شعب أقوى من الموت، محكومون بالأمل لأن وطننا هو رسالة السلام إلى العالم، هذه هي الرسائل التي يحاول إيصالها صوت يسعى إلى زيادة مساحاته، زيادة قوته أيضاً، ليس بحثاً عن الشهرة بل لبناء مشروع فني يربط الشرقي بالغربي بحبال صوتها المرنة.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 10 أيلول 2014، الفنانة "كارمن" التي تحدثت بالقول: «أحببت الغناء منذ صغري، وكل من سمع صوتي يقول لي إنه جميل، وقد كانت لي رغبة حقيقية في أن أتابع بهذا المجال، ولكني لم أكن متأكدة أنني أمتلك الموهبة إلا أن الأمر تغير عندما تلقيت التشجيع من المحيط، ولا سيما من الأستاذ "حسام الدين بريمو"؛ وهو أول موسيقي سمع صوتي وأثنى على موهبتي، وبدأت معه دراسة "الصولفيج"، ومن ثم مع الأستاذة "آراكسشنجيان" التي تعلمت على يدها الغناء الأوبرالي، ومع الأستاذ "وسيم إبراهيم" الصولفيج، ومنذ ذلك الوقت اتخذت قراري أن أدخل مجال الغناء، وبعد تحضيري للغناء تقدمت للمعهد العالي للموسيقا، ولعائلتي دور كبير في دعمي وتشجيعي وبشكل خاص جدتي الراحلة التي أيضاً كانت تمتلك صوتاً جميلاً وحلمها الغناء، ولكن الظروف لم تسمح لها بذلك».

شارة مسلسل "ضبو الشناتي" ليست مجرد شارة بل هي أغنية متكاملة لحناً وكلمات، لامست المواطن السوري ووصفت همومه بشكل دقيق لذلك لاقت النجاح لدى الجمهور، وبلا شك هذه الأغنية خدمتني لأنها قدمتني بشكل يومي ولعدة مرات لمدة شهر كامل، لشريحة عريضة من الناس ممن لم يسمعوني سابقاً، وكل الفضل في نجاح هذه الأغنية يعود إلى الفنان "إياد الريماوي" الذي كتب ولحن وشارك في أدائها

وعن أهمية الفن والموسيقا في حياتنا وفي "سورية" بشكل خاص تقول "كارمن": «الفن رسالة أسعى من خلالها لإسعاد الناس ونقل إحساسي إليهم، ويكفي أن أرى الناس سعداء عند الإصغاء لصوتي، فمن خلال الفن يمكن إيصال رسائل تتحدث عن الوطن والإنسانية والسلام والحب والتآخي الديني، وأيضاً أرى نفسي واحدة من المسؤولين عن نشر ثقافة الأوبرا بين الناس التي هي قليلة في "سورية"، ونعيش اليوم أياماً صعبة مثقلة بالألم والغربة والانكسارات، إلا أننا نبقى محكومين بالأمل؛ فرغم كل ما يحصل فإن الطالب يتابع دراسته والعامل يستمر بعمله، ونحن كفنانين ملزمون بتقديم أفضل ما لدينا لأن الفن جزء من حياة المجتمع ويجب أن يستمر بوتيرة أكثر ويوصل رسالته على أكمل وجه».

خلال إحدى الأمسيات

تميزت الفنانة "كارمن" بالغناء الأوبرالي، وعن هذا تضيف: «كل من يسمع صوتي يجد أنه يلائم الغناء الأوبرالي أكثر من الشرقي، وأنا منذ البداية كنت أرغب بدارسة الأوبرا، الفكرة ليست بالغناء الأوبرالي فبالنهاية تكنيك الصوت بالنوعين هو ذاته وتبقى الفروقات بسيطة، ولست مع التخصص بنوع غنائي واحد، بل أحب أن أكون قادرة على أداء كل الأنواع بما فيها الجاز دون أن أقيد نفسي بقالب ما دام صوتي مطواعاً وأستطيع أن أوظفه بطريقة صحيحة، وأنا أقدم كل شيء يتاح لي على أن يكون مناسباً لصوتي ولشخصيتي، واليوم أجد نفسي في العديد من الأنماط الغنائية كما وجدت نفسي في الأوبرا».

نالت المغنية "توكمه جي" إعجاب الكثيرين من خلال أدائها لأغنية شارة مسلسل "ضبو الشناتي"، وعن هذا تتحدث بالقول: «شارة مسلسل "ضبو الشناتي" ليست مجرد شارة بل هي أغنية متكاملة لحناً وكلمات، لامست المواطن السوري ووصفت همومه بشكل دقيق لذلك لاقت النجاح لدى الجمهور، وبلا شك هذه الأغنية خدمتني لأنها قدمتني بشكل يومي ولعدة مرات لمدة شهر كامل، لشريحة عريضة من الناس ممن لم يسمعوني سابقاً، وكل الفضل في نجاح هذه الأغنية يعود إلى الفنان "إياد الريماوي" الذي كتب ولحن وشارك في أدائها».

في قصر العظم

وتضيف: «كانت هذه السنة حافلة بالنشاط فقدمت مع الفنان "إياد الريماوي" أغنية مسلسل "صمت البوح"، ورغم تميزها إلا أنها لم تحظ بالشهرة في "سورية" لأنها شارة لمسلسل خليجي، كما شاركت في العديد من الحفلات في دار الأوبرا منها احتفالية تكريم الفنان الراحل "وديع الصافي" مع أوركسترا "أورفيوس"، ومشاركات مختلفة مع عدة فرق، منها: "أوركسترا ندى"، وأوركسترا "أساتذة صلحي الوادي"، ومجموعة "لونغا"، و"الأوركسترا الوطنية للموسيقا الشرقية"، كما أحييت حفل ختام الأولمبياد العلمي السوري في دار الأوبرا».

وتتابع حديثها: «كنت قد أحييت حفل "شآم" الذي كان من نوع خاص؛ حيث كانت الأغنيات نصوصاً شعرية للدكتور "إسماعيل مروة"، وبإشراف الأستاذ "المثنى علي" الذي أعطانا الحرية الكاملة باختيار اللحن والمقام، والتجربة كانت جميلة وتحدياً كبيراً لي، كما كنت لأول مرة أغني الشرقي وأختار المقام وأقوم بالارتجال بكلمات لم أسمعها من قبل، لم يكن الأمر سهلاً فالغناء بالفصحى والتشكيل صعب، وفي الوقت نفسه يجب أن يكون اللحن مناسباً للكلمات، وقد تلقيت عدداً من المشاريع، ولكنني أفضل التريث لأنني لست غاوية شهرة بل لدي مشروع فني ولن أقدم أي عمل حتى يكون مرضياً مهما كانت الظروف، وما زلت في بداية الطريق ورغم إدراكي لصعوبته، لكنني واثقة بما أملك من الإمكانيات التي تجعلني في المقدمة، وكل ما يلزمني هو بعض التأني في اختيار أعمالي بدقة وعدم التسرع لأقدم ما يشبهني وينال إعجاب الجمهور».

واختتمت حديثها بالقول: «بدأت الغناء الشرقي وسأتابع دراسة الأوبرا، وأرغب أن أمزج بين الغناء الأوبرالي والشرقي، كالفن الذي قدمه أجدادنا فلماذا لا نعود لهم ونتعلم منهم؟ وأرى أن المستقبل أمامي ولن أضيع من يدي أية فرصة، وسأسعى لإكمال دراستي الأكاديمية في الغناء الأوبرالي حتى لو اضطررت للسفر لاكتساب قدرات ومساحات جديدة في صوتي؛ لأتمكن من أداء أصعب الأدوار الغنائية، وفي النهاية أتمنى أن تعود "سورية" كما كانت لنؤكد للعالم كله أننا شعب أقوى من الموت، وسنستمر بدراستنا وتطورنا رغم كل الظروف التي تمر علينا».

تقول عنها الفنانة "همسة منيف": «أحب الكثيرون "كارمن" من خلال عدة حفلات وأمسيات، فقد كانت متميزة بصوتها الرائع الذي يسافر بالمستمع إلى عوالم أخرى، وتمتلك "كارمن" جمال الروح والشكل، وصوتها يدخل قلب كل من يسمعها دون استئذان، وإحساسها المميز أضفى على أدائها طابعاً خاصاً بها، فحجزت لدى كبار أساتذة المعهد العالي للموسيقا مكاناً شبه دائم في حفلاتهم كمغنية كورال وصولو، وأثبتت أنها على قدر من الثقة».

يذكر أن المغنية "كارمن" حاصلة على إجازة في الصيدلة من جامعة "دمشق"، وطالبة في المعهد العالي للموسيقا، وهي من مواليد "دمشق" 1991، وشاركت في العديد من الأمسيات الغنائية.