في الليلة التي تسبق ذهاب العروس إلى بيت زوجها يتم توديعها من قبل النساء بأغان حزينة، تحمل طبيعة وعظية تسمى "التراويد"، هذه الأغاني معروفة في "دمشق" منذ أيام السريان، وهي إبداع نسوي خالص.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 25 أيلول 2014، السيدة "بثينة "صلاح" من أهالي "دمشق"، التي قالت: «"الترويد" هو ما يُغنى في وداع العروس قبل مغادرتها بيت أهلها، ويكون في أغلب الأوقات قبل ليلة الحـِنــّاء بليلة واحدة، أو في نفس ليلة الحنــّاء، ويستمر "الترويد" ليلتين، ويتميز هذا اللون بالنغم الحزين، وتحمل هذه "التراويد" وصايا للعروس لتتحلى بها وتعمل بموجبها لتوفر لها الحب، ولا ننسى أن هذه "التراويد" هي من إبداع عقول النسوة:

"الترويد" هو ما يُغنى في وداع العروس قبل مغادرتها بيت أهلها، ويكون في أغلب الأوقات قبل ليلة الحـِنــّاء بليلة واحدة، أو في نفس ليلة الحنــّاء، ويستمر "الترويد" ليلتين، ويتميز هذا اللون بالنغم الحزين، وتحمل هذه "التراويد" وصايا للعروس لتتحلى بها وتعمل بموجبها لتوفر لها الحب، ولا ننسى أن هذه "التراويد" هي من إبداع عقول النسوة: "صاحت رويدي رويدي يا رويدِتـْها صاحت غريبة غريبة يا مصيبتها لـَوين بدّك تروحي يا لـِمدلـّلتي يا مشهلي ذيال بيتي يا لمعدلتي"

"صاحت رويدي رويدي يا رويدِتـْها

الباحث محمود مفلح

صاحت غريبة غريبة يا مصيبتها

لـَوين بدّك تروحي يا لـِمدلـّلتي

لوحة تمثل العرس الشامي.

يا مشهلي ذيال بيتي يا لمعدلتي"».

ويشير الباحث "محمود مفلح البكر" في كتابه "العرس الشعبي" بالقول: «من يراقب ما يردد في العرس من أغان، و"مهاهاة"، سيجد أن محورها الأهم هو ما يغنى للعروس "ليلة الحناء" و"ساعة الحمام"، وفي "الصمدة" في بيت أهلها، وتسمى جميعها "التراويد" وواحدتها "الترويدة"، وتدور كلها حول "الروَّيدة"، وحتى تلك الأغاني التي تغنى في حمّامه ولباسه، ويؤدي بعضها النساء، وبعضها الرجال، وبعضها مشترك، تسمى التسمية ذاتها، وتتغنى في أغلبها بجمال الرويدة، وبهائها، وجاذبيتها، ومن الترويدات المرددة في العرس:

"يخلـف عليك يا عازمن... يعــمر بيتك وجعلك دوم فرحان

يا ربي سـلم لنا العريس... ويعيش لنا كما عاش الحمام

لسبد ما نطلـــع القلعـــــة ونملكها... ونزين الخيـــــل بلبس القفـــــاطين"».

الباحث "عبد الفتاح قلعه جي" قال عن أغاني "الترويدة": «اشتق اسم الترويدة من راد رودا: تفقد ما في الأرض من المراعي والمياه، ورادت المرأة روداً: أكثرت التردد إلى بيت جاراتها، ورود إرودا وريداً : في السير رفق واتأد وتمهل، وربما اشتق الاسم من الرفق والتمهل؛ حيث تؤدي النساء هذه الأغاني برفق وهدوء على إيقاع التصفيق بالأيدي، وقد يتبارى الرجال والنساء في الأداء، كما تغنيها النساء للعريس في الصباحية منذ خروجه من الحمام وحتى عودته إلى البيت، وهذا اللون معروف منذ عهد الهلاليين وقد أبدعت في غنائه "الجازية"، وقيل هذا سوري قديم جداً له قالب سرياني وهو معروف في "دمشق" وريفها، ومنه ما يبدأ بنداء "يا ميمتي"، ومنه ما يحكي قصة، واللونان يؤديان بإيقاعات متمهلة هادئة، والوحدة فيهما تقوم على شطرين، ومن نماذجه:

"ياميمتي عريسنا نزل الزفة جوعان... وديت لو ميتين وزه محمرة

يا حبيبي راعي الغنم ما بلومه... شقشق الصبح بين هدومه

ياريت عمود الصبح ما شق ولا بان... عمن عمود الصبح فرق الخلان"».

ويشير الأستاذ "عجـــاج الزهــــر" عن فن "الترويـــــدة" في كتابه "زغاريـــد وغنـــــاني": «الترويـــدة شبيهة بالزغرودة، وهي اسم لمجموعة قوالب لحنيـــة تشترك في صفة واحدة تحمل مضمون الوداع، أو التسرية عن النفس، وتسمع في المناسبات مثل وداع العروس، وأغاني الترويدة من حيث الوزن العروضي هي قالب واحد من البحر البسيط: "مستفعلن فاعلن مستفعلن فاعل"، والفوارق غالباً ما تكون في الصوت والنغمة، وكل ذلك لا يؤثر في الوزن العروضي، و"التراويـــد" عبارة عن أهازيج يهزجون بها في مواكب الأفراح وحفلات الاستقبال:

"زحـــــلة عروس مزيّنــــة... ومزينــــة برجــــالـــها

يارب تكبــــــــر مهـــــرتي... تكبــــــر ونا خيـــالها".

وفي ريف "دمشق" تقال الترويدة للترحيب بالضيوف القادمين إلى منزل العريس مثلاً:

"أهليــــن وسهليــــن وشرفتــــــو منـــازلنــــا.... واخضــرّت الأرض محــــــل دوس الأقــــدام".

ويرد المدعوون بترويدة يقولون فيها:

"يخلـــــــف عليـــــك ياعــــازمنـــــا... يعمّــر بيتك ويجعلك دوم فرحـــــان"».