هاجسه الحفاظ على الأغنية الوطنية وضرورة الاهتمام بها، والفن الراقي غايته وهدفه، فحمل على عاتقه أهمية تربية الجيل على ثقافة الفن النظيف، هو الملحن والمؤلف الموسيقي "رفيق طلعت".

مدونة وطن "eSyria" التقته بتاريخ 4 تشرين الأول 2014، فتحدث عن بداياته بالقول: «بدأ اهتمامي في مجال الموسيقا منذ المرحلة الإعدادية؛ وذلك في المعهد العربي للموسيقا بـ"دمشق"، حيث اكتشف موهبتي الأستاذ "أحمد أيوبي"، وكان أول عمل موسيقي أشعر بأنني أعتز به أوبريت "بائعة الكبريت"، الذي حاز المركز الأول في مهرجان الهواة للفنون المسرحية الذي كانت تقيمه وزارة الثقافة وكان عمري 22 عاماً، درست الموسيقا أكاديمياً بالمعهد الموسيقي، وبرأيي الدراسة الأكاديمية مفيدة وضرورية لأنها تكون مبنية على أسس وقواعد علمية صحيحة، وهي الأداة المساعدة لتقديم الأعمال الموسيقية بشكل صحيح وكامل، والموهبة ضرورية جداً؛ فلا فائدة لأي نوع من أنواع الدراسة إن لم تكن هناك موهبة».

إن الأغنية الوطنية هي أغنية الإنسانية وتحاكي الضمائر والوجدان، لذلك قررت العمل في هذا النوع من الفنون فقط

ويتابع عن أهم مؤلفاته الفنية بالقول: «من مؤلفاتي في "الأوبريت": "بائعة الكبريت، شمس الأحرار، استشهاد نجمة، سورية أم الناس"، إضافة إلى الفيلم الأوبرالي "جولاننا وجداننا" الذي أشعر فيه بخصوصية، لأنه يعزز ثقافة المقاومة ويبرز دور الشهادة والشهداء، ويسلط الضوء على مجازر الكيان الصهيوني ضد أهلنا في الأرض المحتلة، وآخر أعمالي أوبريت "عرس النصر" الذي سيبدأ تنفيذه قريباً جداً، كما بدأت كتابة عمل بعنوان "من الجولان إلى اسكندرون"».

خلال إحدى الحفلات.

ويضيف عن الفرق الفنية التي شكلها وعلاقته مع أفرادها بالقول: «أسست فرقة "الشام" منذ أعوام، والهدف منها تنفيذ وإظهار الأعمال الملتزمة الوطنية والتراثية والطربية، التي لها هدف وتوصل الرسالة إلى المستمع، وقد نفذت هذه الفرقة أوبريت "مشوار، وعاد القطار"، إضافة إلى بعض الموشحات والأدوار وبعض الأغاني التراثية والفلكلورية، كما قمت بتشكيل عدة فرق كورال جماعي ملتزم بـ"دمشق" في روابط اتحاد شبيبة الثورة، ومنظمة طلائع البعث، وهيئة مدارس أبناء وبنات الشهداء، وحقيقة تربطني مع الشباب الموهوبين علاقة مميزة، وإن رعايتهم ضرورية وواجب ليكونوا فنانين حقيقيين صادقين في المستقبل، فالصدق هدف إنساني يجعل أي عمل ناجحاً».

كان تركيزه على الأغنية الوطنية بأعماله، حيث يقول: «إن الأغنية الوطنية هي أغنية الإنسانية وتحاكي الضمائر والوجدان، لذلك قررت العمل في هذا النوع من الفنون فقط».

مع فرقة الشام الموسيقية.

أما عن خصائص الأغنية العربية فيقول: «إن خصائص الأغنية العربية القديمة كان اللحن فيها منسجماً مع الكلمة ويخدمها ليظهر جمالها، وكان الملحن يأخذ وقته كاملاً ليصنع اللحن للكلمة، وبالتالي تكون الأغنية متكاملة، أما اليوم فيعتمد الملحن على الإيقاع، وينسى الهدف الأساسي لإظهار الكلمة وإيصالها إلى المستمع بالشكل اللائق لتحقق الهدف الذي كتبت من أجله».

لكن، هل يمكن أن يصبح العمل أكثر تميزاً عندما يجمع الشخص بين صفة المؤلف والملحن كحالته؟ يبيّن رأيه بالقول: «عندما يكون المؤلف هو الملحن يكون اللحن ناضجاً، لأن المؤلف عندما يكتب الكلمة يرسم لها لحناً وإيقاعاً يتناسب معها، وعندما يضع اللحن يكون مطابقاً لرؤيته الأساسية».

رفيق طلعت مكرماً.

وعن دوره بإحياء التراث السوري ورسالته كفنان قال: «ساهمت بإحياء التراث السوري بدراسته بشكل جيد وتقديمه كما هو دون تشويه، ويجب أن تكون رسالة الفنان تربية الجيل على ثقافة الفن النظيف، والكلمة الهادفة التي تؤدي الرسالة».

عن مشاركاته وأهمية التكريم عنده قال: «شاركت في عدة مهرجانات وكنت أحصل على المراكز المتقدمة دوماً في "الاتحاد السوفيتي" (سابقاً)، وفي: "تركيا، والجزائر، بلجيكا، فرنسا، هولندا، إسبانيا، قرطاج". وفي المهرجانات المحلية: "بصرى، سوار الشام، قلعة دمشق الحصن"، إن التكريم شيء معنوي وضروري للفنان، لقد كرمتني هيئة مدارس أبناء الشهداء ومنحتني درع الشهادة، وحصلت على عدد كبير من كتب الشكر وشهادات التقدير من نقابة الفنانين، وكرمت بـ"الاتحاد السوفييتي" في مهرجان "ملادوجنايا"، وأعتبر أن كل ابتسامة من أي إنسان هي تكريم لي».

عن نشأته وأهمية الموسيقا بحياة الإنسان يقول: «ولدت في "دمشق" عام 1953 في بيئة فقيرة، توفي والدي وكان عمري سنتين، عشت يتيماً أعمل لأعين أسرتي منذ طفولتي وأدرس، وإن الدور الذي تلعبه الموسيقا بحياة الإنسان أنها تنظم إيقاع حياته وتربيه على ثقافة الإنسان، وتهذبه بشكل جميل وتطور إحساسه».

عنه قال الموسيقي "عدنان الحايك": «إنسان ملتزم ومتمسك بالقلم وبالفن والحضارة والتراث، أحدث في المجال الفني حدثاً موسيقياً من خلال تأسيسه لفرقة "الشام"، أما تربوياً فقد درّس لمدة طويلة بمدارس أبناء الشهداء، ويحمل رسالة يؤديها لطلابه، حيث يقدم لهم الأناشيد القومية».

كما قال الموسيقي "منصور حيدر": «هو قامة موسيقية مهمة، يبحث عن الأشياء الجميلة بالتراث والفلكلور ويعيد صياغتها بأسلوبه، دون المساس بشخصية الفلكلور، فهو يتعاطى معه بطريقة جميلة، له أعماله الكثيرة من خلال المسرح والمهرجانات، صاحب مشروع موسيقي جميل من خلال فرقة "الشام" الموسيقية، اهتم بالأغنية الوطنية بالنسبة للكلمة، فهو يرسم صوراً بالكلمة الجميلة والمعبرة».