أحب الرسم منذ صغره، لكن النحت أخذه إلى عالم خاص ميزه بكل أعماله التي تنوعت موادها ليبرع بنحت الخشب؛ ويجعل له خطه المتفرّد بهذا المجال، إنه النحات "يامن يوسف".

مدونة وطن "eSyria" التقته بتاريخ 26 أيلول 2014، فتحدث بالقول: «نشأت في بيئة ساحلية جبلية يعني بين الساحل والجبل، وبحسب رأيي قدمت مشاهد هذه البيئة لي القدرة على التعاطي مع الكتلة، من حيث الجبال وتراكبها وتجاورها شكلت صورة موجودة في ذاكرتي، وكذلك المساحة الممتدة على مد البصر "البحر"، ساهمت في مساعدتي على الإحساس بالكتلة والفراغ».

نحات جريء، خشونة في الشكل، وجرأة باللون، وقوة في التعبير، يبحث ويجتهد من خلال الشكل واللون والنزعة للانطلاق

وعن موهبته يقول: «الموهبة تظهر وحدها منذ الطفولة، ويمكن للأهل تمييز الطفل الموهوب بالرسم ببساطة، فالطفل الموهوب يأخذ القلم ويبدأ الرسم على كل شيء من حوله "الحيطان، الشراشف، مقعد الدراسة، والملابس.."، وبالحقيقة كان أهلي أول من لاحظ قدرتي على الرسم فقاموا بتسجيلي بدورات للرسم أثناء دراستي، وكانت المواضيع التي أرسمها تتعلق بمشاهد يومية، وبعد حصولي على الشهادة الثانوية التحقت بكلية الفنون الجميلة عام 2001 باختصاص النحت، وبالتأكيد الدراسة الأكاديمية تساهم في المساعدة على تأمين الجو العام للعمل في مجال الفن، وتأمين مكان العمل وتبادل الخبرات بين المتدربين والمدربين، الموهبة متساوية بين البشر لكن تختلف الممارسة والتدريب».

مع إحدى منحوتاته.

وعن أهم نشاطاته ومعارضه يقول: «شاركت في العديد من المعارض المحلية والخارجية، إضافة لمشاركاتي بملتقيات النحت على الخشب والحجر، وبرأيي المعارض تتيح للفنان أن يظهر أعماله خارج محترفه، وتلقّي الآراء المختلفة، وأنا حقيقة أشجع المشاركة بالمعارض الجماعية والمشتركة إضافة لإقامة المعارض الفردية، فالأولى ضرورية لعرض مرحلة كاملة من مراحل عمل الفنان، والثانية ضرورية للحوار بين الفنانين».

وعن أعماله المنجزة يقول: «بلغ عدد المنحوتات التي أنجزتها 200 منحوتة، وبلغ عدد منحوتات مشروع تخرجي 24 منحوتة، أغلب منحوتاتي تناقش مواضيع إنسانية؛ وهي ردة فعل للأحداث اليومية».

من أعماله النحتية.

وعن رأيه بخصوصية أي منحوتة أنجزها قال: «كل عمل هو تجربة جديدة عند الفنان تنقله إلى مرحلة ثانية وباتجاهات جديدة، أو هكذا ضمن مسيرة يختارها هو، أو هي التي تختاره».

وعن مشاركته بملتقيات النحت وماذا تقدم له، يقول: «تساهم ملتقيات النحت في إشراك المجتمع بمراحل إنجاز العمل الفني والحوار المشترك بين الفنانين من جهة، وبينهم وبين الجمهور المتلقي من جهة ثانية».

من إحدى مشاركاته بالمعارض

وعن الرسالة التي يريد إيصالها من خلال منحوتاته يقول: «ما من رسالة محددة، فيمكن القول إن الفن بشكل عام هو انطباع الفنان عن بيئته المحيطة وردّ فعله على الأحداث المحيطة به».

وعن الحالة التي يعيشها الفنان النحات ليستطيع إنجاز عمله، يقول: «الفنان يعيش حالة الفن كلها، فشخصيته تتعلق بالفن، وعندما يريد أن يصنع أي شيء فهو جانب فني، ليس لي طقوس للعمل فأنا في أي لحظة أشعر بأنني يمكن أن أقوم بتنفيذ عمل فهي حالة طبيعية، وما أذكره أن أول منحوتة أنجزتها كنت في الصف الخامس، وكانت البداية نحت حجر لأشخاص إنسانية، لكن النحت الحقيقي كان مع بداياتي في كلية الفنون الجميلة».

وعن العلاقة التي تربطه مع الأطفال المتدربين على فن النحت، يقول: «أنا لست مدرباً فنياً أنا مدرب تقنيات فنية، أما الفن فهو حوار بيني وبينهم، وتنمية المواهب تتم بدعم الطفل الموهوب؛ وذلك بتقديم المواد فقط برأيي الشخصي، ومساعدته على تنمية شخصيته الفنية وقدرته على تكوين رأي شخصي وحرّ تجاه حياته الشخصية، وبالتالي تجاه فنه».

عنه قال الفنان التشكيلي "مصطفى علي": «نحات جريء، خشونة في الشكل، وجرأة باللون، وقوة في التعبير، يبحث ويجتهد من خلال الشكل واللون والنزعة للانطلاق».

بدوره عنه قال الفان التشكيلي "فادي يازجي": «شاب موهوب ومجتهد، وجد طريقه بفن النحت، وكان له خطه المميز في نحت الخشب، وجرب تقنيات الفخار وأضاف إلى الخشب موادّ في وقت أصبح فيه نحت الخشب من الأمور النادرة، له شخصيته المتميزة، هو مدرب جيد، يعرف كيف يتعامل مع مواده بطريقة صحيحة».