eSyria" بتاريخ 20 شباط 2016، عندما التقته في المسرح القومي: «أتيت إلى "طرطوس" منتصف عام 2015 لأستقر فيها، حاملاً معي مشروعي الفني الموسيقي الخاص الذي نويت عمله وإطلاقه في هذه المدينة، ويمكن تلخيصه بمحورين؛ الأول من خلال تكريس مفهوم الموسيقا الجادة، وذلك عبر الحفلات التي أقمتها على آلة "الترومبيت" بمرافقة زوجتي عازفة البيانو "شذى طعمة"، لتقديم الأعمال الموسيقية العالمية الكلاسيكية، إضافة إلى بعض القطع الشرقية التي أعيد سبكها في قالب هارموني موزع للترومبيت والبيانو. والثاني عبر نشر وتكريس موسيقا جديدة على ثقافتنا الموسيقية المحلية، وهي الغناء الكورالي الجماعي متعدد الأصوات، وذلك من خلال تأسيس وترخيص فرقة كورالية أسستها تحت اسم كورال "أرجوان"، وقد بنيته وفق النموذج الكلاسيكي العالمي، الذي يقسم المغنين إلى أربع مجموعات صوتية وفقاً لطبيعة الأصوات البشرية، حيث تغني كل مجموعة صوتية بنغمة وطبقة مختلفة، ومسار لحني مختلف عن بقية الطبقات، وتكون النتيجة نسيج "هارموني" يضفي على الموسيقا ثراءً وجمالاً، وذلك باعتماد الأسلوب الأكاديمي للغناء الذي يسعى إلى الاستفادة المُثلى من الحنجرة البشرية وإخراج الصوت بالطريقة الأصح والأجمل، مسخّراً خبرتي وتجربتي».

الموسيقي "بشر عيسى" فنان بكل ما تعنيه الكلمة، فعدا أنه موسيقي بارع، فهو إنسان ذو حسّ وذوق فني رفيع، وثقافة واسعة، وشغف دائم لمعرفة الجديد، وهذا ما يجعله خلاقاً ومبدعاً في كل ما يقدمه، وقد تشاركنا معاً في حفل للهلال الأحمر في محافظة "السويداء"، برفقة صديقينا "فادي جبيلي" و"فؤاد شلغين"، وكانت حفلة مميزة ببرنامج موسيقي غني وجميل، وقد أضفى صديقي "بشر" على الحفل خفة ظل وعفوية أسعدت الجمهور

وهنا لا بد من العودة إلى البدايات، حيث قال: «بدأت تعلم الموسيقا منذ الصغر، وقد اخترت حينها آلة "الغيتار"، لأتنقل في تعلمها بين "معهد الشبيبة" و"المركز الثقافي الروسي" في "دمشق" لمدة ست سنوات، ثم تحولت إلى دراسة العزف على آلة العود، وكانت تلك نقلة نوعية إلى الموسيقا الشرقية، التي تختلف في طابعها وسلالمها ذات الأرباع الصوتية عن تلك الموسيقا الغربية الكلاسيكية التي كنت أدرسها وأعزفها على آلة "الغيتار". وفي السنة الجامعية الأولى في كلية الهندسة المدنية مطلع التسعينيات، تعرفت إلى الآلة النحاسية "الترومبيت"، التي طالما جذبتني منذ الصغر بصوتها الصداح وقوة تعبيرها في موسيقا الجاز والموسيقا الكلاسيكية وموسيقا "البوب"، وتعلمت العزف عليها على يد بعض الهواة في أحد الأفواج الكشفية الدمشقية، لأتقدم عام 1998 وبعد تخرجي في كلية الهندسة المدنية في "جامعة دمشق" إلى "المعهد العالي للموسيقا" لدراسة الموسيقا، والاختصاص في العزف على آلة "الترومبيت" كآلة رئيسة، وآلة "العود" كآلة ثانوية على مدار خمس سنوات».

الموسيقي بشر عيسى وإلى يساره الموسيقي فؤاد شلغين

وعن رأيه في الفرق "الأوركسترالية" وانعكاساتها على شخصية العازف قال: «أعتقد أن الفن السيمفوني هو أعظم شكل للفن أعطته الحضارة البشرية حتى يومنا هذا، والأداة الرئيسة لإنتاج هذا الفن هي الأوركسترا السيمفونية، تلك المجموعة الكبيرة والرائعة المكونة من عدد كبير من أفضل الآلات الموسيقية التي تم تطويرها وتحسينها عبر آلاف السنين، لتصل كل واحدة منها إلى درجة الكمال في الجمال الصوتي والقدرة التعبيرية. فقد كان دخولي في مطلع الألفية الثانية إلى الفرقة "السيمفونية الوطنية السورية"؛ عازف على آلة "الترومبيت" بقيادة الراحل "صلحي الوادي" مؤسس وقائد الأوركسترا آنذاك، تحولاً جذرياً في حياتي، وتجربة رائعة قدمت لي الكثير في تذوق وإدراك الموسيقا الكلاسيكية، وفهم آلتي الموسيقية، وآلية العزف الجماعي».

المغنية الأوبرالية "غادة حرب"، قالت عن تجربة "عيسى": «الموسيقي "بشر عيسى" فنان بكل ما تعنيه الكلمة، فعدا أنه موسيقي بارع، فهو إنسان ذو حسّ وذوق فني رفيع، وثقافة واسعة، وشغف دائم لمعرفة الجديد، وهذا ما يجعله خلاقاً ومبدعاً في كل ما يقدمه، وقد تشاركنا معاً في حفل للهلال الأحمر في محافظة "السويداء"، برفقة صديقينا "فادي جبيلي" و"فؤاد شلغين"، وكانت حفلة مميزة ببرنامج موسيقي غني وجميل، وقد أضفى صديقي "بشر" على الحفل خفة ظل وعفوية أسعدت الجمهور».

الموسيقي بشر مع زوجته شذى طعمة على البيانو

الموسيقي "فؤاد شلغين" رئيس قسم الآلات النفخية، ومدرّس آلة "الهورن" في المعهد العالي للموسيقا، قال: «الموسيقي "بشر عيسى"، كله إنسانية، وخلّاق، وعميق المعرفة، كما أنه قارئ من الطراز الرفيع، فلا يمرّ يوم إلا ويقرأ لساعاتٍ عدّة، لأنه توّاق للفنون والآداب والجمال، كما أنه حيويّ ومتجدّد ومحفّز، وإيجابي؛ يفيض على من حوله بحضور جميل ساحر ملهم خيّر. عرفته مهندساً وأستاذاً وكاتباً وفناناً ومغنياً وعازفاً، ومبدعاً يسعى دائماً إلى تطوير أدواته، وتوسيع معرفته؛ وهو ما يحقق له تطوّراً مطّرداً، فقد عزفنا معاً لسنوات في "الأوركسترا السمفونية الوطنية"، وعزفنا معاً قطعاً كثيرة، هو على "الترومبيت" وأنا على "الهورن"».

وأضاف: «هو جاد ويسعى إلى التطور وتحقيق قفزات نوعية في "سورية"، عبر اطّلاعه الدائم على أساليب العزف والتمرين، والاستخدام الأمثل للجسد والجهاز التنفسي، بما يحقق أداءً موسيقياً أفضل، لذلك أراه في تقدم مستمر، وكنت على اطلاع -بحكم صداقتنا العميقة- على أساليب تمرينه واعتماده تقنيات عالمية، وتمارين منهجية، من شأنها الارتقاء بمستوى الأداء عبر تنظيم التنفس ومرونة الشفتين وتقنية اللسان العالية، والتحكم والسيطرة، كل ذلك بتركيز ومراقبة ذهنية عالية المستوى، تقوده إلى التصويب والارتقاء».

المغنية الأوبرالية غادة حرب مع الموسيقيين بشر وفؤاد

يشار إلى أن الموسيقي "بشر عيسى" خريج "المعهد العالي للموسيقا" عام 2003، وعضو في "كورال الحجرة"؛ مغنّ من طبقة "تينور"، ومدير إداري وفني، ومساعد لخبير الكورال البروفيسور الروسي "فيكتور بابينكو"، وشارك مع الكورال في أكثر من سبعين حفلة وأمسية موسيقية محلية وعالمية، وهو من مواليد "دمشق"، عام 1974.