الرسم عالمٌ من السحر والجمال يحتاج إلى اهتمام ومتابعة حتى لا يفقد بريقه بين أنواع الفنون الأخرى، و"سارة أحمر" واحدة من محبيه.

موقع "مدونة وطن" التقاها بتاريخ 3/12/2011، وعن بداية قصّتها مع الرسم أجابت: «بدأت بعمر السنتين أميل إلى الرسم على الدفاتر وتلوين الصور ولأن أمّي من محبّي الرسم لاحظت أني أقضي وقتاً طويلاً وأنا أرسم وألوّن، فحاولت أن تعطي هذا الميل لدي فرصةً حقيقيةٌ، وسجّلتني في معهد "أدهم اسماعيل" وكان هذا بعمر خمس سنوات لأنها السن المقبولة لدخوله، وفي فترة تدريبي في المعهد لاحظ أستاذي أن لدي موهبةً تستحق المتابعة، فكان الدعم منه ومن عائلتي هو ما جعلني أقدّم أوّل معرض منفرد لي بعمر ثماني سنوات في المركز الثقافي الروسي مع أربعين لوحة أعتبرها أصدقاء الطفولة التي كانت البداية معهم».

مازلت أحتفظ برسوماتها وهي طفلةً، فكانت تلوّن صور الأطفال بكلّ دقة وتناسق، وما زاد ثقتي بموهبتها حصولها على جائزة وهي بعمر ست سنوات أثناء مشاركتها بأحد المعارض، فالرسم كان وسيبقى رفيقها الدائم، وطموحها بهذا المجال كبير فهي تسعى لاحترافه أكاديمياً كي تتمكن من تقديم العديد من المعارض تضاف إلى ما قدّمته منذ طفولتها وحتّى الآن

لم تتوقف موهبة "سارة" هنا بل أخذت تكبر مع الأيام، وتتالت معارضها الفردية منها والجماعية وعن هذا تقول: «بعمر الثالثة عشرة بدأت أخصص موضوعاً معيناً لرسوماتي فكان المعرض الثاني خاصاً بالأيقونات، وكان مجرّد تعبير طفولي وليس احترافاً بكلّ معنى الكلمة، وفي نفس العام شاركت بلوحاتي في افتتاح جمعية "أصدقاء مرضى التلاسيميا"، ومع مرور الوقت أصبح الرسم جزءاً من حياتي وفي كلّ يوم كان حبي له يدفعني للعمل على موهبتي، حتى قمت وأنا في السابعة عشرة من عمري برسم لوحات تجريدية وكان هذا رابع معرض لي، إضافة إلى العديد من المعارض المشتركة التي أضافت إلى قصتي مع الرسم الكثير فأصبح بالنسبة لي حباً وموهبةً وليس مهنةً أقوم بها، وكنا من خلالها نكرّم شخصيات معروفة أو نخلد ذكرى أشخاص تركوا بصمتهم في عالمنا».

من معرضها بعمر السابعة عشر

ورداً على سؤالنا بأي حالة نفسية ترسمين وماذا تحبين أن ترسمي على وجه الخصوص أجابت: «لا توجد حالة معينة تدفعني للرسم، لكنّه إحساس داخلي ورغبة تتملكني وتجعلني أمسك بريشتي وأرسم دون توقف، وسواء كنت حزينة أم سعيدة أحاول أن أعبر بلوحاتي عمّا أشعر به، فلا يجب أن نسمح لأي عائق داخلي أو خارجي أن يقف بطريق موهبتنا بل الأفضل أن نحوّله إلى حالة إيجابيّة تساعدنا على المضي قدماً في عالم الرسم، ومن أكثر الأمكنة المفضلة لدي كي أرسم فيها معهد "دمشق القديمة" حيث أتردد إليه بين الحين والآخر، أمّا الأشياء التي تشدني لرسمها فهي الوجوه ولاسيما الأنثوية منها، وأعتقد أن المرأة ستحصل على اهتمامي في معارض لاحقة لكونها تستحق توجيه الأضواء على حياتها بكل مراحلها، فهي محور اللوحات التي أقوم بالتحضير لها حالياً».

كما تحدثنا إلى الفنان التشكيلي "باسل الأيوبي" الذي أشرف على موهبة "سارة" وأجابنا عن رأيه بلوحاتها وتطورها من عمر السنتين وحتى الآن: «موهبتها كانت وما زالت مميزة، والأهم أنها عملت على تطويرها وصقلها جيداً كي لا تصبح مجرد لوحات روتينية، فالمتابعة هي الأساس في الرسم إلى جانب تحديث الرسام لأسلوب رسمه، وأعتقد أن الإحساس الذي تملكه "سارة" سيدخلها إلى عوالم أخرى في الرسم مادامت مستمرة في التدريب وتنمية موهبتها وبالأخص حذرها من الوقوع أسيرة الغرور الذي يصيب بعض الفنانين وينهي مسيرتهم الفنية».

من اللوحات

ورغم أنّها لم تدخل كلية الفنون الجميلة لكنّ موهبتها لم تتوقف بل عملت جاهدة على صقلها، دون أن تعتبر نفسها محترفةً للرسم وإنما هاويةً له، ولمعرفة المزيد عن رسومات "سارة" التقينا أمها السيدة "أمل جيلو" التي تحدثت عن عشق ابنتها للرسم قائلةً: «مازلت أحتفظ برسوماتها وهي طفلةً، فكانت تلوّن صور الأطفال بكلّ دقة وتناسق، وما زاد ثقتي بموهبتها حصولها على جائزة وهي بعمر ست سنوات أثناء مشاركتها بأحد المعارض، فالرسم كان وسيبقى رفيقها الدائم، وطموحها بهذا المجال كبير فهي تسعى لاحترافه أكاديمياً كي تتمكن من تقديم العديد من المعارض تضاف إلى ما قدّمته منذ طفولتها وحتّى الآن».

وختاماً لابد من الإشارة إلى أن "سارة" من مواليد 1990 من طلاب كلية الإعلام في جامعة دمشق، تقوم حالياً بالتحضير لمعرضها القادم حتى يكون بمثابة انطلاقة جديدة لموهبتها في الرسم.