تعددت مواهبه وتميز بأداء العديد من الأدوار المميزة في مجال التمثيل، صاحب حضور لافت ومتمكن من أدواته، ويحمل مخزوناً كبيراً من الشخصيات الحقيقية، هو الفنان "أحمد حجازي".

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 22 تشرين الثاني 2014، الفنان "أحمد حجازي"، وعن بداياته الفنية تحدث بالقول: «البدايات كانت مع الغناء، ومن ثم التقليد بعمر السبع سنوات، حيث كان أول وقوف لي على المسرح لأقدم أغنية للعظيمة "أم كلثوم" ضمن مناسبة خاصة، وكان هذا ما لفت انتباه معظم الأقارب والأصدقاء، إضافة إلى المدرسة التي ساهمت كثيراً في اكتشاف موهبتي وتعزيزها والعناية بها، كان ولا يزال لعائلتي الدور الكبير بتشجيعي ودعم موهبتي، حيث إن مسؤولية العائلة كبيرة تجاه مواهب الأبناء فهي الداعم الأول، والحاضن الأمثل لموهبة الطفل، درست التمثيل بمعهد خاص بمصر، وعدت لبلدي حيث بدأت دراسة فن كتابة السيناريو ضمن ورشات عمل خاصة تعنى بذلك، وبعد البدايات التي كانت لي مع التمثيل عام 2009، بدأتُ الاهتمام بموهبتي الغنائية بالتتلمذ على يد الأستاذ "باسل صالح" الذي كان له الفضل في تقويم صوتي وموهبتي، وبالتأكيد الموهبة مهمة جداً، ولكن عندما تثقل بالتعلم والدراسة تصبح مكتملة وقوية أكثر، وبرأيي إن الدراسة بلا موهبة لا تكفي، والموهبة بلا دراسة تبقى منقوصة، فإحداهما تكمل الأخرى».

هو الشاب ذو المواهب المتعددة وأبرزها التمثيل والغناء، يتجسد الإنسان فيه قبل الفنان، ولأنه يعمل بدأب على تحقيق الهدف المنشود، يلازم المحترفين من أهل الاختصاص، عمل معي كممثل في عمل درامي للأطفال، وجسد شخصية نمطية مركبة، وسجل بصوته الجميل مجموعة من الأغاني، هو ببساطة موهبة متميزة ستظهر للنور في القريب العاجل

وعن أهم نشاطاته ومشاركاته الفنية يتابع: «من المسرح المدرسي انطلقت بداية المشاركات الغنائية والتمثيلية، وبعدها دخلت مجال التمثيل من خلال أدوار بمسلسلات تلفزيونية، وكانت أول مشاركة بمسلسل "رايات الحق"، ثم "القعقاع وكليوباترا، وراء الشمس، تخت شرقي، الولادة من الخاصرة بأجزائه الثلاثة، شيفون، الزعيم، قمر شام، رفة عين، زمن البرغوث، وادي السايح، لعنة الطين، القربان، بحلم ولا بعلم"، كما كان لي مشاركة بمسلسل "أم الحالة" عمل سعودي، "السائرون نياماً" عمل مصري، إضافة لمشاركتي ضمن عالم الطفل بعملين من تأليفي وأحدهم لعبت فيه دور البطولة، وأنا أطمح لتجسيد دورين الأول شخصية التحري "تشارلزهولمز" لما فيها من خفايا وتفاصيل مهمة، وشخصية "شمس الدين التبريزي"، كل الأدوار التي جسدتها مهمة بالنسبة لي؛ لأنها أضافت لتجربتي العملية وأغنتها بالفائدة، ولأنها حملت توقيع أهم المخرجين، في درامانا العربية عموماً والسورية خصوصاً، قامات عظيمة استطاعت ترك أثرها الكبير للأجيال التي ستأتي من بعدها، ومن الجميل أن نستفيد من تجاربهم، وبرأيي الشخصي إن كل إنسان يتعلم وتكون خبرته من خلال تجربته الشخصية، فالثقافة مهمة جداً للفنان، وأهمها ثقافة الحياة لأنها ثقافة من نوع خاص، وهي أكثر ما يغني الممثل بمخزون يجعله متميزاً عن غيره، ومن هنا أؤكد على ضرورة التواصل مع البيئة المحيطة، لأنها تجعل الفنان أقرب للناس، ولكن من الواجب أن يكون ذلك التواصل مدروساً بعض الشيء، لأن كل شيء يزيد على حده ينقلب سلباً ضد صاحبه».

من مسلسل قمر شام.

وعن لون غنائه ونشاطاته يقول: «اللون الطربي والغناء الشرقي، أنا مع الأغنية الطربية والكلام الموزون غير المبتذل، واللحن الراقي لأنها عناصر مهمة جداً في إبراز الفنان، إضافة للأداء الجيد والمتمكن، أما الحضور والصوت فهما هبة من الخالق ولكل شخص نصيبه منها، إلى الآن مشاركاتي الغنائية محدودة وبسيطة، وذلك الشيء مقصود لأنني أريد أن أظهر بطريقة مدروسة وجيدة، وخطوات ثابتة تترك أثراً، وتحقق لي الاستمرارية إن شاء الله».

وعن رأيه بأغاني اليوم ودور شركات الإنتاج بظهور الفنان يقول: «لكل لون عصره وأوانه وما نراه اليوم نحن عظيماً من أعمال الزمن الجميل كان بعضهم في زمنهم يرونه غريباً ومستهجناً، وذلك الأمر يحصل في عصرنا الراهن، ولكن برأيي أصبح هناك مبالغة فظيعة جداً وانحدار شديد على مستوى الكلمة واللحن والأداء، ويكلل المصيبة "الفيديو كليب" المؤذي، ولشركات الإنتاج دور كبير في ظهور الفنان ونجاحه وخصوصاً في "سورية"، الفنان بحاجة لمن يتبناه ويقدمه بقوة لكي يصل لحلمه، لكن للأسف هذا الحلم من الصعب تحقيقه لدينا لأن "الشللية" والوساطة والبيروقراطية التي تتمتع بها شركات الإنتاج تجعل ذلك مستحيلاً».

خلال إحدى مشاركاته الغنائية

وأين يجد نفسه في الغناء أم التمثيل؟ يقول: «لكل منهما نكهته الخاصة، فأنا أفرغ من خلال الغناء طاقة كبيرة بداخلي ومشاعر لا أستطيع إيصالها من خلال التمثيل، وكذلك الأمر من حيث التمثيل؛ فهناك رسائل من الصعب إيصالها من خلال الغناء، وإذا خيرت بينهما فأنا سأختار الغناء حتماً لأنه بوابة عبور واسعة للتمثيل، ولكي أصل إلى هدفي كممثل، وأود بث همسة عتب على الجهات المعنية لأن لدينا مواهب شابة تحتاج لبصيص أمل ويد تمد لها لتخطو فقط خطوتها الأولى، حيث تملك الجهات المعنية الإمكانيات، وقد بدأت مؤخراً طرح فرص للشباب، ولكن الأمل بهم كان أكبر، فما زال هناك الكثير لنقدمه، وبرأيي نحن في هذا الوقت بأمس الحاجة ليد العون منهم كي ننهض ونبقى أقوياء كما نحلم دائماً».

عنه قال الكاتب والمخرج "سعيد حناوي": «شاب موهوب متمكن من أدواته يعرف كيف يدرس الشخصية ويلعبها، ما يعجبني فيه أنه يمتلك مخزوناً كبيراً وجميلاً من "الكركترات" الحقيقية، البعيدة عن التهريج، هو شخص متمكن من إيقاعه الداخلي، والسبب يعود لدراسته الصولفيج، يغني بطريقة جميلة، أهم ما يميز شخصيته أنه شخص غير متملق، هو ممثل مجتهد، صادق يحتاج لقليل من الدعم والحظ».

المخرج "علاء كامل" قال: «هو الشاب ذو المواهب المتعددة وأبرزها التمثيل والغناء، يتجسد الإنسان فيه قبل الفنان، ولأنه يعمل بدأب على تحقيق الهدف المنشود، يلازم المحترفين من أهل الاختصاص، عمل معي كممثل في عمل درامي للأطفال، وجسد شخصية نمطية مركبة، وسجل بصوته الجميل مجموعة من الأغاني، هو ببساطة موهبة متميزة ستظهر للنور في القريب العاجل».

يذكر أن، الفنان "أحمد حجازي" من مواليد مدينة "دمشق"، 28 تموز 1982.