لوحاته تنبض بتفاصيل الحياة والطبيعة، يتميز أسلوبه الفني بالواقعية والانطباعية، ولم يحاول التوجه في أعماله نحو المدارس الحديثة، بل ظل أميناً على أسلوبه الفني حتى رحيله؛ إنه الفنان "رشاد قصيباتي".

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 7 تشرين الثاني 2014، الفنان والناقد التشكيلي "محمود مكي"؛ الذي حدثنا عن الفنان التشكيلي الراحل "رشاد قصيباتي" بالقول: «رائد من رواد الفن، ومؤسس للحركة التشكيلية السورية، درس خارج "سورية" على نفقته الخاصة، وتلقى تعليمه بمعهد الفنون الجميلة في "روما" عام 1936، ودرس فن الديكور في "إيطاليا" بمدينة "فلورنسا"، ثم درس فن الفسيفساء والفريسكو بمدينة "رافينا" في "إيطاليا" 1939، وكان على تواصل مستمر مع الفنانين "غالب سالم"، "وهبي الحريري" أثناء دراسته في "إيطاليا"، بعد عودته إلى "دمشق" أقام معرضه الأول في "نادي الضباط"، وقدم فيه ثلاثين لوحة من التصوير الزيتي تناولت مدينة "دمشق" وريفها، والطبيعة الصامتة والزهور خصوصاً وعناصرها، وكانت مثل هذه المواضيع هي السائدة في زمانه بأساليبها الواقعية الأكاديمية والتسجيلية ضمن مهارة فنية وصناعية مميزة، كان معرضه بوابة عبور للتواصل مع فناني جيله، أمثال: "سعيد تحسين، نصير شورى، محمود حماد، ناظم الجعفري، عدنان جباصيني"».

كانت بعض أعماله مقتناة ضمن مجموعات خاصة لدى وزارة الثقافة السورية، والمتحف الوطني، ومتحف دمر في "دمشق"، كما كرمته وزارة التربية وأطلقت اسمه على مدرسة ابتدائية في "مساكن برزة" بدمشق، وأقيم له معرض في المدرسة بهذه المناسبة عام 1993، فقد شغل الفنان "رشاد قصيباتي" عدة أدوار، حيث كان عضو نقابة الفنون الجميلة في "سورية"، وعضو اتحاد الفنانين التشكيليين العرب، وعضواً مؤسساً في جمعية محبي الفنون الجميلة، وعضواً في المجلس الأعلى للعلوم والفنون والآداب، وعضواً مؤسساً في الجمعية السورية للفنون، وعضواً مؤسساً في رابطة الفنانين السوريين للرسم والنحت

ويتابع: «كما شارك في معرض اليونيسكو في "بيروت" عام 1948، والمعرض الجماعي الأول في "سورية"، الذي ضم أعمال جميع فناني "سورية" عام 1950، وحازت لوحته "طبيعة صامتة" التي شارك بها جائزة، وفي المعرض العام لفناني "سورية" عام 1951، نال الجائزة الثانية على لوحته الشهيرة "أزهار ومندولين" المحفوظة في "المتحف الوطني بدمشق"، وفي عام 1972 أقام معرضه الثاني في "صالة أورنينا بدمشق"، منحه رئيس جمهورية إيطاليا اللقب الجمهوري "الفارس"، وقلده نجمة التضامن الإيطالي عام 1975، وأقام عام 1978 معرضه الثالث في صالة الشعب للفنون الجميلة في "دمشق"، ومعرضه الرابع أقيم في صالة إيبلا عام 1981».

من لوحات الفنان رشاد قصيباتي

وعن دوره في الحركة التشكيلية السورية يضيف: «يعد الفنان الراحل من أوائل مؤسسي الحركة التشكيلية السورية، حيث تسلم منصب رئاسة نقابة الفنون الجميلة، وساهم في بنائها على أنظمة وأسس سليمة إدارياً وفنياً، وكان منارة تضيء درب الفنانين، فقد تتلمذ على يديه عدد كبير من فناني "سورية" الذين أصبح لهم دورهم في الذائقة البصرية السورية، حيث كان مدرّساً في كلية الفنون الجميلة بـ"دمشق" ومعهد المعلمين، وأخذ على عاتقه مهمة إيصال الفن؛ حيث درس الفنون في "المملكة العربية السعودية" عام 1965، و"الكونغو زائير" عام 1969.

استمد الفنان "رشاد قصيباتي" مواضيعه الفنية من أماكن مدينة "دمشق" وريفها لحبه ببلاد الياسمين، ومن الطبيعة الصامتة التي برع فيها، وبعض الوجوه الإنسانية وخاصة المرأة، وبرزت مهارته الفنية في رصد دقائق الشكل الواقعي ورسمه بمهارة فنية فائقة خاصة بين زوايا اللوحة، كما تميزت أعماله بقوتها في تحقيق التصميم المتماسك بجميع زوايا اللوحة، وخاصة من حيث أداء الألوان الزاهية والجميلة، وتوزيعها ضمن مساحات اللوحة».

المهندس "يوسف نجار" حدثنا عن الفنان "رشاد قصيباتي" قائلاً: «كانت بعض أعماله مقتناة ضمن مجموعات خاصة لدى وزارة الثقافة السورية، والمتحف الوطني، ومتحف دمر في "دمشق"، كما كرمته وزارة التربية وأطلقت اسمه على مدرسة ابتدائية في "مساكن برزة" بدمشق، وأقيم له معرض في المدرسة بهذه المناسبة عام 1993، فقد شغل الفنان "رشاد قصيباتي" عدة أدوار، حيث كان عضو نقابة الفنون الجميلة في "سورية"، وعضو اتحاد الفنانين التشكيليين العرب، وعضواً مؤسساً في جمعية محبي الفنون الجميلة، وعضواً في المجلس الأعلى للعلوم والفنون والآداب، وعضواً مؤسساً في الجمعية السورية للفنون، وعضواً مؤسساً في رابطة الفنانين السوريين للرسم والنحت».

الجدير بالذكر، أن الفنان "رشاد قصيباتي" من مواليد 1911 مدينة "دمشق"، حائز على دبلوم في الزخرفة من أكاديمية الفنون الجميلة الملكية في "فلورنسا" 1940، ودبلوم في التصوير من كلية الفنون الجميلة في "فينيسيا" 1944، توفي عام 1990، في ذكرى مرور عام على وفاته نظمت وزارة الثقافة ومديرية الفنون الجميلة معرضاً له.