بعد أن قرر المخرج "بسام الملا" إيقاف سلسلة أجزاء "باب الحارة" نهائياً يعود إلى البيئة الشامية من خلال عَمَل "الزعيم" الذي كتبه الفنان "وفيق الزعيم".

ويروي مسلسل "الزعيم" حكاية شعبية في إحدى الحارات الشامية يتناول فيه المؤلف تاريخ مدينة "دمشق" إبان حكم الملك "فيصل"، وذلك بعد خروج العثمانيين وقبل دخول الاحتلال الفرنسي بين عامي /1918/ ، /1920/.

العمل يبرز الأهمية التاريخية الكبيرة لمدينة دمشق على كافة الصعد التجارية والسياسية والدينية والاقتصادية

وحول تجربته في كتابة هذا العمل يتحدث الفنان والمؤلف "وفيق الزعيم" لموقع eDamascus: «العمل يتناول الخانات القديمة التي كانت موجودة في دمشق في فترة تاريخية معينة قبيل الاحتلال الفرنسي، كذلك يسلط الضوء على شخصيات زعماء الحارات والخانات في ذلك الوقت».

من مسلسل "الزعيم"

ويضيف: «العمل مملوء بالصراعات سواء أكان ذلك في داخل الحارات أم خارجها، وحتى هناك صراعات في البيوت نفسها، في إطار تناول العلاقة بين الخير والشر التي تشكل الدراما الحقيقية».

ويؤكد كاتب العمل أن ما حرضه على الكتابة هو «الرغبة في تقديم صورة الحارة الشامية كما عشتها وأعيشها، فأنا ابن هذه الحارة، وكثير مما قدم عن الحارة الشامية لا يرضيني، ولا أرى أنه يعبر عن الأجواء الحقيقية لها، فأردت أن أقدم هذه الحارة كما هي في وجداني وفي الذاكرة الجمعية لأبنائها، وهناك الكثير من التفاصيل التي أغفلها الكتّاب، وأعتقد ضرورة إبرازها، ولاسيما ما يتعلق منها بحياة الناس، وهذه الفكرة كانت تراودني منذ مدة طويلة، والآن جاء الوقت المناسب لطرحها».

كاتب العمل الفنان "وفيق الزعيم"

ويجسد الفنان "الزعيم" شخصية "داغر" وهو الابن الأكبر لزعيم حارة "خان الشكر" والشخصية هادئة ورزينة ولها بُعد ثقافي وسياسي ضمن الصراع الموجود، مشيراً إلى أن الشخصية تختلف تماماً عن شخصية "أبو حاتم" التي سبق أن قدمها على مدار خمسة أجزاء في مسلسل "باب الحارة".

فيما تقول الفنانة "وفاء موصلي" إن الشخصية التي تؤديها في "الزعيم" تختلف تماماً عن شخصية "فريال" التي قدمتها في "باب الحارة"، وتضيف: «أؤدي دور زوجة ابن الزعيم وهي إنسانة بسيطة وعفوية قد تصل أحياناً إلى حد السذاجة وتخاف كثيراً من الغيبيات والمستقبل المجهول، وتسعى دائماً لتزويج بناتها لشبان من أفضل العائلات».

الفنانة "وفاء موصلي"

في حين يجسّد الفنان "مجد رياض نعسان آغا" شخصية أحد الشبان المثقفين في تلك الفترة، بدور "حامد أفندي" وهو محامٍ درس القانون ويستعين أهل الحارة به في حل مشاكلهم، كذلك هو دائم البحث بقضايا الجيش والوطن بالاجتماع مع وجهاء الحارة، يشير الفنان "مجد" إلى «أن العمل يركز العمل على شريحة المثقفين بعكس أعمال البيئة الشامية التي تغفل عادة شريحة المثقفين من الرجال أو النساء».

أما الفنان "جمال قبش" فيجسد شخصية تاجر ويقول: «سأخرج في هذا العمل من عباءة الضابط الفرنسي القاسي الذي ظهر في "باب الحارة"، وأجسد شخصية "أبو مروان" وهو تاجر مسيحي كبير لديه خان الزيت».

مشيراً إلى أن: «العمل يبرز الأهمية التاريخية الكبيرة لمدينة دمشق على كافة الصعد التجارية والسياسية والدينية والاقتصادية».

وكما في كل الأعمال الشامية هناك شخصية ظريفة يؤديها في "الزعيم" الفنان "زهير رمضان" والشخصية اسمها "أبو ساكو"، عن هذه الشخصية قال الفنان "رمضان": «اسم الشخصية بحد ذاته طريف جداً... حيث ساكو كلمة تعني الجاكيت الطويل لأنه يرتدي هذا الساكو في كل الأوقات، وهو محتال ظريف محب للحياة».

ويقول المخرج "مأمون الملا" إنهم تجنبوا التصوير ضمن الديكور الذي تم فيه تصوير "باب الحارة": «هناك رؤية إخراجية جديدة لهذا العمل، لا تبتعد في أجوائها عن أسلوب المسلسل الأول، لكن مع تطور كبير في المعالجة وبحلول إخراجية مختلفة».

الجدير بالذكر أن مسلسل "الزعيم" سيكون جاهزاً للعرض على الشاشات في شهر رمضان عام /2011/، ويضم حوالي /95/ شخصية ويشارك في العمل نخبة من الفنانين السوريين منهم: "منى واصف، خالد تاجا، أمل عرفة، باسل خياط، قيس الشيخ نجيب، سليم صبري، صبا مبارك، عبد المنعم عمايري، وفاء موصلي، زهير رمضان، وفيق الزعيم، ثناء دبسي، فاديا خطاب، محمد خير الجراح، علاء قاسم، عبد الهادي الصباغ، صفاء سلطان، هدى شعراوي، تاج حيدر، ميريام عطالله، إمارات رزق، حسن دكاك، وآخرون"، وهو من إخراج "بسام ومؤمن الملا".