الموسيقا عندها تكمل الرسم السوريالي، والشعر يكمل الغناء الأوبرالي، ولأنها أحبت الموسيقا والرسم منذ الصغر استطاعت "ديمة قدح" أن تبدع في هذين المجالين.

مدونة وطن "eSyria" التقتها بتاريخ 7 تموز 2014، فتحدثت بالقول: «نشأت بالإمارات العربية المتحدة، ودراستي كانت في البداية بمدرسة أجنبية وكنت لا أتكلم العربية حتى سن التاسعة، انتقلت بعدها إلى مدرسة عربية وتابعت دراستي حتى حصولي على الشهادة الثانوية عام 2000، حيث كانت عودتي إلى "سورية" ومتابعة دراستي باختصاص المحاسبة بالمعهد التجاري، إضافة إلى دراستي بقسم الترجمة بجامعة "دمشق". رحلتي الفنية بدأت مع الموسيقا بالعزف على آلة الأورغ وكنت في الرابعة من عمري، حيث عزفت مستخدمة أذني السماعية، ولطالما كنت أحب الغناء وأحياناً في عمر صغير كنت أدندن ألحاناً كثيرة تجول في رأسي، فوجودي بمدرسة أجنبية قدم لي الكثير من الاهتمام والرعاية بمواهبي، لأني منذ طفولتي كنت أشارك في حفلات مدرسية تقدم الغناء، إضافة لمشاركاتي العديدة مع كورال الكنيسة بالغناء الإفرادي».

تابعت لفترة تدريسها "الصولفيج" و"آلة البوزوكي"، هي شابة تمتلك عدة مواهب فنية تنوعت بين العزف والغناء والرسم، وهي فتاة متميزة بحضورها وتهذيبها

ثم تابعت: «وفي العام 2001 انتسبت إلى كورال "قوس قزح" وكنت عضوة فيه لعشرة أعوام، وكان لي العديد من المشاركات في عدة حفلات منها في "دمشق، اللاذقية، طرابلس، الأردن"، وتجربة الكورال والغناء الجماعي كانت من تجاربي المهمة، حيث تعرفت على أنماط مختلفة من الموسيقا، وأهم ما تعلمته في الكورال هو الهارموني، هذه المدرسة الرائعة التي جعلتني أدرس الصولفيج وأستمع إلى أنماط مختلفة من الموسيقا، فقد استمعت إلى اليوناني والتركي والإيراني والكردي والأذربيجاني، وأكثر موسيقا عشقتها هي الموسيقا اليونانية بما تحمله من سحر في اللحن، والانتقال من الحزن إلى الفرح، وهذه الروح تجسدت في كتاباتي ورسوماتي».

ديمة قدح ترسم.

عزفت على آلة "الأورغ" وهي في الرابعة من عمرها، كما عزفت على آلة "البوزوكي" بسبب عشقها للآلة وللموسيقا اليونانية مع الأستاذ "رأفت أبو حمدان"، وتتابع: «أحببت أن أطور صوتي وخبرتي الموسيقية، حيث إن طبقة صوتي هي "الدراماتيك سوبرانو"، وهي الطبقة النسائية التي تصل إلى علامات موسيقية عالية، وبنفس الوقت تكون خامة الصوت عريضة، لذلك درست الأوبرا لثلاث سنوات مع مدام "أراكس" لأني أؤمن بأن الدراسة الأكاديمية مهمة لتكمل موهبة الإنسان».

وعن نشاطاتها الفنية ومشاركاتها تقول: «كان لي مشاركة بمجال الغناء الإفرادي مع برنامج "من الناس وإلى الناس" ببيروت 2011، كما شاركت بحفلات مع الجالية اليونانية وأطفالها، وكان لي حفلتان في كنيسة مشروع دمر، وحفلة للأطفال بقيادتي».

من بعض رسومها.

أما حكايتها مع فن الرسم فتتابع عنها بالقول: «بدأت حكايتي مع الرسم وأنا في الخامسة من عمري، وكانت رسومات كرتونية تعبر عن قصص متراكمة في مخيلتي، وفي إحدى زياراتنا إلى "دمشق" وكنت آنذاك في الثامنة من العمر، عرض والدي رسوماتي على الفنانة التشكيلية "ليلى نصير" حيث أشادت برسوماتي وقالت لوالدي: إن طفلتكم تتمتع بمدرسة خاصة بها وسيكون لها مستقبل فني، أما أنا فقد دهشت من رأيها لأني كنت أعتقد أن رسوماتي ما هي إلا خربشات طفولية، وبعد ذلك بسنة بدأت رحلتي الحقيقية مع الرسم من دفتر تلوين قدمه لي والداي، ولكني لم أفعل كبقية الأطفال بالتلوين، بل نقلت الرسومات التي أعجبتني في الدفتر، وقد يعتقد الكثيرون أن النقل لا يصنع فناً ولكن بناء على تجربتي فالرسم مثله مثل الموسيقا مثل الأدب لا تنطلق ريشة الفنان إلا اذا تعرفت وتدربت على عدة مدارس، وبالنسبة لي فقد اعتمدت التعبيرية والسوريالية، وحالياً رسوماتي تعبر عن ذاتي، وما تنقله الموسيقا إلى روحي يترجم عبر رسوماتي، لم أشارك بمعارض ولكنني فزت بجائزة "شانكر" الدولية وأنا في الثانية عشرة».

وعن رأيها بمدى حرفية الفنان للّون تقول: «برأيي مقياس حرفية الفنان لا تكون باختيار اللون، بل بحرفية الريشة والقلم وبالعين السليمة، وأعني بالعين السليمة العين التي تتمتع بالروح الفنية، وبالنسبة لي فأنا أحب استخدام اللون الأخضر في لوحاتي وأحب رسم العين بشكل خاص فهي مرآة الأشخاص بمنظوري، وقد تأثرت كثيراً بالفنانة التشكيلية "زيندي" والفنان "بوريس".

ديمة قدح خلال مشاركتها بمسا الشعر

لم يحالفني الحظ أن أدرس بشكل أكاديمي في الجامعة علماً أن رغبتي الحقيقية كانت الالتحاق بكلية الفنون الجميلة، ولكن لسوء الحظ علامة واحدة غيرت مجرى حياتي».

وعند سؤالنا لها عن تأثير دراستها العلمية في فنها قالت: «دراستي للمعهد التجاري والترجمة لم تؤثر يوماً على تمسكي بالفن بل زادت مني تحدياً وإصراراً إيماناً مني بعدم وجود شيء يستطيع كسر ريشتي أو خنق صوتي لأن الفن بالنسبة لي هو روحي».

وتختتم حديثها عن دور العائلة برعاية موهبتها بالقول: «عائلتي لعبت دوراً كبيراً في تشجيعي وخاصة أمي، حيث كانت تشتري كل مستلزماتي من الألوان الزيتية والإكريليك على الرغم من أنها تعلم أني لا أتقن استخدامها، ولكن إيمانها بموهبتي دفعها كي تحتضن عشقي للرسم، وقد نجحت في ذلك فقد أخطأت مراراً، وتعلمت بمفردي التلوين والتكنيك، جدتي رحمها الله والدة أمي كانت تعزف على العود وتجيد خمس لغات، وكانت تحب الغناء وكذلك والدتي، وأظن أني ورثت تعدد المواهب، وتعدد اللغات من والدتي وجدتي، حيث إنني أجيد الإنكليزية واليونانية والقليل من الإيطالية والآن أتعلم الروسية».

الموسيقي "جوان قره جولي" قال عنها: «تعرفت إليها عن طريق موقعي الموسيقي، حيث أرسلتْ طلباً لتعلم النوتة الموسيقية، وبدأت معها إلى أن أصبحت تقرأ بشكل جيد، صوتها جميل ولديها مساحة صوت مهمة، تستطيع السيطرة على صوتها والتحكم به، أغلب أعمالها تراتيل، هي صبية تسعى وتعمل وتتعب على نفسها، لم تأخذ حقها، فهي شخص موسيقي، رسامة، تحب الفنون بشكل عام، لطيفة، إنسانية، حساسة، تحب الحياة تستحق الدعم والرعاية من قبل أي جهة مثلها مثل الكثيرين من الموهوبين الشباب».

كما قال الموسيقي "رأفت أبو حمدان": «تابعت لفترة تدريسها "الصولفيج" و"آلة البوزوكي"، هي شابة تمتلك عدة مواهب فنية تنوعت بين العزف والغناء والرسم، وهي فتاة متميزة بحضورها وتهذيبها».

يذكر أن "ديمة" ولدت في 25 شباط 1983، في الإمارات العربية المتحدة.