"سومر سلام" فنانة شابة تمتلك ريشة فنية صوفية تداعب الألوان بحرفية فنانة شابة ترغب الولوج إلى العالم اللوني بطريقة خاصة تميزها عن عائلتها التي اندمجت بالحركة التشكيلية السورية.

موقع "eDamascus" التقى الفنانة الشابة "سومر سلام" ابنة النحات "زكي سلام" لتحدثنا عن ألوانها وريشتها الخاصة، وتميزها باقتناء ألوان وخطوط إبداعية تمهد بها طريقها إلى عالم الفن التشكيلي.

الفنون كلها ذات طاقة داخلية، وهذه الطاقة يجب أن تتفرغ بنوع من أنواع الفن، وباعتبارهم عائلة فنية تحوي جميع أنواع الفنون منذ طفولتها، وباعتبارها احتوت كل الفنون أرادت أن تبتكر نوع آخر للفن تكمل هذه المجموعة الفنية

عن تقديم لوحاتها من خلال اللون والمواضيع الفكرية والفلسفية تقول: «اعتمد على الاثنين معاً، في معرضي "هالات" اعتمدت على الموضوع الفلسفي، وكانت الألوان هي الداعم لهذا الموضوع، كما كان الهدف من الموضوع إعطاء المعرض واللوحات حقها بطريقة تشكيلية خاصة، وكانت فكرة المشروع هي كيف أن الألوان تعطي لكل شخص من الشخوص الموجودة في اللوحة طابعاً معيناً، أو أن كل شخص من هذا المجتمع يعكس ألوان معينة، فالترابط بين الفكرة الفلسفية واللونية وثيقة جداً، وبنفس الوقت انعكست فكرة التصوف على طريقة إنجازالفكرة في اللوحة، فالخطوط ضمن اللوحة عبارة عن مجموعة من الألوان تنسج على شكل دوامة ضمنها، وكل شيء يتلاشى ولكن يبقى شيء معين موجود ضمن اللوحة يجذب المتلقي أو القارئ لها».

من لوحات الفنانة

وبالنسبة للعلاقة المشتركة بين الفن والتصوف تقول: «ليس ضرورياً هذه العلاقة التي تتحدثين عنها، ففي بعض الأفكار يظهر التصوف واضحاً في اللوحة ويرجع ذلك إلى أسلوب وفكر الفنان ذاته، وفي حالات أخرى كما في بعض اللوحات استخدم التظليل أو ما يدعى بالشبكية دون ظهور الخط، فبالشبكية استخدم القلم الرصاص لأعطي درجة غماقة معينة ثم أعيد تكرار تلك الخطوط ولكن باتجاه معاكس».

أما عن عن الدعم التي تلقته من الجو الجامعي والفني في فترة الدراسة تقول: «للكثيرين الفضل في دعمي معنوياً، حيث كان الأستاذ "محمد العلبي" على الرغم أنه لم يقم بتدريسي فضل كبير بنجاحي، حيث كان ودوداً مع جميع الطلاب بتوجيههم ومساعدتهم، ومن الدكاترة المسؤولين عن تدريسي في الجامعة الدكتور "شفيق اشتي" و"عبد الرزاق السمان" اللذين لهما الفضل في ترك المجال للعمل على حريتي وقد منحوني الثقة للاستمرار بالاتجاه الذي أرغب به، أما الفضل الأكبر فيعود للجو الفني العائلي الذي أعيش فيه، وخاصة بمشروع تخرجي فكنت أخذ أرائهم في أعمالي ويقومون بتوجيهي بشكل غير مباشر, وأنا أؤمن بأرائهم الفنية، منذ الصغر كان مشوارنا الصيفي بمشغل والدي النحات "زكي سلام" حيث الطبيعة التي تساعد على الإبداع، وبداياتي كانت مع الخزف بمشاركة أخوتي».

سومر سلام

وعن خروجها عن نطاق العائلة والرسم في مخيلة وعالم إبداعي خاص تقول: «أحب الألوان كثيراً، ومواضيع أعمالي التي ألونها بحرية، حيث تربيت بجو تشكيلي لوني خاص وتأثرت بشكل لا إرادي بأفكار والدي، فهو فنان التزم بفكرة وقضية معينة، فكرته الأساسية في أعماله كانت الانتظار، وكيف أن المرأة تنتظر زوجها سواء كان أسير، محارب أو شهيد، ذلك باعتباره فنان فلسطيني يمتلك قضية، ومن خلال أجواء المخيمات التي عايشها وأثرت في نفسه، بالنهاية انعكس هذا الشيء على فني ولكن بطريقة مختلفة، فالموضوع والفكرة في لوحاتي أصبحت أشمل تخص الإنسانية جمعاء، المشاهد أمام أعمالي تستوحي الفكرة من مخيلته، أما التقنيات التي أعمل بها فهي "الرصاص، الفحم، الباستيل، الزيتي والأكريليك"».

الفنان "محمد العلبي" أحد المشجعين للفنانة الشابة "سومر سلام" يقول: «أعمال "سومر" تحتوي على حس طفولي باللون والإبداع، وذلك من خلال الانتقال بين درجات الألوان، وفناء اللون مع الشكل عن طريق لمسات عريضة للريشة، حيث يفنى اللون في بعض الأعمال ويظهر في بعضها الآخر، إنها أعمال تحتوي على نوع من الصوفية، وإحساسها في أن تترجم هذه الحالة باللون من خلال تحويل الإيحاءات أو المعاني التي تعبر عن الشخوص أو الطبيعة إلى مساحات لونية واسعة، فليس من السهولة أن تنتقل وتعكس بسهولة وسرعة في روح خفية بطريقة تأثرها بوالدها؛ لكن لديها نزعة نحو التجريدية عكس والدها الذي يسعى إلى أن "يوقعن" الأشياء المجردة، فأعمالها تعكس شخصيتها».

إبداع تشكيلي

وبخصوص خروجها عن سرب العائلة المختصة بالنحت يقول: «الفنون كلها ذات طاقة داخلية، وهذه الطاقة يجب أن تتفرغ بنوع من أنواع الفن، وباعتبارهم عائلة فنية تحوي جميع أنواع الفنون منذ طفولتها، وباعتبارها احتوت كل الفنون أرادت أن تبتكر نوع آخر للفن تكمل هذه المجموعة الفنية».

من الجدير بالذكر أن الفنانة الشابة "سومر سلام" خريجة الفنون الجميلة بدمشق 2010 قسم التصوير، لها معرض فردي خاص باسم "هالات".