استطاعت أن تحول موهبتها من مشروع شخصي لمشروع إنساني عام، وذلك بحسن توظيفها للفن التشكيلي كوسيلة للتعليم البيئي.

إنها الفنانة "سيلفا إبراهام عرضحالجيان"، التي التقاها eSyria فكان لنا معها الحديث التالي: «أنا من مواليد "دمشق"، المدينة التي ترعرعت فيها حيث بدأ اهتمامي بالرسم منذ الطفولة، وخصوصاً رسم "البورتريهات" أي "الوجوه"، وكذلك المناظر الطبيعية، وكنت حينها أنفق من خمس إلى ست ساعات يومياً في ممارسة هواية الرسم».

كلما جرب الإنسان أكثر تطور أكثر، لذا أعتمد على تطوير طريقة تعليمي من خلال تجربتي، وأتمنى أن تصل أعمالي إلى مرحلة الإتقان الفني- مرحلة الاحتراف-

تمكنت الفنانة "عرضحالجيان" من بيع لوحاتها في سن مبكرة، حيث أوضحت ذلك بالقول: «كان لوالدي محل لبيع التحف الشرقية في سوق المهن اليدوية، وكنت أعرض فيه بعض أعمالي، وعندما كنت في الصف الثامن جاء أحد السياح لشراء لوحة من لوحاتي، ولم يقتصر الأمر عند هذا الأمر بل عرض أحدهم علي عرضاً مفاده أن يعطيني وجوهاً لأشخاص أقوم برسمها، ليقوم هو بتحويلها إلى مجسم، وذلك مقابل أن أتقاضى أجراً على ذلك الأمر».

م.فكتوريا توماجان

ثم تتابع "عرضحالجيان" حديثها قائلة: «عندما حصلت على الشهادة الثانوية كانت لدي الرغبة في دراسة كلية الفنون الجميلة، ولكني لم أتلقَ التشجيع الكافي من الأهل، لذلك دخلت كلية الهندسة الميكانيكية، حيث تخرجت سنة 1990 لأعمل بعد تخرجي في قسم الأبنية التعليمية، وكان المجال بعيداً كل البعد عن المجال الفني، ثم انتقلت للعمل بمديرية شؤون البيئة "الإعلام البيئي"، وفي هذا العمل قمت باستخدام موهبتي بتجسيد فكرة البيئة "بالمزج بين البيئة والفن"، وكان ذلك منذ عام 2003 إلى الآن، ومن يومها نفذت عددا من المعارض البيئية، وأكثر ما كان يلفت نظري هو موضوع التلوث، ومن المعروف أن الحل الأمثل لمشكلة النفايات هو إعادة التدوير، وذلك للتخفيض منها، فتدوير الورق يحافظ على الأشجار "الثروة الغابية"، والتي هي في تراجع مستمر».

أما عن مشاركاتها خارج "دمشق"، وفيها فذكرتها بالقول: «لي مشاركات عديدة خارج مدينتي، منها على سبيل المثال لا الحصر مشاركتي في أسبوع العلم التاسع والأربعين في "حمص"، وكذلك في مهرجان الطلائع القطري السابع والثلاثين، أما مشاركاتي داخل دمشق فقد أقمت سبعة معارض إلى الآن».

م.م. سهاد أبو لبدة

تحاول الفنانة "سيلفا" نقل مهارتها هذه في توظيف الفن التشكيلي كوسيلة لتدوير النفايات إلى الطلبة في المدارس، إذ شرحت لنا ذلك قائلة: «عملت من خلال التعليم البيئي مع مدارس التعليم الأساسي، وحاولت نقل هذه الخبرة للأطفال، وكان تفاعلهم ممتازا، وقمت بإشراك بعض الأطفال في المعارض التي أقيمها، مثل المعرض الذي أقمته في مكتبة الأسد الوطنية، حيث شارك فيه طلاب من مدرسة الأعراف التي تقع في "دمر" في محافظة "دمشق"».

تطورت هذه التجربة، إلى أن طلب منها الدكتور المهندس "غزوان الوز" مدير التربية في محافظة "دمشق" إقامة نواد بيئية في ست مدارس في مرحلة التعليم الأساسي، الأمر الذي استدعى تنفيذ دورات بيئية للمشرفين على هذه الأندية في منظمة طلائع البعث».

من أعمال الفنانة سيلفا

وحول طموحاتها المستقبلية تحدثت لنا قائلة: «كلما جرب الإنسان أكثر تطور أكثر، لذا أعتمد على تطوير طريقة تعليمي من خلال تجربتي، وأتمنى أن تصل أعمالي إلى مرحلة الإتقان الفني- مرحلة الاحتراف-».

ومن الذين عملوا مع الفنانة "سيلفا" التقينا المهندسة "فكتوريا توماجان" فتكلمت لنا عن الدور الذي لعبته زميلتها في تطوير التعليم البيئي في مديريتهم بقولها: «لم تكتف الفنانة "سيلفا" بتطوير تجربتها في هذا الحقل الفني الخاص "تدوير النفايات من خلال توظيفها في الفن التشكيلي" بل عملت على نقل هذه التجربة وبكل صدق لزملائها في العمل وكذلك للمشرفين والطلبة في القطاع التربوي، فهي حقيقة مثال لمن يعمل بروح الفريق».

كما التقينا زميلة أخرى لها في قسم الإعلام البيئي، وهي المهندسة المساعدة "سهاد أبو لبدة" فأعطتنا فكرة عن البراعة الفنية لدى المهندسة "عرضحالجيان" في تحويل التالف من المواد إلى أعمال فنية بقولها: «استطاعت الفنانة سيلفا عرضحالجيان وببراعة الاستفادة من مواد كانت في السابق ترمى بالقمامة دون الاستفادة منها، كقصاصات القماش الصغيرة مثلاً وذلك باستخدامها في تشكيل لوحات فنية جميلة، وما زاد الأمر روعة أن مواضيع هذه اللوحات كانت تتطرق إما للتلوث البيئي، أو لأهمية البيئة السليمة الصحية، الأمر الذي يجعل الاستفادة والتأثر أكبر من قبل من يشاهد هذه الأعمال الفنية المميزة».