قدم الفنان التشكيلي "محمد عبيد" الكثير من الأعمال الفنية التي وثق من خلالها الحارات الدمشقية، وأبدع في إنشاء المعارض لإحياء التراث الدمشقي داخل "سورية" وخارجها.

مدونة وطن "eSyria" التقت الفنان "محمد عبيد" في منزله بمنطقة "المزة" بتاريخ 8 كانون الأول 2015؛ حيث تحدث عن موهبته الفنية قائلاً: «ولدت في "دمشق" وتحديداً في منطقة "المزة" عام 1966، بدأت موهبتي منذ الطفولة، كان الرسم بالنسبة لي موهبةً لا علاقة لها بالعلم أو التعليم، وكان أول معرض فردي لي في مدرسة "نجدي البغدادي" ضم خمسةً وأربعين عملاً بالألوان المائية وأقلامِ الرصاص.

أنا رياضي وأحب الموسيقا العالمية، وأفضل المطرب الإيطالي "أندريا بوتشيلي" لأنه خلق ليكون في صوته مرسماً لفنان، وأحب السفر والورد والجلوس في الطبيعة، وأحب بلدي "سورية"

انتقلت إلى المرحلةِ الإعداديةِ، حاولتُ خلالها أن أطورَ نفسي، فالتحقت بدورات تعليمية خاصة عند مجموعة من الرسامين لأمكنَ نقاط الانطلاقةِ الأولى، وأسس نفسي كرسام وليس كمحترف، وانتهيت من مرحلة التعليم الثانوي ودخلت كلية الفنون الجميلة، وهنا تطور العمل وأصبحت نظرتي للعمل الفني مختلفة».

الحارات الدمشقية بريشة محمد عبيد

وعن أول معرض فني، وردة الفعل التي استقاها أضاف: «أقيم المعرض في "صالة عشتار" عام 1997، وقد ضم ستةً وثلاثينَ عملاً تناولت أغلبها "دمشق القديمة" وعالجت مواضيعها، وفي الحقيقة كنت أسعى مع مجموعة من الفنانين لترميم الآثار في "دمشق القديمة" مع وزارة السياحة، ووجد ذلك قبولاً كبيراً من الوزارة».

وتابع: «إن الممارسة بالعمل والثقافة المكتسبة تجعل الإنسان يتجه إلى الخصوصية أكثر، فأنا من أصحاب المدرسة الانطباعية الحديثة التي تعتمد على مجموعة ألوان صريحة مضيئة فيها شيء من الفرح.

يطمح أن يجول العالم من أجل دمشق.

وأنا تأثرتُ بالطبيعة؛ فكنت أرسم الألوان الحقيقية لأن انعكاسات ألوان السماء على ألوان الشجر تتغير، نحن نتصور لون الشجر أخضر لكن في الطبيعة نراه يحوي عدة ألون من بينها الأزرق أو الرمادي».

أما فيما يتعلق بتجربته الحالية في رسم "دمشق القديمة" وحاراتها المدهشة والموغلة بالقدم، فأكد: «هي تجربة لا تقل عن خمسةَ عشرَ عاماً طورتُ خلالها أدواتي الفنية، وأصبحت أعمل بأسلوب "محمد عبيد" الذي أحب، فبتُّ أرتشف من "دمشق القديمة" التي لها إحساس الخاص بالشاعرية، فانعكاسات الضوء على الجدران الترابية والنوافذ المتقاربة فيها تأثيرٌ حنونٌ وألفةٌ متبادلة، إن رؤية المتلقي تختلف من شخص إلى آخر، هنالك متلقٍّ مثقف ومطلع، ومتلقٍّ عامي، ورأيهما يهمني لأنني أقدم أعمالي لكافة الشرائح، في النهاية كل فنان صاحب مدرسة، وهو صاحب رسالة عليه أن يقدمها والناس يختارون ويميزون بين الأعمال.

مدرسة الفنون "حوري".

وللفنان أدوات كثيرة مثل السكين التي أرسم بها "دمشق القديمة"؛ فالرسم بحر كلما توصل الرسام إلى نقطة ما يجب أن يتعب على نفسه أكثر، واللوحة هي التي تنهي نفسها بنفسها».

وما لا يعرفه الناس عنه أضاف: «أنا رياضي وأحب الموسيقا العالمية، وأفضل المطرب الإيطالي "أندريا بوتشيلي" لأنه خلق ليكون في صوته مرسماً لفنان، وأحب السفر والورد والجلوس في الطبيعة، وأحب بلدي "سورية"».

وختم قائلاً: «أحاول أن أوثق حارات "دمشق القديمة"، وأنوي أن أقيم معارض في عدةِ دول أوروبية لأنقل التراث الدمشقي، سأرسم "دمشق" بكل أسواقها لأقدمها بصيغةٍ جميلة للمتلقي الغربي، هذه هي خططي المستقبلية للسنوات الثلاث القادمة».

مدرّسة الفنون "هناء حورية" تحدثت عن معرفتها بالفنان "عبيد" بالقول: «يستهويني كفنان أولاً وكإنسان ثانياً لأنه يطبع إنسانيته على لوحاته، وخاصةً اللوحات التي تمثل "دمشق القديمة" التي تربينا وتجذرنا فيها، وهي التي تصبغ أعماله بوجه عام، هذه الحارات تمثل الحنين الذي نفتقده سواء كنا داخل الوطن أو خارجه».

يُذكر أنّ الفنّان "محمد عبيد" عضو اتحاد الفنانين التشكيليين السوريين والعرب، ومرشح لتسلم رئاسة اتحاد الفنانين العرب.