«منذ معرضه الأول في صالة المعهد الفرنسي بـ"دمشق"عام 1999، برزت تجربة النحات "غزوان علاف" كواحدة من التجارب النحتية الجديدة في عالم التشكيل السوري وهذا ما أثبته في عروضه اللاحقة، التي شكل كل واحد منها قفزة جديدة وإضافة لبحثه في الخامات والإنسان، حيث وبمتابعة رصينة ومتأنية يبلور بحثه الشكلي والتقني في عوالم مواد متنوعة "برونز، خشب، زجاج،.."».

هذا ما كتبه "عصام درويش" الرسام والناقد التشكيلي في تقديم "الكاتالوج" الخاص بالفنان "غزوان علاف".

بدأت أعرض بشكل احترافي منذ عام 1992، أي قبل تخرجي حيث شاركت بمعارض مشتركة، وفي عام 1999 كان أول معرض فردي لي، عرضت فيه مجموعة أعمال جيدة، اشتركت مع نحاتين آخرين، وهم "عروبة ديب" و"باسل السعدي"، عملنا معرضاً ثلاثياً في صالة "عشتار"، فكان أول معرض يأخذ عملي على أنه موضوع أعمل عليه، كان هناك وحدة في الأعمال، وقتها كنت أعرض وأعمل بالوجوه (البورتريه)، قبل ذلك كنت أعمال منحوتات فيها شيء من التشخيص، بعد هذا المعرض بدأت أختص بالوجوه

موقع eSyria حول الفنان "غزوان علاف" وهذه التجربة في البحث المستمر، على مستوى الشكل والمضمون، وهذه الانتقالات الهادئة، التي تتجه بتجربته إلى الأمام، أو بخط بياني متصاعد باستمرار، والتي تنبع من ذهنية متحررة من كل القيود المألوفة في المدارس أو المذاهب الفنية، أجرى جملة من الأحاديث وكان أولها مع الفنان التشكيلي وصاحب صالة "فري هاند" "أحمد قطيط"، الذي قال: «"غزوان علاف" من الفنانين المميزين حقيقةً، بدء مثل كل الفنانين العاملين بالنحت، ولكن هناك خط خاص كان يميزه على الدوام، وعمله له خصوصية، من حيث المواد التي يستخدمها، والأسلوب الذي يتبعه، فهو ليس كأي شخص يعمل في النحت، لأنه يوظف الخامات ويجمعها، ليكوَن عملاً متكاملاً بأربع أو خمس خامات، وهذا شيء مهم، وأنا أشجع عمله منذ بداياته، لأني أراه وأرى فيه النحّات، فهو كإنسان نشيط جداً، وليس مثل غيره، لو كان نشاطه موجود في كل الفنانين لكنت وجدت عطاءهم مختلفا تماماً، ونتيجة نشاطه الشخصي نرى فنه على ما هو عليه في المقدمة، بداياته كانت مميزة، وما زالت مميزة، نحن عملنا له معرضاً في "الدوحة" وكان من المعارض المميزة التي أخذت صداها في الخليج العربي بشكل عام، وحتى الآن نُسأل عن عمله، ويتم طلب "كاتالوكات" المعرض، فمنذ ذلك المعرض الذي لا يزال حاضراً منذ سنة ونصف تقريباً، وأنا أرى "غزوان" خامة خاصة ومختلفة عن كل الفنانين».

من أعماله

أما الفنان التشكيلي "إسماعيل نصرة" فقد تحدث عن الفنان بالقول: «النحات "غزوان علاف" خلال فترة قصيرة استطاع عمل خط خاص به، وشيء مميز، فقد عمل على موضوع وما زال يعمل عليه وهو البرونز، من جديد يعمل على الخشب أكثر من البرونز، في البداية كان له تجارب برونزية مهمة جداً، وأستطيع أن أقول بإخلاص أكثر لأننا شكلنا ثنائي بالعرض نحت ورسم، وكنا نقوم بمعارض مشتركة، في داخل سورية وخارجها، أرى أنه ضمن خارطة التشكيل في سورية (للنحاتين خاصةً) استطاع عمل شيء خاص به، وبرأيي أن أمامه الكثير من التجارب المهمة يمكن أن يقدمها في النحت، تجربته تتحمل الكثير من البحث، وبالنسبة لأبناء جيله وحتى الأكبر منه بعض الشيء حقق حضوراً مميزاً».

بدورها تحدثت الآنسة "ريم الخطيب" رئيسة مركز "أدهم اسماعيل" للفنون التشكيلية: «معرفتي بـ"غزوان" تتعدى السبع سنوات، أنا بشكل شخصي معجبة جداً باجتهاده، وهو من القلائل من الفنانين الذين تخرجوا من معهد الفنون التطبيقية في قلعة "دمشق"، والذين استطاعوا أن يكونوا موجودين في الساحة الفنية بقوة، "غزوان" مجتهد ولديه خيال، وهو من الفنانين الشباب الذين يعملون بصمت ولكن لديهم حضور قوي، وأنا سعيدة بمشاركة الأفكار معه بشكل يومي والاطلاع على تجربته، وأعتقد أنه من الجميل أن يكون لدى فنان شاب الأناقة في العمل، وصياغة الأفكار بالطريقة التي يعمل عليها "غزوان" عليها».

من أعماله

وأخيراً يقول الفنان "غزوان علاف" على جزء من تجربته: «بدأت أعرض بشكل احترافي منذ عام 1992، أي قبل تخرجي حيث شاركت بمعارض مشتركة، وفي عام 1999 كان أول معرض فردي لي، عرضت فيه مجموعة أعمال جيدة، اشتركت مع نحاتين آخرين، وهم "عروبة ديب" و"باسل السعدي"، عملنا معرضاً ثلاثياً في صالة "عشتار"، فكان أول معرض يأخذ عملي على أنه موضوع أعمل عليه، كان هناك وحدة في الأعمال، وقتها كنت أعرض وأعمل بالوجوه (البورتريه)، قبل ذلك كنت أعمال منحوتات فيها شيء من التشخيص، بعد هذا المعرض بدأت أختص بالوجوه».

وعن سبب اختياره للوجوه موضوعاً، يجيب: «من يريد العمل بالفن لن يكون لعمله أهمية إذا لم يكن له خصوصية، إذا عملت على تقليد فنانين آخرين، أو تأثرت بأحدهم داخلياً أو خارجياً، فالعمل ليس له أهمية، هذا على صعيد الشكل، على صعيد الأفكار وهي دائماً مرتبطة بالشخص وبيئته وطفولته، فأنا اخترت الوجوه لأنني أحسست أنه يجب أن أبدأ بنقطة محددة حتى أبني طريقي وخط يعرفني به الناس، الوجه ليس شيئاً بسيطاً أو سهلاً أو بإمكان الشخص الإحاطة به، هو عالم بحد ذاته، على مستوى التفاصيل والتشريح والشكل والكتلة والفراغ والتعبير، فهو عالم بحد ذاته، منذ 17 عاما أعمل على الوجه، والزخم لدي للعمل عليه يمكن أن يستمر لعشر سنين أخرى، لم أحدد بعد ماذا سأعمل بعدها، ولكن هذا الطريق هو الذي يقودني للعمل، كلما أصل إلى مرحلة أكتشف أن هناك الكثير لم أخضه بعد، فمثلاً عملي خلال الأشهر السابقة فيه شيء مختلف على صعيد التكوين عن أعمالي السابقة، هناك دائماً شيئاً مختلفاً».

من أعماله