تذكيراً بإبداعه وتخليداً لفنه المميز في رسم الكاريكاتير، ولأنه استطاع ترك بصمته الواضحة حتى بعد رحيله، موقع"eDamascus" التقى أصدقاء الفنان "ربيع العريضي" ليتحدثوا عنه.

الرسام الكاريكاتيري "نضال خليل"، قال عنه: «حاول الفنان "ربيع العريضي" عبر سنوات من العمل المتواصل في مجال الفن الكاريكاتيري أن يتميز بأسلوب فني خاص به ومختلف عن غيره من الرسامين في هذا المجال الفني، ومسيرته الفنية بدأت بالنضج والتطور عندما بدأ النشر في الصحف، واستمر حتى عام 2005، فكانت هذه المرحلة هي الأكثر نضجاً ووضوحاً من ناحية الأسلوب والتكنيك الفني، وأصبحت أكثر تماساً مع الحدث، كما أن وجوده في إطار المنافسة في النشر خلق لديه حالة من التحدي والدافع لتطوير أدواته والبحث عن مكانة مميزة له في عالم فن الكاريكاتير، وأنا أعتقد أنه نجح في هذا البحث وحصل على هذه المكانة المميزة التي كان يريدها في عالم الفن، كما أنه نجح في الأسلوب الفني الذي كان يتبعه وهو التزاوج بين التكنيك الفني العالي والفكرة التي يريد إيصالها».

نجح "ربيع" في توظيف الحركة واللون والتكوين معاً في خدمة الفكرة، بحيث لا يكون هناك داع لأن يخوض في الشروح والتعليق على اللوحة، وكانت معظم لوحاته تنشر من دون تعليق، لأن لوحاته كانت تشرح نفسها بنفسها، فكانت لديه القدرة على السيطرة على مساحة اللوحة والتناغم بين الشخصيات، والسيطرة على معادلة الصورة والكلام وهذا ما أعطاه التميز في عالم الفن الكاريكاتيري، ومن ناحية الشخصية كان إنساناً هادئاً ومثقفاً وكان محبوباً من جميع الوسط الفني ولم يكن لديه أي صراعات مع أي أحد

يواصل الفنان "خليل" حديثه قائلاً: «إن اعتماد "ربيع" على الخط في الرسم ونضج خطه وإتقانه في استخدامه تقنية الكمبيوتر بشكل جيد أعطى قدرة كبيرة للوحاته الكاريكاتورية في إيصال الرسالة بما يخدم الموضوع والفكرة الرئيسية التي يريد إيصالها، وبعد نضج تجربته الفنية ووصوله لمجموعة من مقومات التكوين والاكتمال الناجح للوحة الكاريكاتيرية خلق لديه حالة من الارتقاء إلى الأمام في عالم الفن الكاريكاتيري، وهذا ما دفعه إلى إقامة معارض لنشر فنه بشكل أكبر، وهذا الارتقاء أهله للفوز بالعديد من الجوائز على مستوى العالم».

اللوحة الفائزة بالمهرجان طهران الدولي

وأضاف "خليل": «نجح "ربيع" في توظيف الحركة واللون والتكوين معاً في خدمة الفكرة، بحيث لا يكون هناك داع لأن يخوض في الشروح والتعليق على اللوحة، وكانت معظم لوحاته تنشر من دون تعليق، لأن لوحاته كانت تشرح نفسها بنفسها، فكانت لديه القدرة على السيطرة على مساحة اللوحة والتناغم بين الشخصيات، والسيطرة على معادلة الصورة والكلام وهذا ما أعطاه التميز في عالم الفن الكاريكاتيري، ومن ناحية الشخصية كان إنساناً هادئاً ومثقفاً وكان محبوباً من جميع الوسط الفني ولم يكن لديه أي صراعات مع أي أحد».

كما التقينا الفنان الكاريكاتيري "جواد مراد"، وحول رأيه بالفنان "ربيع العريضي" يقول: «في البداية يعز علي أن استخدم كلمة "كان" في الحديث عن الفنان والرسام الكاريكاتيري الذي ترك بصمة واضحة في عالم فن الكاريكاتير في سورية والعالم العربي.

من أعوال الفنان ربيع العريضي

"ربيع العريضي" كان فناناً مبدعاً ورساماً مميزاً بكل ما تعنيه الكلمة من معاني فنية وإبداعية، أخذت السياسة حيزاً كبيراً من أعماله مثل الوحشية الصهيونية في فلسطين العربية المحتلة وراعيتها الولايات المتحدة التي لا تقل عنها إجراماً ووحشية وخصوصاً في العراق وأفغانستان وبقية العالم، كما طرح في رسوماته الكاريكاتيرية مشاكل الشعوب العربية "كالفساد، الاستغلال، التفاوت الطبقي، الفقر والعادات البالية"، وهي مواضيع واضحة للعيان والمتابع بمجرد رؤية نتاجه الفني المبدع والمميز، ومن هنا كانت تتحرك ريشته لترصد واقعاً مؤلماً حوله إلى شيء ساخر أحياناً أو إلى شيء مؤلم أكثر أحياناً أخرى، فالكاريكاتير السياسي ليس من الضروري أن يكون ساخراً بقدر أن يحمل فكرة ما يريد الفنان إيصالها إلى الناس، كما هو واضح أيضاً اهتمامه بالفكرة أكثر من تنفيذها وهذه المسألة محل الجدل فهناك من يتقبلها وأنا منهم وهناك من ينتقد تغلب الفكرة على الشكل، واستطاع "ربيع" أن يوحد بين شخصياته وأسلوبه وهذا ما كان يميزه من غيره من الفنانين في الكاريكاتير، فكنا نميز أعماله غالباً دون النظر إلى توقيع الفنان، فكان نادراً ما يستخدم التعليق في لوحاته لأن لوحاته كانت تستطيع إيصال الفكرة والرسالة المطلوبة من دون أي حاجة للتعليق عليها».

كما التقينا الفنان التشكيلي "رفاعي أحمد"، وحول رأيه بالفنان والرسام الكاريكاتيري "ربيع العريضي" يقول: «كان الفنان "ربيع العريضي" يرسم في عالم يعاني من القلق، ليرسم بلوحاته البسمة والأمل، فلوحاته كانت تحمل في طياتها فكرة ما أو أملاً يضيء سواد هذه الحالة، فكانت أعماله منحازة إلى تفكير الشارع هموماً وهواجس، وإن طغت عليها الأعمال ذات الإسقاطات السياسية المتعلقة بالأحداث التي تشهدها المنطقة، ويعلن من خلالها "العريضي" مواقفه الصريحة التي تأتي متناغمة مع مواقف السواد الأعظم من الشارع المحلي والعربي تجاه آلة الحرب الإسرائيلية وسياسات الإدارة الأميركية وما ينتج عن ذلك من تداعيات وآثار تتصدر المشهد السياسي وتستحوذ اهتمام الناس من خلال ما تحمله من مفارقات من النوع المضحك المبكي، وصارت بعض أعماله علامات بارزة تحسب لتفرده في أسلوبيته الفكرية والتقنية، لكي توثق بجهوده الفنية والإبداعية ملامح ومميزات لفن كاريكاتوري مميز، يرسخ في حضوره البصري والجمالي في أذهان المشاهد العربي والعالمي، ولم ينس "العريضي" أن يعير اهتماماً لحالات مثل الغنى الفاحش وما يقابله من فقر وعوز ومثل الوعود الانتخابية التي ما تلبث أن تذروها الرياح، لكنه يفعل ذلك بعمومية ولا يلامس لب المشكلات، حيث الأنسنة ومفردات التوافق الشكلي واللوني والسياق التأليفي في حركتها وتناغماتها كمجال ملحوظ في مساحاته اللونية وطقوس أفكاره إلى حدود الشغب الجميل، وكأنه يصوغ سجادة آدمية فكانت لوحاته أقرب إلى سجادة الإنسانية، عندما تكتظ بحرارة الصدق الزماني والمكاني في مكان توليف بنائية التكوينات التفاعلية لكوادر تناقضات كونية كان يجدها في عناصر التكوين في لوحاته التي كانت قريبة من هموم الشارع السوري والعربي البسيط».

التهويد الإسرائلي للقدس

والجدير بالذكر أن الفنان "ربيع العريضي": من مواليد "دمشق ـ جرمانا" عام 1976، عضو في أسرة الكاريكاتور السوري، شارك في العديد من المعارض الجماعية المحلية والعالمية شمل بلداناً عديدة منها "كوريا، رومانيا، تركيا، الصين، الهند، اليابان، تونس.."، كما سبق له المشاركة بمهرجانات عديدة أبرزها مهرجان "تونس"، عمل لمصلحة المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم "ألكسو" في رسم أغلفة للمجلة العربية للعلوم وفي تصميم ورسم وإخراج ملصقات بيئية تخص البيئة بالوطن العربي والانتهاكات الإسرائيلية في فلسطين، أعماله كانت تنشر بشكل دوري في العديد من الدوريات العربية منها "صحيفة الشاهد اللبنانية، الفراعنة المصرية، ومجلة عشتروت اللبنانية"، صمم العديد من البوسترات وأغلفة الكتب والمجلات، له أعمال مقتناة في مقر الأمم المتحدة في "فلسطين"، كما صدر له كتاب كاريكاتير بعنوان "أسود بأسود".

كما أقام ثلاثة معارض فردية في "سورية- دمشق" "2003/2004"، وفي المركز الثقافي في "أبو رمانة" 2010.

كما أنه حاصل على عديد من الجوائز منها: شهادة تقدير من مهرجان تونس للكاريكاتير، شهادة تقدير من المؤسسة العامة للمعارض والأسواق الدولية، شهادتي تقدير من وزارة الصحة، فائز بالمركز الأول على التوالي بانتقاء ملصق اليوم العالمي للايدز لعامي "2003ـ 2004"، فائز بالجائزة الخاصة لمسابقة غزة الدولية في الكاريكاتير التي أقيمت في "طهران".