الهدوء، الابتكار والتجديد، الارتكاز المتقن على الموروث القديم لجهة فن الخط العربي، والتواصل مع كل التجارب المعاصرة ذات القيمة، كل ذلك نابع من جهد متواصل بذله الفنان والخطاط "محمد قنوع" لإيصال لوحاته بخط عربي إلى المتلقي.

موقع "eDamascus" بتاريخ 15/1/2012 التقى الفنان والباحث "محمد مروان" ليحدثنا عن الخط العربي لدى الخطاط الدمشقي "محمد قنوع" فيقول: «في بداية الخمسينيات بدأت في سورية نهضة صحفية فنية تعتمد على شكل الصحيفة أو الكتاب أو الملصق، فكان من أوائل من عمل في تلك المجالات، حيث ابتكر أنواعاً فنية في الخط العربي لاقت قبولاً واسعاً من قبل أصحاب الصحف والمجلات، وكثرت أعماله فتنقل من جريدة الثورة إلى البعث، ودعي للمشاركة في تأسيس القسم الفني للخط في صحيفة تشرين، كذلك ساهم في كتابة خطوط منشورات اتحاد الكتاب العرب وكتبه منذ تأسيسه، حتى بدأ انحسار الخط في الصحف والمجلات والملصقات ركضاً نحو الكمبيوتر، وكان ذلك حوالي عام 1995، إن تجربته في الصحافة السورية والأعمال التي قدمها يشهد لها جميع الذين عاصروا الخمسينيات والستينيات والسبعينيات، حيث كتب في مجال الخط التقليدي، النسخ، الرقعة، الديواني مع الخطوط المبتكرة».

كان رائد مدرسة الخط، وقائداً نقابياً في حرصه على أعمال رفاقه وقدرته على تقديم إبداعاتهم بكل احترام وتقدير، فلم أره يوماً يقلل من أهمية خطاط دون آخر، بل العكس كان يسترسل في شرح أساليب الخطاطين الآخرين، والطرق التي استعملوها من أجل تطويع الخط العربي إلى زخرفة وتشكيلات فنية زخرفية مبتكرة، وكان دائماً يدافع عن الخط العربي أنه الأساس، وأنه ليس وسيلة بل غاية وأن استخدامه كوسيلة فيه ظلم للخط والخطاط، ومن المفترض أن يكون الخطاط خطاطاً والرسام رساماً، وإذا تعاون الاثنان معاً فلا بد من أسس ومعايير تعطي لكل نوع من أنواع الإبداع حقه تماماً

وأضاف عما قاله الخطاط "قنوع" نفسه عن ذلك: «إن الخط العربي لم يتغير استعماله قديماً ولا حديثاً، فهو باق للأبد مع بقاء اللغة العربية التي هي عنوان حضارتنا، وإن الحفاظ على الخط العربي جزء من الحفاظ على التراث العربي، فالعرب حسب قوله يفتخرون بهذا الفن الذي يعبر عن هوية الأمة، ولا مجال للدعوات المغرضة في إبعاد الحرف العربي واستبداله بحروف أخرى، مثل هذه الدعوات تموت في مهدها لعظمة هذا الخط وهذه اللغة، الخط العربي ما يزال يستعمل في الصحافة والمجالات الفنية والتجارية والمكتبات، وهناك معارض تقام دائماً للخط العربي كالمعرض السنوي لوزارة الثقافة ومعارض كثيرة مشتركة لفنانين من سورية وأقطار عربية أخرى».

من أعماله

وقد كتب عنه الفنان "غازي الخالدي": «الذي كان يدهشني فيه أنه لم يكن يأبه لكل التقنيات الحديثة، وظهور نماذج من أنواع الخطوط والحروف والعناوين بالكمبيوتر، وكان يرى أن بصمات الفنان الخاصة لا يمكن أن تكون الآلة بديلة منه، والخط النسخي والديواني الذي كان يكتبه كنا نميزه عن كل ما كتب من النسخي والديواني، فأسلوبه كان متميزاً في إيقاع الحرف وشكله المرن ومسحة الطابع الخاص به واضحة تماماً.

"محمد قنوع" هو مؤسس لأمرين هامين في الخط العربي وهي ترسيخ قيم المحافظة على تراثنا الحضاري في مجال دراسة الخط العربي وفق أصوله ووفق قواعده وأوزانه، باعتباره تراثاً مهماً وله الصدارة في جميع اللوحات والنوافذ والأبواب والسقوف واللوحات العربية والإسلامية وخاصة أننا في عالم العولمة عالم المحاولات لطمس تراثنا وحضارتنا وتاريخنا، الأمر الثاني هو جمع كلمة الخطاطين وتقديمهم إلى المسؤولين وإلى المواطنين كمبدعين، حيث أسس لهم تجمعاً يشهد له الجميع، وأقيم معرض سنوي خاص للفنون التشكيلية ضم لوحات عديدة من الفنون التشكيلية، حيث عرض فيه لوحات الفنانين الخطاطين واجتهادهم في تطويع الحرف والكلمة والجملة إلى أشكال فنية تزيينية مرتبطة بشكل مستوحى من النبات أو من أي شيء له صلة بالكائنات الحية أو الأشياء المستعملة في حياتنا اليومية، كآلة الكمان أو التفاحة أو العود».

الخطاط محمد قنوع

يتابع: «كان رائد مدرسة الخط، وقائداً نقابياً في حرصه على أعمال رفاقه وقدرته على تقديم إبداعاتهم بكل احترام وتقدير، فلم أره يوماً يقلل من أهمية خطاط دون آخر، بل العكس كان يسترسل في شرح أساليب الخطاطين الآخرين، والطرق التي استعملوها من أجل تطويع الخط العربي إلى زخرفة وتشكيلات فنية زخرفية مبتكرة، وكان دائماً يدافع عن الخط العربي أنه الأساس، وأنه ليس وسيلة بل غاية وأن استخدامه كوسيلة فيه ظلم للخط والخطاط، ومن المفترض أن يكون الخطاط خطاطاً والرسام رساماً، وإذا تعاون الاثنان معاً فلا بد من أسس ومعايير تعطي لكل نوع من أنواع الإبداع حقه تماماً».

من الجدير بالذكر أن "محمد قنوع" مواليد دمشق عام 1932.

  • درس في مدارس "دمشق" وتخرج معلماً عام 1995-1981.

  • عمل فناناً مسرحياً ومخرجاً ورافق الحركة الفنية في سورية، وهو من مؤسسي المسرح العسكري والشعبي.

  • تعلم الخط على يد المرحوم "حلمي حباب" و"بدوي الديراني".

  • خط عناوين أكثر الصحف والمجلات ومنشورات اتحاد الكتاب العرب ووزارة الثقافة والإعلام والمؤسسة العربية للإعلان "سابقاً" منذ الستينيات من القرن العشرين.

  • عمل بتكليف من وزارة الثقافة على إقامة معرض الخط العربي في "باريس" مع الفنان المرحوم "نعيم اسماعيل" وكان محكماً بانتقاء اللوحات.

  • معرض الزخرفة في الخط "الندوة الدولية للآرابيسك في تركيا" عام 1997 وكان مشرفاً على معرض الخط العربي في مكتبة الأسد.

  • عشرات المعارض في مناسبات مختلفة قي سورية وعدد من الأقطار العربية والأجنبية.

  • ندوات ومحاضرات ولقاءات صحفية وإذاعية وتلفزيونية في سورية وبعض البلاد العربية.

  • عمل على تأسيس رابطة الخطاطين السوريين وهو رئيس جمعية الخطاطين السوريين.